غزة– محمد حبيب
أكد القائد الكبير في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مروان عيسى، أنَّ كل المحاولات الإقليمية والدولية لحصار حركة حماس وذراعها العسكري ستفشل، مشددًا على أنَّ لدى الكتائب من "الهمة والقدرة والإيمان لمواصلة الطريق حتی النهاية".
وذكر عيسى، الذي ظهر على غير العادة في جلسة علمية خلال المؤتمر الذي نظمته كلية الرباط الجامعية في غزة، تحت عنوان "فلسطين.. أسباب الاحتلال وعوامل الانتصار"، الأحد الماضي: "نحن نفهم الواقع وتعقيداته ولكننا لسنا في وارد الاستسلام له".
وأضاف: "لا نسعی حاليًا لمواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي، ولكننا نعمل علی أن تكون قوتنا في أيّة مواجهة مقبلة مضاعفة.. نواصل عمليات تصنيع الصواريخ، ولا تهمنا تصريحات العدو في هذا الشأن".
وشدد عيسى، الذي نجا من محاولة اغتيال إسرائيلية العام 2006: "نعمل علی صياغة التحالفات مع كل من يستطيع أنَّ يقدم لنا السلاح، ولم ولن نكون في جيب أحد"، مشيرًا إلى أنَّ كتائب القسام "تسعی لرفع سقف التنسيق مع كل فصائل المقاومة لأعلى مستوی".
وزاد قائلاً: "لن نترك العمل للحظة حتى تحرير كامل فلسطين، وسنواصل تطبيق فكرة طلائع التحرير حتی يصبح فكرة المقاومة هي التيار السائد".
ومروان عيسى، الذي ولد العام 1965 في قطاع غزة، لا يعرف له صورة، وهو أحد أركان المجلس العسكري لكتائب القسام، وقضى 5 سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، كما اعتقل في سجون أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.
في سياق متصل، نظمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء الأحد، تظاهرات حاشدة في قطاع غزة؛ رفضًا لقرار محكمة الأمور المستعجلة المصرية بتصنيف الحركة "منظمة متطرفة" وتنديدًا بالاتهامات "الباطلة" ضد الحركة.
وانطلقت التظاهرة في مدن غزة وخان يونس ورفح عقب صلاة العشاء، ورفع المشاركون فيها الأعلام الفلسطينية ورايات الحركة الخضراء ولافتات تؤكد على التمسك بالمقاومة ونهج حماس وتدين قرار المحكمة المصرية.
وخلال تظاهرة مدينة غزة، دعا القيادي في حماس إسماعيل رضوان الأحزاب المصرية إلى التحرك العاجل لوقف "الانحدار والانحراف وتصحيح الخطيئة"، في إشارة إلى اعتبار الحركة وجناحها العسكري كتائب القسام "منظمة متطرفة".
وذكر رضوان إنه "لا بد من تحرك عاجل لوقف هذا الانحدار والانحراف وتصحيح الخطيئة؛ لأنها تضر بالمصلحة المصرية والعربية".
وجدد رضوان تأكيده على أنَّ قرار المحكمة المصرية "خلط للأوراق ويسيء إلى من اتخذه ويقدم خدمة مجانية للاحتلال الإسرائيلي"، معتبرًا أنَّ "الهدف منه تصدير الأزمات وخلط الأوراق والضغط على المقاومة".
وعن التهديدات التي أطلقها إعلاميون مصريون تجاه قطاع غزة بشنّ هجمات للجيش المصري عليه، ذكر رضوان: "هذه الحملة التحريضية الإعلامية على حماس المستهدف فيها هو المقاومة وليست حماس فقط، لكن استهدفت حماس لأنها تمثل رأس حربة المقاومة".
وأضاف: "نؤكد لمن يهدد بضرب قطاع غزة وبضرب حماس أنَّ هذه التهديدات لن تخيفنا ونحن نستبعد أنَّ يتورط الجيش المصري بقتل أطفال ونساء غزة، وأنَّ تنحرف بوصلته، وأنَّ يتم توجيه البندقية إلى غزة".
وتابع قائلاً: "قطاع غزة ليس لقمة سائغة، وعلى من يهدد حماس أنَّ يسأل الإسرائيليين وأنَّ يسأل وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعلون من هي حماس ومن هو القسام؟؟".
إلى ذلك، ذكر القيادي في حركة "حماس" صلاح البردويل أنَّ قرار المحكمة المصرية يقدم خدمة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبيل انتخابات الكنيست المقررة هذا الشهر.
واعتبر البردويل خلال تظاهرة حاشدة لمئات من أنصار حماس في خان يونس، جنوب قطاع غزة، أنَّ قرار المحكمة المصرية "لا يخدم سوى الكيان الإسرائيلي ويحقق انتصارًا لحزب الليكود الإسرائيلي وزعيمه نتنياهو وتكسبه أصواتًا خلال الانتخابات المقبلة".
وأشار إلى أنَّ "نتنياهو يعاني من عزلة في الانتخابات، ويسعى أنَّ يثبت للعالم أنه حقق إنجازات كبيرة، واستقطب أكبر دولة في العالم للوقوف بجواره في وجه المقاومة الفلسطينية، وعار اليوم أنَّ تقف مصر بقيادتها وعلمائها وقضاتها ومشايخها وجيشها بجانب هؤلاء ويخدموا مصالحهم".
وأكد البردويل أنَّ حماس " لم ولن تخضع لابتزاز أي طرف، وستبقى مدافعة عن شعبها بكل ما أوتيت من قوة، ولن تتخلى عنه ولا عن ثوابته التي تنتهجها الحركة في مشروعها".
وذكر بهذا الصدد: "هزلت أيّة محكمة عندما تتجرأ وتصدر قرارًا كقرار حظر حماس أو كتائب القسام، كيف يُسمى قضاء نفسه شامخًا وهو يتلقى تعليماته من الساسة؟! في إشارة إلى القضاء المصري.
وشدد على أنه "من يحكم على حماس يحكم على نفسه بالفناء، فحكمه لا يهز شعر منا، فطائرات الكيان الإسرائيلي ضربت غزة ليل نهار ولم تأخذ منا أي استسلام أو أنَّ ينتزعوا منا أي موقف".
وتابع قائلاً: "لا يمكن لأي شعب أو أي حر عربي مسلم أنَّ يقبل العيش تحت رحمة حاكم ظالم، قتل أطفال بلاده، وحرق الجثث، وهدم المساجد، وانقلب على كل التقييم والأخلاق، فشعب فلسطين خُلق ليرفع رأس الأمة، وخسر على مر التاريخ وسيخسر كل من يراهن على أننا سنخضع للابتزاز".
وتساءل مُجددًا: "أين مصر التاريخ والعروبة ؟!، لكن ما يُشفي غليلنا هو استطلاع للرأي أجراه مركز مصري كبير مُقرب من السلطة الحاكمة حول عما إذا كان الشعب يعتبر (حماس) متطرفة، فالنتيجة كانت أنَّ 96% من الشعب قالوا إنها ليست متطرفة".
وأضاف: "لو جرى الاستطلاع في أي بلد عربية ستكون النتيجة 100% أن حماس ليست متطرفة، فهمن يراهن على القوة العسكرية عليه أن يعتبر مما حدث للاحتلال في غزة".
وشدد على أنَّ "حماس باقية، والمقاومة كذلك؛ لأنها عنوان كرامة الأمة، ومن قبلها كتائب القسام، وبالتالي لماذا يبيعون سلعةً لا يشتريها أحد؟ من الذي سيصدقهم؟، ومن الذي سيؤمن أن لهم مستقبل، فلا مُستقبل لمن يكذب الشعوب، ويتأمر عليها وعلى الإسلام، فنحن باقون عنا في أرض فلسطين، لأننا الطائفة المنصورة.
ودعا البردويل الأمتين العربية والإسلامية إلى "وضع حد للنظام المصري لأنه يخرب كل القيم التي تقوم عليها العلاقات بينها، وهو يحاول تحطيم أجمل صورة بالأمة، فقولوا له كفى فإن صبرنا قد نفذ ولن نسمح لأحد بالتعدي على شعبنا".
وفي محافظة رفح، جنوب غزة، جابت مسيرات حاشدة شوارعها الرئيسة بعد صلاة العشاء، تنديدًا بقرار المحكمة المصرية.
وردد المشاركون هتافات مناوئة للقضاء المصري وللقرار.
وذكر القيادي في حماس سعدي المغاري خلال المسيرة أنَّ "التطرف هو من يُحاصر غزة، ويحرم المواطنين من السفر، والمرضى من السفر للعلاج، والطلبة للدراسة، ويمنع مواد البناء من العبور، ويُعطل الإعمار".
وشدد المغاري على أنَّ "المتطرف الحقيقي الذي يُحضر للهيكل المزعوم، ويقصف شعبنا، ويُحاصره، ويصادر الأرض، ويدنس المُقدسات"، متسائلاً "أي عار ما يحدث، والذي يُخالف العادات والقيم، لن ينال منا الإعلاميين والمأجورون، لن نقبل أمثال هؤلاء ولن يكون لهم مكان، سوى مزابل التاريخ، فهي أطهر كذلك منهم".
وجدد المغاري تأكيد حركته رفضها واستنكارها واستهجانها للقرار المصري الظالم بحق حماس، وذكر: "إننا في حماس ومعنا جنب وكتب إلى كتف الكل الفلسطيني، نرى القرار طعنة بالظهر لنا وللمقاومة".
وشدد على أنَّ "حماس تطرف على الاحتلال فقط وهي لا تتدخل في الشأن المصري، ولا في شأن أي دولة وعلى مصر ألا تصدر أزماتها علينا، فحلوا مشاكلكم بعيدًا عنا".