خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز

بحث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ووزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال اجتماع في قصر العوجا بالدرعية، مستجدَات الأوضاع في المنطقة والجهود المبذولة تجاهها، حيث جرت مناقشة التطورات على الساحة السورية، كما تم البحث في أهمية التصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول. حيث أفادت وكالة "فرانس برس"، بأن السعودية أعربت عن قلقها "من تقارب محتمل بين الولايات المتحدة الأميركية ودولة إيران، في أعقاب بدء تنفيذ الاتفاق النووي.
 
وأوضح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحافي مقتضب مع نظيره الأميركي، السبت، "أنا لا أرى الولايات المتحدة جنبًا إلى جنب مع إيران... إنها لا تزال الداعم الأول للإرهاب في العالم". وشدد الجبير على أنه "في شكل عام تدرك الولايات المتحدة جيدًا خطر السلوكيات والأنشطة الإيرانية. ولا اعتقد أن لدى الولايات المتحدة شكًا في شأن الحكومة الإيرانية وطبيعتها".
 
وقال كيري إن "الولايات المتحدة تبقى قلقة إزاء بعض النشاطات التي تقوم بها ايران" في المنطقة، خصوصًا "دعمها مجموعات ارهابية مثل حزب الله" اللبناني، وبرنامجها للصواريخ البالستية الذي دفع الولايات المتحدة الى فرض عقوبات جديدة على طهران على رغم التسوية في شأن البرنامج النووي.
 
وتناول كيري الموقف من إيران في اجتماع مع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي. حيث خفض طموحاته الى بدء مفاوضات غير مباشرة بين الأطراف السورية في جنيف بعد أيام يعقبها اجتماع وزاري لـ "المجموعة الدولية لدعم سورية" لحل العقبات الموجودة، فيما أكد الجبير أن السعودية "تتعاون مع واشنطن لإنهاء دور الأسد". وحملت كبريات الفصائل السورية المقاتلة روسيا والنظام مسؤولية اي فشل في مفاوضات السلام.
 
وأضاف كيري في المؤتمر الصحافي مع الجبير بعد الاجتماع مع الوزراء الخليجيين ان هناك صيغة تتضمن دعوة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا "الكثير من الأطراف (السورية) ذات العلاقة بطريقة تسمح بالتوصل إلى تناغم لدفع هذه العملية قدمًا. مشيرًا إلى أنه "إذا ما كانت هناك خلافات في هذا الشأن فهذا ما ستعكف عليه المجموعة الدولية لدعم سورية للحفاظ على استمرارية هذه العملية ووضعها رهن الاختبار ضمن مشروعية بياني فيينا وقرارات مجلس الأمن الدولي المتفقة على الحاجة للوصول إلى عملية انتقالية سياسية في سورية تفضي إلى دستور جديد وانتخابات جديدة عادلة ووقف لإطلاق النار".
 
ولفت الجبير إلى إن الولايات المتحدة تحترم حق السوريين في تحديد مستقبل بلادهم، مضيفًا أن السعودية "تتعاون مع واشنطن لإنهاء دور الأسد في سورية". في حين جدد كيري ان "الأسد هو العامل الرئيس في جذب الجماعات الإرهابية" وأن الولايات المتحدة تسعى إلى منع تمدد العنف من سورية إلى البلدان المجاورة.
 
وأصدر أكثر من 40 فصيلًا مقاتلًا، بينها "جيش الإسلام" و "فيلق الشام" و "صقور جبل الزاوية" التي شاركت في مؤتمر الرياض الشهر الماضي، وذلك قبل لقاء كيري مع المنسق العام للهيئة التفاوضية العليا المنبثقة من مؤتمر الرياض، رياض حجاب، إضافة الى "الائتلاف الوطني السوري" المعارض بيانًا حملوا فيه "نظام الأسد وحليفه الروسي مسؤولية أي فشلٍ للعملية السياسية بسبب استمرار جرائم الحرب في قتل المدنيين وحصارهم وتجويعهم وتدمير البنى التحتية والمستشفيات والمدارس والمعابر الحدودية.
 
ورفض تنفيذ القرارات الإنسانية لمجلس الأمن قبل بدء المفاوضات"، مؤكدين "رفض الإملاءات الروسية وتدخّل روسيا في العملية السياسية والتفاوضية من خلال العدوان العسكري والابتزاز السياسي والتدخل السافر في شأن المعارضة السورية".
 
وسعت موسكو إلى تعديل قائمة وفد الهيئة التفاوضية العليا المنبثقة من مؤتمر الرياض وإزالة اسمي رئيس الوفد العميد المنشق أسعد الزعبي وكبير المفاوضين محمد مصطفى علوش القيادي في "جيش الاسلام"، وإضافة شخصيات بينها رئيس "الاتحاد الوطني الديموقراطي" صالح مسلم الذي تعرض السبت لانتقادات شديدة من العضو الكردي في الهيئة السياسية لـ "الائتلاف" فؤاد عليكو. وقال ان مسلم: "لا يحمل مشروعًا كرديًا، وإنما هو سلطة الوكالة عن نظام الأسد وليست له علاقة بحقوق الأكراد".
 
وأفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" بمقتل 29 مدنيًا، بينهم سبعة أطفال، في غارات روسية على الأرجح على منطقة في محافظة دير الزور شمال شرقي سورية، ما رفع الى 73 بينهم 22 طفلًا وتسع نساء عدد المدنيين الذين قضوا منذ فجر الجمعة في غارات نفذتها طائرات حربية على مناطق في دير الزور.