غزة – محمد حبيب
أعلن عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس محمود الزهار، الخميس، أن حركته مستعدة لتقديم معلومات بشأن المفقودين "الإسرائيليين" في قطاع غزة، مقابل الإفراج عن محرري صفقة "شاليط"، الذين أعادت "إسرائيل" اعتقالهم.
وأكد الزهار، في تصريح صحافي، الخميس، أن حركته لن تتحدث في ملف "المفقودين الإسرائيليين في قطاع غزة، فهذا ملف مغلق سنقدم معلومات بشرط إطلاق سراح محرري صفقة شاليط، على الاحتلال أن يلتزم باحترام الاتفاقات السابقة، قبل الحديث عن أي أسرى أو مفقودين (..) لن نقدم أي رد، أو أي تعقيب، بالنسبة لنا الملف مغلق تمامًا، ولن يكون هناك أي حديث أو تفاوض قبل تنفيذ الشرط".
وتذكر هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن قوات الاحتلال قامت باعتقال 70 أسيرًا ممن تحرروا بموجب صفقة "شاليط"، وأعادت أحكام 34 أسيرًا من بينهم أحكام بالمؤبد.
وتمت صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس و"إسرائيل" في أكتوبر/ تشرين الأول 2011 برعاية مصرية، أُفرج من خلالها عن 1027 شخصًا من الأسرى الفلسطينيين في السجون "الإسرائيلية"، مقابل الجندي جلعاد شاليط الذي أسرته حركة "حماس" العام 2006.
وكلّف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ضابط الاحتياط في الجيش، ليؤور لوتين، بإدارة ملف الجنود "الإسرائيليين" المفقودين في قطاع غزة.
ونقلت الإذاعة "الإسرائيلية" العامة، عن مصادر لم تحددها، قولها إن نتنياهو كلّف لوتين بترؤس طاقمًا مختصًا بالتعامل مع "مسألة وجود إسرائيليين في غزة".
ويُعد الإعلان الإسرائيلي عن وجود أسرى لدى حماس الإعلان الرسمي الأول منذ الحرب على غزة الصيف الماضي.
وقد يشير هذا النبأ إلى احتمال انطلاق مفاوضات مع حركة حماس؛ لاستعادة المفقودين، حيث جرت العادة في "إسرائيل" على تكليف شخصيات في مثل هذه الملفات حال بدء المفاوضات من أجل استرجاعهم.
وقد أعلن الجيش "الإسرائيلي"، صباح الخميس، اختفاء أحد المواطنين الإسرائيليين في قطاع غزة العام الماضي، مطالبَا باستعادته بعد أن قال إنه محتجز لدى حركة "حماس".
وأكد الجيش في تصريح مكتوب: "في يوم 7 سبتمبر/أيلول 2014 اجتاز المواطن الإسرائيلي أفراهام منغيستو، مواليد 1986 ومن سكان مدينة أشكيلون (جنوب)، الجدار الحدودي إلى قطاع غزة قصدًا، وقد اتضح من المعلومات المتوافرة بأن منغيستو محتجز لدى حماس في قطاع غزة".
ووصف الرئيس "الإسرائيلي" رؤوبين رفلين احتجاز منغيستو في غزة بأنه "قضية مؤلمة للغاية، وجميع الجهات المختصة تقوم بواجبها على أتم وجه، وتتابع التطورات منذ اللحظة الأولى التي اجتاز فيها أفراهام منغيستو الحدود".
من جهته أكد المحلل السياسي مصطفى الصواف أن إثارة الموضوع إسرائيليَّا في الذكرى الأولى لمعركة العصف المأكول مناسبة أرادت "إسرائيل" من خلالها أن تحرك هذا الموضوع باتجاه الإفراج عن جنودها الأسرى والجثث لدى حركة حماس.
وقال الصواف: هذا يعطي دليلًا واضحًا أن هناك على ما يبدو صفقة جديدة على غرار وفاء الأحرار، ربما تكون أكبر من الصفقة السابقة بعد أسر الجندي جلعاد شاليط إذا كان عدد الجنود أكثر من واحد وهذا يرفع قيمة الصفقة بين الجانبين.
وبشأن المضامين التي قد تتضمنها أيّة صفقة مقبلة مع الاحتلال، أكد الصواف أن الأوزان هي التي تحدد مضامين الصفقة فإذا كان لديها جنود أحياء هذا يعني ارتفاع قيمة الصفقة فيما لو جرت، أما لو المسألة اقتصرت على جثث فهذا يكون أقل قيمة.
كان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، كشف في وقت سابق أن إسرائيل طلبت من الحركة، عبر وسيط أوروبي، الإفراج عن جنديين وجثتين لديها منذ معارك الحرب العدوانية التي شنتها "إسرائيل" على قطاع غزة صيف العام الماضي.
وأفاد مشعل بأنّ حماس امتنعت عن تقديم أي رد على هذا الموضوع، وأبلغت الوسيط أنها لن تبدأ أي شكل من التفاوض بشأن ما لديها من أسرى إسرائيليين، وبشأن عددهم وأحوالهم، موتى كانوا أم أحياء، أو تقديم أيّة معلومة في هذا الخصوص، قبل أن تفرج "إسرائيل" عن محرري صفقة وفاء الأحرار التي أعادت اعتقالهم.
من جانبه، أكد المحلل السياسي حسن عبده أن الحديث عن وجود أسرى لدى حماس لا يتم بمعزل عن توصيات الجيش "الإسرائيلي" بضرورة تخفيف الحصار عن قطاع غزة، مقابل هدنة طويلة الأمد مع حركة حماس بمعنى التعامل مع حماس ضمن اتفاق.
وشدد عبده على أن الإعلان عن وجود أسرى لدى حركة حماس له ارتباط وعلاقة بما يدور في الحديث "الإسرائيلي" حول توصيات الجيش "الإسرائيلي" بتخفيف الحصار، مؤكدًا أنه ليس مبكرًا الحديث عن صفقة على غرار صفقة شاليط، وأن المسار السياسي لهدنة طويلة مرتبط بشكل كبير بالحديث عن أسرى لدى حركة حماس.
وبيّن عبده أن حماس ستسعى لتقديم انتصار حقيقي للشعب الفلسطيني من خلال صفقة وفاء الأحرار "2" من خلال الإفراج عن أسراها وقادتها في سجون الاحتلال على رأسهم الأسير عبدالله البرغوثي وعدد من المضربين عن الطعام وعدد كبير من الأسرى في سجون الاحتلال.