الرئيس الفلسطيني أبو مازن

عبّرت جهات فلسطينية رسمية، اليوم الأحد، عن استيائها من الانتقادات التي وجهتها الإدارة الأميركية لخطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، منتقدة التصريحات التي أدلت بها المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية.
وأكدت وزارة الخارجية الفلسطينية عن غضبها من الانتقادات الأميركية وخاصة التي جاءت على لسان المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جنيفر بساكي، حيث وصفها كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، بأنها " تصريحات غير لائقة وغير مسؤولة، ومرفوضة".
وكانت بساكي قد اعتبرت خطاب عباس "استفزازي" فيه أوصاف "مهينة" على حد قولها، الأمر الذي دفع عريقات لمطالبة واشنطن بإعادة النظر في موقفها والانتصار للقانون الدولي، موضحًا في تصريح رسمي نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"  أنَّ خطاب عباس، ارتكز إلى ستة أبعاد: البعد الأول: إدانة حرب الإبادة التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية على أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وإننا سنسعى إلى مساءلة ومحاسبة من ارتكبوا هذه الجرائم، ولن نسمح لهم بالإفلات من العقاب، وعلى العالم محاسبتهم ومساءلتهم على جرائمهم، مؤكدًا حق شعبنا في الدفاع عن نفسه، البعد الثاني: ارتكز خطاب الرئيس على المصالحة الوطنية الفلسطينية باعتبارها نقطة ارتكاز لتحقيق إقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران/يونيو العام 1967، واستمرار بناء مؤسسات الدولة المحصّنة بحقوق الإنسان، وصون الحريات وحرية المرأة، والمستندة إلى سيادة القانون، والسيادة الواحدة، والسلاح الشرعي الواحد.
وأكمل عريقات: "البعد الثالث يركّز على وجوب إصدار مجلس الأمن قرار يحدد سقفًا زمنيًا ملزمًا للاحتلال الإسرائيلي، وإعلان دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل، والبعد الرابع: أكد وجوب استئناف المفاوضات للتوصل إلى حلّ حول كافة قضايا الحل النهائي من دون استثناء، بدءً من ترسيم الحدود وبعيدًا عن مربعات المفاوضات التي تعقد لمجرد المفاوضات والتي تدور في حلقة مفرغة، البعد الخامس: ارتكز على حق فلسطين بالانضمام إلى المؤسسات والمواثيق والمعاهدات والمنظمات والبروتوكولات الدولية، بما فيها محكمة الجنايات الدولية، على اعتبار مكانة فلسطين القانونية، فهي دولة تحت الاحتلال".
وذكر أنّ البعد السادس يركّز على وجوب دحر التطرف ومكافحته بكل أشكاله، ودعا إلى تجفيف مستنقعات التغذية للتطرف، والذي يعتبر استمرار الاحتلال الإسرائيلي أحد أهم منابعه.
وأكد عريقات أنَّ العناصر التي وردت في خطاب الرئيس لاقت ترحيبًا واستحسانًا من جميع أعضاء المجتمع الدولي باستثناء الحكومة الإسرائيلية والمتحدثة باسم الخارجية الأميركية.
ودعا عريقات الإدارة الأميركية إلى إعادة النظر في مواقفها والانتصار للقانون الدولي، وتأييد مشروع القرار الفلسطيني- العربي الذي سيعرض على مجلس الأمن الدولي.
ومن جهتها، عبّرت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الأحد، عن استيائها من تصريحات وزارة الخارجية الأميركية التي انتقدت بشدة خطاب عباس في الأمم المتحدة الجمعة الماضية.
وعبّرت الخارجية في بيان عن "أسفها ودهشتها واستيائها من تصريحات الناطقة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي، والتي أدلت بها تعقيبًا على خطاب السيد الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة".
واعتبرت إنَّ مثل هذه التصريحات المدافعة عن الجرائم الإسرائيلية إنما تضرّ بأميركا على مستوى العالم وإمكانية أنَّ تبقى راعية غير منحازة لعملية السلام".
ورأت الوزارة "أنَّ هذه التصريحات تؤكد مرةً أخرى على أنّ الولايات المتحدة الأميركية تضع نفسها محامية للدفاع عن إسرائيل بشكل أتوماتيكي، حتى لو كانت إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، قد ارتكبت جرائم متنوعة كما حدث أخيرًا في قطاع غزة قد ترتقي حسب قول مؤسسات دولية في حقوق الإنسان إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
واعتبرت أنَّ مثل هذه التصريحات في الدفاع المستميت عن جرائم إسرائيل هي التي توّلد تلك الأجواء المعادية لأمريكا في المنطقة وفي العالم.
وأثار خطاب عباس استياء واشطن عندما اتهمّ إسرائيل بارتكاب "جريمة إبادة" في قطاع غزة، مؤكدًا من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة أنَّ المفاوضات التي جرت برعاية أميركية فشلت وحان الوقت لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي و"لاستقلال دولة فلسطين".
وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي بأنَّ خطاب عباس "استفزازي"، وأنَّ "في خطاب الرئيس عباس توصيفات مهينة نرفضها".