كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس

بدأت "كتائب القسام" الذراع العسكري لحركة "حماس"، بعد انتهاء الحرب الاسرائيلية الأخيرة في 27 اب/أغسطس، استعداداتها لتشكيل ما أسمته "الجيش الشعبي" وتدريبه على أنواع الأسلحة المختلفة، كي يكون "سندًا وعونًا" لها في أي حرب آتية على قطاع غزة.

ولوحظ وجود إعلان باسم "قيادة كتائب القسام" وضع في مسجد عبد الله عزام في حي الصبرة في مدينة غزة طالب فيه شبان الحي بالتسجيل لدى مندوب الكتائب لتدريبهم في إطار "الجيش الشعبي".

وأوضح الإعلان أن "التدريب سيكون على مختلف الأسلحة الخفيفة وبعض الأسلحة الثقيلة مثل قذائف الهاون، وذلك في إطار الاستعداد للدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني في أي مواجهة مع الاحتلال".

وبيّن أحد قيادات الكتائب، في تصريحات إذاعية، أنهم بدأوا في الاستعداد لتشكيل "الجيش الشعبي"، وتدريبه في إطار "أكاديميات ستكون مفتوحة على مدار العام لمن أراد أن يلتحق فيها".

وأضاف "أن هذا التدريب سيكون في مناطق قطاع غزة كلها وأن لديهم الآلاف من الشبان الذين سجلوا أسماءهم لدى مندوبي الكتائب".

وأشار إلى أنه بات من الضرورة إيجاد مثل هذا "الجيش الشعبي" والذي ستكون له مهام محددة في حال اندلاع أي حرب آتية.

وشهد عام 1990 نقلّة نوعية في الأداء العسكري لحركة "حماس"، إذ أسست جهازها العسكري تحت اسم (كتائب الشهيد عز الدينا لقسام)، نسبة للشيخ المجاهد السوري الأصل،عز الدين القسام، الذي قُتل على أيدي القوات الانكليزية في أحراش يعبد الفلسطينية قرب جنين عام 1935.
ويقول قادة مؤسسون لكتائب القسام إنّ العمل المسلح لجماعة "الإخوان المسلمين"، (قبل تأسيس حركة حماس) بدأ منذ الثمانينات تحت عناوين مختلفة كان أبرزها "المجاهدون الفلسطينيون"، (مجد), وغيرها من الأسماء.
وأصدرت كتائب القسام، في 1 كانون الثاني/يناير، بيانها الأول، وعممته إثر عملية قامت بها خلية تابعة لها بقتل حاخام "مستوطنة كفارداروم" دورون شوشان، وفي هذا البيان تم الإعلان رسميا عن هوية الكتائب كجناح مسلّح لحركة "حماس".

وبعد أن بدأت كتائب القسام عام 1990 بعدد قد لا يتجاوز أصابع اليدين، أصبحت الآن تملأ قطاع غزة، ولا يعرف مدى حضورها في الضفة الغربية.

ووفق نشرة أصدرتها "القسام"، بمناسبة مرور 20 عاما، على انطلاقتها فقد أشارت إلى أن عدد عناصر القسام في قطاع غزة لوحده، تجاوز العشرة آلاف مقاتل، يكونون جيشا حقيقيا تحت تشكيلات عسكرية، تبدأ من الفرد والمجموعة، مرورا بالفصيل والسرية، وانتهاءً بالكتيبة واللواء.

ووفق النشرة فيتم تقسيم جيش القسام إلى أربعة ألوية:" لواء شمال القطاع، ولواء غزة، ولواء الوسطى، ولواء الجنوب".وبدأت كتائب القسام عملها العسكري بمسدس ثم بندقية، وصنعت رشاشاً بأيدي أبنائها صناعة محلية، وتطور سلاحها إلى العبوات الناسفة مثل عبوة "شواظ"، والعمليات التفجيرية التي استخدمت فيها الأحزمة الناسفة، إضافة إلى القنابل والمتفجرات ذات التفجير عن بعد.

وكانت مستوطنة سديروت جنوبي إسرائيل، على موعد مع تلقي أول صاروخ فلسطيني محلي الصنع أطلقته كتائب القسام، الجمعة 26 أكتوبر/تشرين الأول عام 2001.

وعُرف الصاروخ باسم "قسام واحد"، ووصفت مجلة "التايم" الأميركية الشهيرة انتقال المقاومة إلى استخدام الصاروخ كسلاح بأنه "الصاروخ البدائي الذي قد يُغيّر الشرق الأوسط".

وعلى نحو متسارع قامت "حماس" بتطوير هذا الصاروخ إلى "قسام اثنين" واستخدمته لأول مرة في فبراير/شباط 2002.وتمكنت المقاومة من توسيع دائرة ضرباتها الصاروخية تدريجياً لتغطي دائرة يبلغ نصف قطرها أكثر من 80 كيلومتراً.

وطوّرت كتائب القسام صواريخها المحلية لتصبح أطول مدى، مثل صاروخ M75"" وقد أطلقته في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2012، ثم تبعه في 2014 ظهور صاروخ R160"" أطلقتّه على حيفا.

وفي تطور نوعي ولافت أعلنت كتائب القسام، في 14يوليو/تموز الماضي رسمياً عن تمكن مهندسيها من تصنيع طائرات دون طيار، وإنتاج 3 نماذج منها، لتنفيذ مهام خاصة في إسرائيل.

وتبدو كتائب القسام كأي جيش نظامي، إذ أصبح لديها وحدات متخصصة، مثل وحدة الهندسة، ووحدة الدفاع الجوي، ووحدة المدفعية، ووحدة الاستشهاديين، ووحدة الإسناد، وغيرها.

وخلال العدوان الذي تشنه إسرائيل حاليا، على قطاع غزة، أعلنت عن أول عملية لوحدة الضفادع البشرية (الكوماندوز البحري)، قامت بتنفيذ عملية في قاعدة "زكيم" العسكرية الواقعة في مدينة عسقلان جنوب غربي إسرائيل.

وتميزت كتائب القسام بإدخالها لتقنيات ووسائل قتالية ورادعة لمواجهة الجيش الإسرائيلي وتؤكد القسام أنها أول من صنع الصواريخ المضادة للدروع مثل "البتار" و"الياسين" والعبوات الناسفة التي دمرت أسطورة دبابة الميركافاة الإسرائيلية الصنع، حسب قولها.

وقامت القسام بتنفيذ العديد من عمليات أسر الجنود، كان آخرها الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي أسرته في عام 2005، وبعد صفقة تبادل للأسرى أبرمتها حركة "حماس" وإسرائيل، في أكتوبر/تشرين أول عام 2011، برعاية مصرية، أفرجت السلطات الإسرائيلية آنذاك عن 1050 أسيرا ، مقابل تسليم حماس للجندي "شاليط".
وتصدت كتائب القسام لثلاث حروب شنتها إسرائيل على قطاع غزة في 2008،  و 2012 و2014، وتقول إنها كبدت الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة.
وتحت عنوان "بنك الأهداف المطلوب تصفيتها" هدّدت إسرائيل باغتيال القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، الذي حاولت اغتياله في أكثر من مناسبة، وتتهمه إسرائيل بأنه العقل المدبر لعمليات القسام النوعيّة