الانتخابات العامة التي أجريت في إسرائيل

أظهرت النتائج الأولية للانتخابات العامة التي أجريت في الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء، تقدمًا واضحًا لحزب "الليكود" الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو متبوعًا بـ"الاتحاد الصهيوني" بقيادة إسحق هرتسوغ.

وأشارت النتائج الرسمية بعد فرز 94% من صناديق الاقتراع إلى فوز ساحق حققه بنيامين نتنياهو في الانتخابات "الإسرائيلية"، حيث فاز حزبه بثلاثين مقعدًا من أصل 120 يتألف منها الكنيست، في حين حصل تحالف المعسكر الصهيوني على 24 مقعدًا، وحلت القائمة العربية المشتركة في الموقع الثالث بـ13 مقعدًا.

فيما كشفت نتائج التصويت، للعينة التلفزيونية القناة الثانية والعاشرة، تفوقًا ملحوظًا لحزب "الليكود" بقيادة بنيامين نتنياهو، ومنحت عينات الناخبين، التي حصلت عليها القناتان، نتنياهو أولوية في تشكيل حكومة جديدة في "إسرائيل".

وتشير النتائج المذكورة إلى حصول نتنياهو على 28 مقعدًا، مع تفوق كبير لأحزاب اليمين، وهو ما سيمكن نتنياهو، في حال تأكيد هذه النتائج، من تشكيل حكومة تتمتع بتأييد 64 عضوًا.

ولفت كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة فرانس برس "واضح أنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو سيشكل الحكومة المقبلة، لذلك نقول بوضوح أننا سنسرع سعينا للتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية وسيستمر ويتصاعد".

وأضاف "استمعنا جميعًا لتصريحات نتانياهو أنه لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية وسيستمر في الاستيطان"، موضحًا أنَّ "على المجتمع الدولي الان ان يساند مسعى فلسطين كدولة تحت احتلال بالتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية والانضمام إلى المواثيق والمؤسسات الدولية الأخرى".

 وكان نتنياهو وعد بأنه سيسعى إلى تشكيل حكومة يمين متطرفة بالاعتماد على ائتلاف مكون من أحزاب اليمين وفي مقدمتها حزب "البيت اليهودي" بقيادة نفتالي بنيت، الذي حصل على ثمانية مقاعد وحزب "كولانو"، بقيادة موشيه كاحلون، الذي حصل على تسعة مقاعد، وحزب "يسرائيل بيتينو" بقيادة ليبرمان الذي حصل على خمسة مقاعد، حسب العينات المذكورة.

كما يتمتع نتنياهو في هذا الائتلاف بتأييد حزبي الحريديم، وهما "شاس" و"يهدوت هتوراة"، اللذان حصلا حسب العينة التلفزيونية على 13 مقعدًا.

من جهته، شكك اسحق هرتسوغ رئيس المعسكر الصهيوني والمنافس الرئيسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الانتخابات التي جرت في "إسرائيل" الثلاثاء في إعلان نتنياهو الفوز قائلًا "كل شيء مفتوح".

وأبلغ هرتسوغ مؤيديه في مقر الحزب في تل ابيب بعد أنَّ أشارت استطلاعات لناخبين ادلوا بأصواتهم إلى تعادل كفتي "الاتحاد الصهيوني" الذي يمثل يسار الوسط وحزب "الليكود" اليميني بزعامة نتنياهو "هذه النتيجة تسمح لنا بالعودة الى السلطة."واضاف قائلا "سننتظر النتائج الحقيقية .. كل شيء مفتوح". بحسب وكالة رويترز.

وقال هرتسوغ انه يعتزم "بذل كل جهد لتشكيل حكومة لاسرائيل تهتم بحق بالمجتمع" وانه تحدث بالفعل الى بعض زعماء الاحزاب بشأن تشكيل ائتلاف.

في المقابل، بمقدور نتنياهو أنَّ  يشكل حكومة وحدة وطنية مع المعسكر الصهيوني بقيادة، يتسحاق هرتسوغ، عبر الائتلاف مع هذا الأخير، الذي تشير عينات الناخبين إلى حصوله على 27 مقعدًا ومع حزب "كولانو" بقيادة، موشيه كاحلون، و"البيت اليهودي" ثمانية مقاعد، وحزبي "شاس" و"يهدوت هتوراة"، وهو ما سيمكن نتنياهو في هذه الحالة من الحصول على ائتلاف واسع يعتمد على تأييد أكثر من 70 عضوًا كنيست.

وتشير نتائج العينة التلفزيونية إلى عدم مقدرة هرتسوغ على تشكيل ائتلاف حكومي مستقر، بدون دعم القائمة المشتركة للأحزاب العربية، إذ أن هرتسوغ وبالتحالف مع حزب "ميرتس" الذي حصل على خمسة مقاعد ومع حزب موشيه كاحلون يصل إلى 41 مقعدًا وسيكون بحاجة إلى أصوات الحريديم معًا، وهي 13 مقعدًا، وعندها يصل إلى 54 مقعدًا لا غير.

 ويأتي ذلك بسبب رفض أحزاب "الحريديم" المشاركة في حكومة مع حزب "ييش عتيد" بقيادة يئير لبيد، وجاءت هذه النتائج معاكسة لاستطلاعات الرأي التي أجريت قبل الانتخابات والتي منحت التقدم للاتحاد الصهيوني.

وأكد نتنياهو في خطاب أمام أنصاره في تل أبيب في وقت مبكر من صباح الأربعاء، أنه تحدث إلى زعماء أحزاب يمينية، ودعاهم إلى تشكيل حكومة قوية في أقرب وقت تعمل "من أجل حماية إسرائيل في ظل الأوضاع المحيطة".

وأضافت الإذاعة العامة (الإسرائيلية) إن نتنياهو اتفق مع زعيم حزب البيت اليهودي (يمين) نفتالي بنيت على تشكيل حكومة "يمين وطنية".

كما أجرى نتنياهو اتصالًا هاتفيًا مع زعيم حزب "كلنا" (يمين وسط) موشي كحلون، وزعيم حزب إسرائيل بيتنا (ديني يميني) أفيغدور ليبرمان، محاولا كسب دعمهما لتكليفه بتشكيل الحكومة المقبلة.

وفي المقابل، قال هرتسوغ أمام مؤيديه في تل أبيب إنه سينتظر ظهور النتائج الرسمية.

 واعتبر أنَّ  كل الخيارات مفتوحة ودعا الأحزاب الاجتماعية إلى التحالف لتشكيل حكومة تسعى إلى "السلام مع جيراننا (يقصد الفلسطينيين)، وتوفر الحياة الكريمة للإسرائيليين".

وشرع هرتسوغ في إجراء اتصالات مع قياديي أحزاب، عارضا عليهم التحالف لقطع الطريق على تحالف يميني يقوده نتنياهو.

وأكدت القناة الثانية الإسرائيلية أن من بين الأطراف التي اتصل بها هرتسوغ حزب "كلنا"، و"هناك مستقبل" (وسط) بزعامة يائير لبيد، و"ميرتس" (يسار) بقيادة زهافا غالؤون.

ويتعين على نتنياهو أو هرتسوغ -في حال تكليف أحدهما بتشكيل الحكومة من قبل الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين- حشد ائتلاف من عدد من الأحزاب والقوائم لجمع ما لا يقل عن 61 نائبًا (نصف مقاعد الكنيست+1)، وهي مهمة يبدو نتنياهو الأقرب لتحقيقها بالنظر إلى النتائج التي أفرزتها الانتخابات.

وقالت مصادر مقربة من الرئيس (الإسرائيلي) إنه يفضل تشكيل حكومة وطنية بمشاركة حزب الليكود والاتحاد الصهيوني، غير أنها أكدت أن ريفلين لن يجبر قادة الأحزاب على هذا الخيار بل سيوصي به.

وأمام المرشح المكلف بتشكيل الحكومة مهلة 28 يوما لإنجاز المهمة، ويستطيع الرئيس تمديد المهلة بفترة إضافية لا تتعدى 14 يوما.

وعندما تتشكل الحكومة يعرضها رئيس الوزراء المكلف أمام الكنيست في غضون 45 يومًا من نشر نتائج الانتخابات بالجريدة الرسمية، وفي حال حصولها على ثقة 61 نائبًا فأكثر تبدأ بأداء مهامها.

وتمر أسابيع قبل أنَّ تكون للبلاد حكومة جديدة، وسيبقى نتنياهو رئيسا للوزراء إلى أنَّ تؤدي حكومة جديدة اليمين.

ويذكر أنَّ انتخابات الثلاثاء، شهدت مشاركة 71.8% من الناخبين، وفقًا لما أعلنته لجنة الانتخابات الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني.