القدس - عثمان أبوالحلاوة
حذَّر المفوض الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط المنتهية ولايته، روبرت سيري، من أن وقف التنسيق الأمني بين الفلسطينيين والإسرائيليين "قد يكون المسمار الأخير في نعش اتفاقية أوسلو للسلام بين الطرفين". وأكّد سيري في تقرير قدمه إلى مجلس الأمن الدولي، على "خطورة استمرار احتجاز الاحتلال الإسرائيلي للشهر الثالث على التوالي، لعائدات الضرائب الفلسطينية، التي تبلغ الآن أكثر من 400 مليون دولار".
ورحب سيري بالزيارة الثانية التي أجراها رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله في غزة الأسبوع الحالي، واعتبرها خطوة على طريق إعادة إدماج القطاع مع السلطة الفلسطينية في رام الله.
وبيّن الاستراتيجية الجديدة التي دعا إليها والمتمثلة في إعطاء غزة الأولوية في العمل من أجل التوصل إلى اتفاق مستقر لوقف إطلاق النار، وتنفيذ هدنة للبناء، وفتح المعابر ودعم حكومة التوافق الوطني سياسيًا وماليًا.
وتحدث المبعوث الأممي عن "النشاط الاستيطاني غير القانوني"، وقال إنه لا يمكن أن يتوافق مع حل الدولتين المتفاوض علىه وقد يقضي على أي احتمال للتوصل إلى اتفاق سلام قائم على هذا الحل.
وتطرق سيري إلي الآلية المؤقتة لإعادة إعمار غزة، وقال إن أكثر من 80% من المنازل التي لحق بها الضرر من العمليات العسكرية التي جرت في تموز/ يوليو، وآب/ أغسطس تم معالجتها، مبينًا أن أكثر من 61 ألف فلسطيني من أصحاب المنازل تمكنوا من شراء مواد البناء لإصلاح البيوت المتضررة.
وأبرز رئيس مجلس الأمن الدولي، السفير فرانسوا ديلاتر، مندوب فرنسا الدائم لدي الأمم المتحدة، والذي تتولي بلاده رئاسة أعمال المجلس في آذار/ مارس، التزام أعضاء مجلس الأمن بالعمل من أجل إحلال السلام بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي.
وأكد السفير الفرنسي للصحافيين، عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة بشأن الوضع في الشرق الأوسط، أن "أعضاء المجلس استمعوا الخميس إلى آخر افادة يقدمها منسق عملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري حول جهوده التي قام بها خلال السنوات السبع الماضية التي تولي فيها مهمته".
وتبادل السفيران الفلسطيني والإسرائيلي لدى الأمم المتحدة الاتهامات بشأن تعثر مفاوضات السلام في الشرق الأوسط.
واستنكر السفير الفلسطيني، في حديث للصحافيين عقب جلسة المشاورات حول الشرق الأوسط، تصريحات رئيس وزراء إسرائيل بيامين نتنياهو التي أطلقها قبيل الانتخابات الأخيرة في إسرائيل بشأن عدم تنفيذ مبدأ حل الدولتين.
وأضاف "إذا كان الإسرائيليون يشعرون بالجدية الآن في الالتحاق بطريق السلام، على مجلس الأمن التحرك إذ من الممكن الآن أن يصدر قرارًا بشأن وقف الاستيطان، وأيضا حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة".
ووجّه مندوب الاحتلال الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير رون بروسر، انتقادات حادة لنظيره الفلسطيني.
وأضاف بروسر للصحافيين، عقب انتهاء رياض منصور من حديثه، أن "المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاحتلال هي الطريق الوحيد لتحقيق السلام"، مشيرا إلى أن إسرائيل توصلت إلى سلام دائم مع مصر من خلال المفاوضات المباشرة وليس الأمم المتحدة.