القدس المحتلة - ناصر الأسعد
تحدى أهالي مدينة يطا والقرى المجاورة الطقس السيئ، وشاركوا بالمئات في تشييع جثمان الشهيدة رقية أبو عيد، التي قتلها جندي إسرائيلي بالرصاص بزعم محاولتها طعنه، في مقبرة قرية الكرمل.
وتزامن مع التشييع إعلان إضراب عام في يطا. وانطلق الموكب الجنائزي، الأحد، بعد الصلاة على جثمان الشهيدة في مسجد يطا الكبير، وحملت الجثمان مجموعة من العسكريين. وردد المشاركون في المسيرة شعارات وطنية تندد بجرائم الاحتلال، وطالبوا بتدخل دولي لإنقاذ أبناء الشعب الفلسطيني، وخاصة الأطفال منهم، ودعوا إلى الوحدة الوطنية لمواجهة غطرسة الاحتلال الإسرائيلي.
كما شيَّع مئات الفلسطينيين جثمان الشهيد محمد نبيل حلبية (17 عامًا)، الذي استشهد السبت بعد محاولته إلقاء عبوة يدوية الصنع داخل معسكر إسرائيلي، في بلدة أبو ديس شرقي القدس. وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن قوات الاحتلال أبلغتها بمقتل الشاب إثر جراح خطيرة، بزعم انفجار عبوة ناسفة كان يحملها قرب معسكر لقوات حرس الحدود في بلدة أبو ديس.
واندلعت مواجهات في البلدة عقب التشييع، حيث رشق الشبان النقطة العسكرية التي استُشهد فيها حلبية بالحجارة، ورد جنود الاحتلال بإطلاق الأعيرة المطاطية والرصاص الحي والقنابل الصوتية والغازية. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال منعت طواقمها الطبية من الوصول إلى مكان استشهاد الشاب، قبل أن تسلمها جثمان الشهيد، حيث جرى نقله إلى المركز الطبي في البلدة.
يذكر أن حلبية هو الشهيد الثالث في بلدتي العيزرية وأبو ديس شرقي القدس المحتلة، والشهيد الـ37 من شهداء المدينة وضواحيها، منذ اندلاع انتفاضة القدس في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
واعتقلت قوات الاحتلال وزير الحكم المحلي السابق، المهندس عيسى الجعبري، من منزله في منطقة نمرة في مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة، وكذلك عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، حاتم قفيشة، بعد مداهمة منزله في منطقة واد الهرية، واعتقلت كذلك أسيرًا محررًا بعد تفتيش منزله في حارة الشيخ في الخليل، كما قامت داهمت القوات عدة منازل في منطقة بئر الحمص وحي الشيخ في الخليل وفتشتها.
وأكدت مصادر أن الاحتلال اعتقل 15 فلسطينيًّا في الضفة الغربية. وقال نادي الأسير الفلسطيني إن القوات داهمت مدن الخليل ورام الله وبيت لحم ونابلس، وسط إطلاق كثيف للنيران على الشبان الـ15.
واقتحمت مجموعة من المستوطنين باحات المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة. وأكدت المصادر أن شرطة الاحتلال والقوات الخاصة الإسرائيلية أمَّنت الحماية لعشرة مستوطنين اقتحموا المسجد من باب المغاربة، وتجولوا في باحاته وقدموا شروحات عن "الهيكل المزعوم". ولفتت إلى أن المصلين الفلسطينيين توافدوا على المسجد الأقصى رغم الأجواء شديدة البرودة، وتصدوا لاقتحامات المستوطنين. كما أحرقت مجموعة من المستوطنين المتطرفين من جماعة "تدفيع الثمن" الإرهابية اليهودية مدرسة في قرية طوبا الفلسطينية الواقعة في الجليل داخل الأراضي المحتلة عام 1984.
وفي غزة، فتحت قوات الاحتلال نيران أسلحتها تجاه أراضي المزارعين شرق خان يونس جنوبي القطاع. وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال المتمركزة في الأبراج العسكرية شرقي بلدة الفخاري، فتحت نيران أسلحتها الرشاشة بشكل مُكثف ومفاجئ على المزارعين وأراضيهم شرقي بلدة الفخاري جنوب شرقي خان يونس، ما اضطرهم إلى ترك أراضيهم.
وأكد مصدر مسؤول في وزارة الداخلية الأردنية، أن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول موضوع أبناء قطاع غزة حاملي جوازات السفر الأردنية المؤقتة، وحاجتهم إلى إذن إقامة في المملكة، عارٍ عن الصحة جملةً وتفصيلًا. وقال المصدر إن أبناء قطاع غزة حاملي الجوازات لا يحتاجون إلى إذن إقامة في الأردن، سواء كان ذلك في قانون الإقامة وشؤون الأجانب النافذ، الذي نص على ذلك بشكل صريح، أو التعديلات التي أجريت على القانون والموجودة حاليًا في مجلس النواب، والتي لن تغير من هذا الوضع إطلاقًا، وهي ليست محلًا للنقاش في الأصل، ولم يسبق أن تم التفكير في ذلك .
وأوضح المصدر أن موضوع تصاريح العمل للأجانب بشكل عام ينظمه قانون العمل، ولا علاقة لقانون الإقامة وشؤون الأجانب بموضوع الإعفاء من الحصول عليه أو من رسومه، مشيرًا إلى أن أبناء القطاع معفيون من رسوم تصاريح العمل بموجب قرار مجلس الوزراء الصادر مؤخرًا.