حركة حماس الفلسطينية

أكد وزير خارجية الاحتلال، افيغدور ليبرمان، الأحد، أنَّ التنسيق مع "إسرائيل" هو السبيل الوحيد لإعادة إعمار قطاع غزة، مبديًا تفهّمًا لعدم المشاركة في مؤتمر القاهرة لإعادة الإعمار الذي بدأت أعماله في القاهرة.

وأوضح ليبرمان، أنَّه لا يمكن إعمار قطاع غزة دون التفاهم مع "إسرائيل"، كاشفًا في لقاء خاص مع موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية، عن وجود تفاهمات مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن إعمار قطاع غزة، مؤكدًا عدم وجود اشتراطات محددة من قبل الولايات المتحدة على حكومة الاحتلال.

ورفض ليبرمان فكرة عدم وجود دور لحكومته في إعمار قطاع غزة لعدم مشاركتها في مؤتمر القاهرة، مبديًا تفهمًا لمواقف بعض الدول العربية من تحفظها على المشاركة؛ ولكنه في الوقت نفسه، أكد على دور الاحتلال في إعادة الأعمار والتي لا يمكن أن تتم دون التفاهم معه، مشيرًا إلى أنَّ كل المواد ستدخل قطاع غزة من خلال المعابر التي تسيطر عليها حكومة الاحتلال، مشيرًا إلى أنَّ حكومته ستتعاون وتساهم في إعادة الأعمار في كل ما يتعلق بحياة السكان في قطاع غزة، مع ضرورة توفر رقابة كاملة على دخول المواد وكيفية استخدامها.

وبيّن ليبرمان أنَّ عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة أفضل بكثير من بقاء قطاع غزة تحت حكم وسيطرة "حماس"، مشككًا بشأن قدرة السلطة الفلسطينية على إعادة السيطرة على قطاع غزة،  مشيرًا إلى أنَّ الأيام المقبلة هي التي ستحدد الصورة فيما إذا كان وجود السلطة في القطاع شكليًا وبقاء الحكم الفعلي لـ"حماس"، أو أنَّها تستطيع الانتشار والسيطرة على قطاع غزة من جديد.

من جهتها، دعت حركة "حماس" مؤتمر المانحين الذي انطلقت أعماله الأحد، في القاهرة، إلى ضمان وصول الأموال اللازمة لإعادة الإعمار، معتبرة ذلك "مسؤولية دولية".

وصرّح نائب رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في بيان، بأنَّ "الشعب الفلسطيني يتطلع لأن يكون مؤتمر إعادة إعمار غزة المنعقد في القاهرة اليوم مختلفًا عن سابقيه" ، مضيفًا "إنَّ الأموال التي رُصِدت خلال مؤتمرين سابقين لإعمار غزة، لم يصل أي شيء منها القطاع ".

وأكد هنية على ضرورة أن "تتدفق الأموال هذه المرة ليبدأ إعمار ما دمره الاحتلال"، داعيًا الوفد الفلسطيني المشارك في المؤتمر إلى "استخدام لغة غير استجدائية تتناسب مع حجم البطولة والتضحية التي قدمها شعبنا وحجم الدمار في غزة".

وشدَّد على"أنَّ الشعب الفلسطيني لا يستجدي المساعدات، ولكن حربًا كبيرة مدمرة وعدوانًا واسعًا ارتكب في غزة، وعلى الاحتلال دفع ثمن الجريمة وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه شعبنا".

وأشار هنية إلى أنَّ إنجاح زيارة حكومة الوفاق إلى غزة "يعكس المسؤولية الوطنية لحركة حماس وحرصها على الوحدة، وكذلك لإنجاح مؤتمر اليوم في القاهرة حتى تشارك الحكومة من موقع مسؤوليتها عن الضفة والقطاع"، موجهًا التحية إلى مصر على دعوتها واستضافتها المؤتمر، مؤكدًا على "محورية الدور المصري بشأن القضية الفلسطينية".

وتنطلق في القاهرة اليوم أعمال مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة على مستوى وزراء الخارجية برئاسة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وبتنظيم مصري نرويجي، يأمل الفلسطينيون منه توفير الأموال المطلوبة لإعادة إعمار غزة المقدرة بنحو 4 مليارات دولار.

وبيّنت الحكومة الفلسطينية في الخطة التي ستقدمها إلى المؤتمر، أنَّ التكلفة الإجمالية لجهود إعادة الإعمار تقدّر بنحو 4 مليارات دولار من بينها 414 مليون دولار لازمة من أجل الإغاثة الفورية.

وينعقد المؤتمر بمشاركة ممثلين عن 50 دولة و20 مؤسسة إقليمية ودولية، ويستمر يومًا واحدًا يتم في نهايته الإعلان عن قيمة المساهمات الدولية في إعادة الإعمار.