جيش الاحتلال الإسرائيلي يعترف أن الشهيد الشريف لم يكن يحمل موادًا متفجرة أو حزامًا ناسفًا

نقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر عسكرية في جيش الاحتلال الاسرائيلي الاحد أن الشهيد عبد الفتاح الشريف لم يكن يحمل مواد متفجرة أو حزاما ناسفا، نافيا بذلك مزاعم الجندي الذي أعدمه ومحاميه واليمين المتطرف الذي عبر عن تأييده للجريمة التي اقترفها الجندي.

ورأى محللون أن اليمين المتطرف يحاول أن يملي على الجيش تعليمات جديدة وأكثر تساهلا حيال إطلاق النار على الفلسطينيين.

ونقلت الاذاعة عن مصادر عسكرية تأكيدها أنه تبين من التحقيق الأولي الذي أجراه الجيش في أعقاب جريمة إعدام الشريف، أن الجندي الذي أطلق رصاصة على رأسه وأدته إلى استشهاده، جاء إلى موقع الجريمة بعد ست دقائق وبعد أن كان الشريف ممدا على الأرض ولا يقوى على الحركة بعد إطلاق النار عليه، وكان زميله قد استشهد.

وأكد الجيش أنه قبل قدوم القوة التي كان الجندي أحد أفرادها، تفحص ضابط جسد الشريف وتأكد من أنه لا يحمل حزاما ناسفا. ونقل موقع "واللا" الالكتروني عن مصدر عسكري إسرائيلي رسمي قوله إن "إطلاق الجندي النار على رأس المخرب تم بعد ذلك".

وأوضح المصدر العسكري نفسه أن التعليمات بشأن الاشتباه بوجود حزام ناسف واضحة جدا، وأن وجود اشتباه كهذا "يتطلب إخلاء كافة الجهات من المكان لكي لا يصابوا وليس إطلاق النار على مخرب".
ويظهر شريط التصوير الذي يوثق جريمة الإعدام، الذي صوره متطوع فلسطيني في منظمة "بتسيلم"، أن تواجد حول الشريف عدد كبير من الجنود والضباط.

ويواصل اليمين، من وزراء ونشطاء، مهاجمة الجيش ورئيس أركانه، غادي آيزنكوت، وكذلك وزير الأمن موشيه يعلون، بسبب تنديدهما بجريمة الجندي وفتح تحقيق ضده.

وتبين في غضون ذلك أن الجندي منفذ جريمة الإعدام ينتمي لليمين المتطرف، وكتب في صفحته في "فيسبوك" شعارات وعبارات تؤكد ذلك، وبينها "كهانا على حق" في إشارة إلى الحاخام المأفون مئير كهانا، كذلك أصدرت منظمة "لا فاميليا" العنصرية التي تشجع فيق بيتار القدس لكرة القدم بيانا عبرت فيه عن تأييدها للجندي واعتبرت أنه يتعرض لمحاكمة ميدانية. كما أصدرت منظمة "ليهافا" بيانا طالبت فيه بالتحقيق مع التطوع الفلسطيني الذي وثق الجريمة.

وكتب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم، إن حملة اليمين المتطرف ضد الجيش "هدفها واضح، وهو وضع معايير جديدة بموجبها أنه في الصراع ضد الفلسطينيين كل شيء مسموح ولا شيء في المناطق (المحتلة) يخضع للقانون والمحاكمة، والتحقيقات تعرقل الجيش من خوض حربه ولذلك ينبغي تخفيف تعليمات إطلاق النار.

من جهته قال عضو الكنيست زعيم حزب "اسرائيل بيتنا" افيغدور ليبرمان إن رفض وزارة الجيش الاسرائيلي طلبه بزيارة الجندي قاتل شهيد الخليل لأسباب سياسية وغير مقبولة.

وأضاف ليبرمان أنه من غير المقبول السماح لأعضاء كنيست عرب بزيارة "المخربين" في السجن، ويمنعونني من زيارة الجندي الذي نفذ الاوامر، وفقا لما نشره موقع القناة السابعة الاسرائيلية اليوم الأحد، مشيرا إلى أنه تقدم أمس بطلب لزيارة الجندي الاسرائيلي المحتجز مع عضو كنيست آخر من نفس حزبه، ولكن وزارة الجيش رفضت هذا الطلب لاسباب سياسية، يقف وراءها رئيس الوزراء نتنياهو ووزير جيشه يعلون، اللذان اصبحا سفراء لمنظمة "بيتسيلم".

وأشار ليبرمان الى أنه كان ينوي في زيارته للجندي الاسرائيلي الذي اطلق النار على الشاب الفلسطيني المصاب في مدينة الخليل ما تسبب في استشهاده، التعبير عن دعمه للجندي واظهار دعم ممثلي الشعب الاسرائيلي في البرلمان بأنهم يقفون الى جانبه.