القدس المحتلة – وليد أبو سرحان
تلتزم الأوساط السياسية والأمنية في حكومة الاحتلال، الصمت حيال ملف الجنود المخطوفين لدى حركة حماس التي بدأت بتسريب بعض المعلومات تؤكد بأنَّ لديها جنودًا أحياءً وجثثًا وأشلاء لجنود قتلوا خلال العدوان الأخير على القطاع.
وفيما سرت في الآونة الأخيرة بعض المعلومات التي سربتها "حماس" وتؤكد بأنَّ لديها ما يحقق صفقة تبادل أسرى كبيرة، امتنعت الأوساط السياسية والأمنية لدى الاحتلال عن الرد حول ما صرَّحت به الحركة؛ غير أنَّ القناة العبرية الثانية اعتبرت ذلك حربًا نفسية تمارسها "حماس".
وأكدت القناة، أنَّها ليست المرة الأولى التي تستخدم "حماس" الحرب النفسية؛ لاسيما بعد اختفاء أرون شاؤول، أعلنت أنَّها تحتجزه دون أن تدلي بمعلومات حول وضعه الصحي، أما بالنسبة لهدار غولدن، فقد جاء الإعلان عن اختطافه على لسان أحد قياديي حماس، ومن ثم التنصل من الإعلان والتكتم على الموضوع.
وأضافت "ليس من المستبعد أن تكون تصريحات حماس عن مفاجآت يأتي في إطار الحرب النفسية التي تهدف إلى إثارة الشكوك حول مصير الجنود الذين أًعلِن عن مقتلهم، وذلك بنشر تقارير كاذبة كما فعل حزب الله حينما فاوض إسرائيل على جثث الجنود".
وتوجَّهت القناة إلى قيادة الجيش للحصول على تعقيب منهم بشأن التصريحات الحمساوية؛ إلا أنَّهم قالوا "إنهم لا يتعاملون مع هذه الأنباء بشكل رسمي".
وكانت مصادر فلسطينية نقلت عن جهات في حماس قولها إنَّ الحركة تمتلك "أوراق قوة" ستستغلها على طاولة المفاوضات لتبادل الأسرى التي من المتوقع أن تجري قريبًا بشكل منفصل، بعيدًا عن مفاوضات التوصل لاتفاق التهدئة التي كانت قد أجَّلت محادثاتها حتى نهاية الشهر الجاري.
وأوضحت المصادر أنَّ الحركة لن تمنح الاحتلال أي معلومات مجانية حول حياة جنودها الذين نجحت كتائب "القسَّام" باختطافهم، مؤكدةً أنَّ حكومة الاحتلال ستتفاجأ بكثير من المعلومات.
وأكدت المصادر أنَّ "حماس" لديها جنود أسرى وكذلك جثث لجنود قتلوا في معارك مباشرة مع مقاتلي القسام شرق الشجاعية وبيت حانون ومناطق أخرى، لافتًا إلى أنَّ المفاوضات التي ستجري ستكون طويلة ومعقدة في حال واصل الاحتلال التعنت واعتمد على معلوماته الخاطئة.
ومنذ الحرب على غزة وإعلان "حماس" اختطاف أحد الجنود والتكتم على معلومات أخرى بشأن جنود آخرين، لم يعرف مصيرهم، مثل الضابط هدار غولدين الذي حاولت حماس اختطافه في رفح ثم نفت علمها بمصيره، فيما تشير تقارير الاحتلال المختلفة إلى أنَّ جميع ما لدى "حماس" هم جثث فقط وليس لديها أسرى أحياء.
وكانت حماس نشرت في غزة قبيل عيد الأضحى صورًا كبيرة في شوارع قطاع غزة تشير إلى صورة الجندي شاؤول آرون، الذي أعلنت كتائب "القسام" اختطافه خلال عملية عسكرية شرق مدينة غزة، وتشير الصورة لصفقة تبادل أسرى أسمتها "وفاء الأحرار 2" في إشارة للصفقة السابقة الخاصة بالجندي غلعاد شاليط.
ورفضت المصادر إعطاء مزيد من التفاصيل حول ما لدى حماس من أسرى وجثث، لكنَّها أكدت وجود أسرى أحياء، وأكدت أنَّ الحركة رفضت تمامًا أن يتم التفاوض في القضية خلال مفاوضات وقف إطلاق النار وأنَّ هذا الموضوع منفصل تمامًا وبحاجة لاتفاق آخر.
وكان عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" محمد نزال، صرَّح بأنَّ مفاوضات تبادل الأسرى ستجري في وقت قريب جدًا، مشددًا على أنَّ حركته لن تمنح الاحتلال أي معلومات مجانية حول أعداد الأسرى وأحوالهم، مشيرًا إلى تعلم حركته من تجارب سابقة حول الإعلان عن أعداد الأسرى وأوضاعهم وأنَّ ذلك لن يكون مجانيًا بل "مدفوع الثمن".