غزة– محمد حبيب
نفى قيادي بارز في حركة فتح ما ورد بشأن تقديم الرئيس الفلسطيني محمود عباس استقالته من منصبه خلال شهر أيلول/ سبتمبر المقبل.
وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح د. جمال محيسن، في تصريح صحافي صباح الاثنين: كل ما تناولته وسائل الإعلام العبرية لا أساس له من الصحة.
كانت القناة العبرية الأولى قد زعمت أن الرئيس محمود عباس قد يستقيل من منصبه لأسباب متعددة، ونقلت عن مصادر لم تسمها، أن الرئيس عباس يفكر في الاستقالة من منصبه بشكل جدي وأن رغبته هذه المرة تبدو حقيقية، وذلك لشعوره بالتعب من الوضع السياسي القائم.
وكشفت مصادر عبرية أيضًا أسماء شخصيات مرشحة لخلافة عباس في منصبه، وهما: صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين، والنائب محمد دحلان، وماجد فرج مدير جهاز المخابرات في الضفة.
وقالت إن الرئيس عباس يعتبر أنه لا يوجد شريك "إسرائيلي" لإحياء عملية السلام وأنه من غير الواضح كيف ستؤثر هذه الخطوة على إمكانية استئناف أو استمرار عملية السلام.
كانت وسائل إعلام عبرية لجأت في الآونة الاخيرة للحديث بشكل متكرر عن إمكانية استقالة الرئيس عباس من منصبه، وتندرج هذه الأحاديث كما يرى مراقبون في إطار حملة إسرائيلية منظمة تستهدف التحريض ضد الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية.
هذا وبعد أن نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية الليلة الماضية شائعات عن إمكانية استقالة الرئيس محمود عباس من منصبه بسبب الجمود السياسي وبسبب ما وصلت إليه الأمور من انغلاق الأفق على أكثر من صعيد سواء على صعيد المفاوضات أو على صعيد المصالحة، تروج بعض وسائل الإعلام "الإسرائيلية" الخيارات المتاحة للتغيير على مستوى القيادة الفلسطينية ومن يمكن أن يتولى منصب الرئيس إذا صحت أكاذيب وبالونات الاختبار "الإسرائيلية" بشأن استقالة الرئيس.
وذكرت المواقع الإخبارية "الإسرائيلية" قالت في أخبار بالونات الاختبار إن الرئيس عباس سيتقاعد وفق القانون في أيلول/ سبتمبر المقبل، كما أنه تعب من الجمود السياسي مع "إسرائيل" حيث لا تحقق سياساته التفاوضية أي تقدم للفلسطينين، بل على العكس فإن العلاقة مع "إسرائيل" تزيد بمزيد من الإحباط بعد أن علم أن التوجه لمحكمة الجنايات الدولية سلاح ذي حدين.
كما يدرك الرئيس الفلسطيني أن المصالحة مع حماس انهارت وأن حماس بسبب لقاءاتها مع المصريين والسعوديين وحتى "الإسرائيليين" أصبحت غير معنية بالمصالحة مع حركة فتح، كما أن عدم اهتمام الرأي العام العربي والدولي بالقضية الفلسطينية وعدم تصدر الخبر الفلسطيني أولى صفحات الإعلام العربي زاد من هموم عباس ويدفعه للتفكير جديًا بالاستقالة.
كما أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة في الأراضي الفلسطينية تؤدي إلى توتر بالشارع الفلسطيني وتحوله لقنبلة بارود قد تنفجر في وجه السلطة في أيّة لحظة مما دفع الرئيس عباس للتفكير بعد كل هذه الأوضاع بالاستقالة ورد الأمور إلى إسرائيل التي تتحمل المسؤولية الكاملة عما يجري على الأرض في المناطق الفلسطينية.
وأكد موقع الأخبار "الإسرائيلي نيوز 1" أن من بين أقوى مرشحي خلافة الرئيس عباس صائب عريقات الذي فاجئ الرئيس بتعيينه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية خلفًا لياسر عبدربه بعد أن أقصاه الرئيس بسبب علاقاته الوثيقة مع سلام فياض ومحمد دحلان.
وأضاف الموقع أن من أقوى المرشحين لخلافة عباس محمد دحلان القيادي السابق في حركة فتح، والذي تم طرده من اللجنة المركزية التي يحظى بعلاقات جيدة مع المصريين الذين يعتبرونه رجلاً قويًّا، كما أن له علاقات وطيدة مع دول مثل الإمارات ولا تمانع "إسرائيل" من توليه مقاليد الحكم.
والشخصية الثالثة التي يعتقد الإعلام "الإسرائيلي" أن لها حظًا في إمكانية تولي منصب الرئيس أو المنافسة عليه هو اللواء ماجد فرج الشخصية الصاعدة بقوة وجدية ومثيرة للدهشة ويثق بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشكل كبير، كما أنه يعتمد على اللواء فرج في كثير من الأمور.
وفي السياق ذاته، زعمت القناة السابعة في التلفزيون "الإسرائيلي"، أن صائب عريقات، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، اجتمع أخيرًا مع وزير "إسرائيلي" كبير، مشيرة في إطار هذه المزاعم إلى أن عريقات "يبدو كمن يعد نفسه لخلافة الرئيس عباس" الذي يعتقد، بحسب ادعاء القناة، أنه سيستقيل من منصبه بعد شهرين بسبب "تقدمه في السن" وشعوره بالتعب.