غزة – محمد حبيب
أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أنَّه لا مفاوضات مباشرة مع الاحتلال ولا يمكن القبول بالمقايضة على سلاح المقاومة مقابل إعادة الإعمار.
وصرّح هنية خلال لقاء نظمته الدائرة الإعلامية لحركة حماس مع عدد من الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، أمس السبت: لا مفاوضات مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي ونطالب بإعادة النظر في استراتيجية المفاوضات مع الاحتلال، مشددًا أنَّ نظرية الإعمار مقابل السلاح مرفوضة.
واتهم هنية وجود بعض الأطراف التي تريد أن تجعل من الإعمار موضوعًا للابتزاز السياسي قائلًا: سلاح المقاومة شرعي وسيبقى شرعي إلى أن نحرر الأرض والإعمار شرعي وواجب.
وأضاف: موضوع الإعمار من حق شعبنا وفي نفس الوقت سلاح وإستراتيجية ومكونات المقاومة خط أحمر لا يجوز لأحد أن يتجاوزه.
وأكد هنية دور الإعلام الفلسطيني في الحفاظ على المسار الداخلي في العلاقات الداخلية وترسيخ كل شيء ايجابي نشأ في ظروف الحرب وأهمها الوحدة الوطنية بين فصائل المقاومة سواء في الميدان أو القوى السياسية في مفاوضات القاهرة والتي انعكست في وحدة الإعلام.
ودعا الإعلام الفلسطيني لمساعدة القيادات السياسية لتجاوز الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية، قائلًا: يجب أن نساعد القيادات الفلسطينية ألا تعود إلى المربع الأول ويجب أن نتجنب الانزلاق إلى المناكفات الإعلامية والسياسية والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية والعمل على استكمال ملفات المصالحة.
وشدد هنية أنَّ هناك قرار لدى حماس بعدم الانجرار وراء المناكفات مع حركة فتح إكرامًا للشهداء وانتصار غزة وتعزيزًا للوحدة داعيًا الإعلام إلى بناء استراتيجية وطنية فلسطينية من وحي الانتصار والمعركة.
وطالب الرئيس محمود عباس بأن يستجيب للمطلب الشعبي والفصائلي بالانضمام إلى وثيقة روما ومحكمة الجنايات وتقديم قادة الاحتلال إلى المحاكم الدولية باعتبارهم مجرمي حرب.
وبيّن أنَّ المعركة كانت رسالة لبعض الدول أن قوة المقاومة وسلاحها وقدراتها موجهة فقط للاحتلال الإسرائيلي الذي يحتل الأرض وانَّ هذه المقاومة ليس لها عداء مع أحد من الأشقاء العرب.
وأشاد هنية بدور الإعلام الفلسطيني في تغطية العدوان "الإسرائيلي" على غزة، مضيفًا: الإعلام لا يقل عن إدارة المعارك، وكان يسعى لتحقيق النصر قبل أن تبدأ المعركة، وهو بمثابة السيف إما أن يكون بيدك أو على رقبتك.
وتابع: أهم ما ميَّز الإعلام في هذه المعركة هو المزج المبدع ما بين البعد المهني والوطني، ولم تكن مهنية بعيدة عن تأثيرات الواقع والمعركة والانتماء الوطني، وتوّجت بالحس الوطني.
وأوضح أنَّ الإعلام خلال الحرب لم يعتمد على استراتيجيات البكاء، وكان مواكبًا لإبداع المقاومة، والقدرة على نقل الأحداث بسرعة.
واستطرد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس: يجب أن نفضح هذا العدوان السافر بمصداقيتنا العالية، والتي كان لها الأثر الكبير على الساحة الفلسطينية وعلى الداخل "الإسرائيلي"، وعلى صناع القرار الإقليمي والدولي.
وفي السياق ذاته، أشار إلى أنَّ الموقف الأمريكي منحاز لإسرائيل، لذلك نحن بحاجة إلى بناء استراتيجية وطنية من وحي المعركة والانتصار، والتركيز على تقديم قادة الاحتلال إلى المحاكم الدولية.
يُذكر أنَّ عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق صرّح في وقتٍ سابق: لا مانع لدى حماس من التفاوض مع إسرائيل، لأنها قد تجد نفسها مضطرة للتفاوض مع إسرائيل بضغط من شعبها في غزة.
وأضاف أبو مرزوق، في مقابلة لقناة القدس الفضائية، أنَّ: القضايا التي كانت في الماضي تعتبر من المحرمات يمكن أن يتم تسويتها اليوم، مستطردًا:على السلطة الفلسطينية أن تفهم هذا تمامًا، كما كنت تقاوم الاحتلال بالسلاح يمكنك التفاوض معه من خلال الكلمات، وليس هناك عيب أو مانع شرعي.