المطالبة بمكافحة الهجرة غير الشرعيّة

طالبت زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" الفرنسي مارين لوبان بضوابط حدودية داخلية، معتبرة أنه حان الوقت لشن الحرب على ظاهرة المهاجرين غير الشرعيين المنتشرة في كاليه.

واستشهدت لوبان بالازدياد الحاد للاضطرابات في المدينة المينائية الفرنسية، بعد استخدام الشرطة للقنابل المسيلة للدموع، لمنع المهاجرين الذين يقفزون على الشاحنات المتجهة إلى المملكة المتحدة، هذا الأسبوع واصفة كاليه بـ"الغابة حيث البقاء للأقوى".

وأضافت "لقد حوّل المهاجرون غير الشرعيون، الذين يحاولون باستماتة الوصول إلى بريطانيا، ميناء كاليه إلى غابة فوضوية"، مطالبة بـ"إعادة تطبيق الضوابط الحدودية الداخلية، التي أُلغيت من الكثير من أنحاء أوروبا".

واستنكرت لوبان، أثناء زيارة أجرتها إلى المدينة الفرنسية الشمالية، ما أطلقت عليه "الفضيحة الاستثنائية في مدينة تُركت وحدها في مواجهة ازدياد عدد المهاجرين غير الشرعيين، الذين يحاولون عبور القناة".

وأشارت لوبان، التي فاز حزبها بحوالي 14% من الأصوات في انتخابات بلدية كاليه في آذار/مارس الماضي، إلى أنه "لقد حان وقت شن الحرب على هذه الظاهرة".

ويتجول حوالي 300,2 مهاجر؛ العديد منهم من أفريقيا، في الشوارع، وينامون في مخيماتٍ موقتة في كاليه ومحيطها بينما ينتظرون لمحاولة الوصول إلى بريطانيا، وفقًا لتقديرات شرطة مدينة كاليه، التي أكّدت أيضًا أنَّ عددهم كان يبلغ 1500مهاجرًا منذ بضعة أشهر فقط.

واضطرت الشرطة إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع لاحتواء حشود المهاجرين مرات عدة هذا الأسبوع، وأبعدت العشرات من مؤيدي ومعارضي لوبان عند وصول زعيمة الجبهة الوطنية إلى المدينة، مع وقوع بضعة مشاحنات ضئيلة.

وظلّ الميناء طويلًا يمثّل مغناطيسًا جاذبًا للمهاجرين، الذين يحاولون الوصول إلى بريطانيا، حيث يعتقدون أنَّ فرصتهم في الحصول على العمل ستكون أكبر.

يذكر أنَّ بريطانيا لم تكن من بين الدول الأوروبية الست وعشرين التي ألغت الحدود الداخلية وفقًا لاتفاق "شينغن"، وفي أيلول/سبتمبر، أعلنت كل من الحكومتين الفرنسية والبريطانية أنَّ "تصميم ميناء كاليه سيتغير، بغية تسهيل تنفيذ الضوابط وتحسين التدفق المروري مع وضع الحواجز على طول الطريق المؤدي إلى منطقة الميناء".

ووعد وزير الداخلية الفرنسي برنارد كازانوف بافتتاح مركز نهاري لتموين مئات المهاجرين غير الشرعيين الذين يتجولون في الشواع، ويعيشون في مخيماتٍ موقتة أو في أراضٍ مهجورة بوضع اليد.

وأبرز الشرطي في منطقة ميناء كاليه دينيس روبين أنَّ "المركز سيُفتتح في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل"، ولكن السلطات كانت مصممة على التأكيد بأنه لن يصبح مخيمًا سكنيًا، كمخيم "سانجات"، الذي كان يديره الصليب الأحمر قبل أمر الرئيس السابق نيكولا ساركوزي بإغلاقه في 2002 بطلبٍ من بريطانيا.