غزة– محمد حبيب
تتواصل حالة الهوس الأمني في الأراضي المحتلة، لليوم الثالث على التوالي، بعد عملية إطلاق النار التي قتل فيها مستوطنيْن وأصيب آخرين الجمعة الماضية، فشددت عناصر الشرطة وجودها الأمني حول المدارس والمراكز التعليمية في المدينة.
وكان مستوطنيْن قتلا وأصيب آخرين في عملية إطلاق نار نفذها فلسطيني في شارع "ديزنغوف" في تل أبيب، وانسحب من المكان من دون العثور عليه حتى اللحظة.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية عبر موقعها الإلكتروني أن الكثير من أهالي الطلبة يتساءلون عن أمن أطفالهم وهل بإمكانهم إرسالهم إلى المدارس الأحد في ظل عدم العثور على منفذ العملية.
وردّ رئيس بلدية "تل أبيب"، رون هولداي، على التساؤلات، بقوله: "إذا شعرتم أنه من غير الآمن إرسال أبنائكم إلى المدارس فلا ترسلوهم، نحن لن نلومكم، المدارس ستكون مفتوحة بشكل كامل مع تعزيز الحراسة الأمنية، على كامل المؤسسات التعليمية والمدارس، بالتعاون مع الشرطة الإسرائيلية".
وأعلن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بناء المزيد من مراكز الشرطة وتجنيد عناصر الأمن، إضافة إلى ضخ موازنة ضخمة لحفظ الأمن في الوسط العربي.
هذا ومدَّدت محكمة الصلح الإسرائيلية الليلة الماضية اعتقال جودت ملحم شقيق منفذ عملية تل أبيب بـ5 أيام، بدعوى تقديم المساعدة لشقيقه نشأت الذي نفذ العملية ولا زال طليقًا.
وأكد المحامي نحمي بينبلت، الذي يمثل جودت، أن جهاز "الشاباك" منعه من لقاء موكله بشكل مباشر، وفقًا لما نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الأحد، مشيرًا إلى أن موكله متهم بتقديم المساعدة لشقيقه نشأت في تنفيذ عملية تل أبيب والتسبب في قتل إسرائيليين.
وأضاف بينبلت أن هناك شكوكًا قوية بأن السلاح الذي استخدم في العملية يعود إلى والد منذ العملية، حيث قامت الشرطة الاسرائيلية قبل عدة شهور بمصادرة هذا السلاح بعد شكوك استخدامه من قبل أحد الأبناء في عمليات تهديد، وبعد تحقيقات مختلفة من قبل الشرطة الإسرائيلية جرى إغلاق الملف وبقي السلاح لدى الشرطة، وطالب الأب "مالك السلاح" الشرطة بتسليمه السلاح، وبعد مرور عدة أشهر قامت الشرطة الاسرائيلية بتسليم السلاح للأب، مشيرًا إلى أنه كان على الشرطة الإسرائيلية عدم تسليم السلاح والاحتفاظ به لديها.
وكشفت القناة العبرية الثانية النقاب عن مصدر السلاح المستخدم في العملية حيث كان لدى الشرطة قبل عدة أشهر، وأن السلاح يعود إلى والد المنفذ الذي كان يحمل ترخيصًا للسلاح، حيث سبق له أن تطوع في سلك الشرطة الإسرائيلية، في حين سحبته منه الشرطة قبل أشهر بعد ادعاء أحد جيرانه بتهديده بالسلاح.
وبعد ذلك رفع والد المنفذ قضية على الشرطة وأعادوا له السلاح من نوع "عوزي"، في حين بينت التحقيقات استخدامه من قِبل نجله نشأت ملحم في العملية التي أدت إلى مقتل إسرائيليين وإصابة 6 آخرين بعضهم بحالة خطرة.
وزار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مكان العملية في وقت سابق الليلة وأشعل الشموع في المكان وتوعد بملاحقة السلاح غير المرخص بالوسط العربي.
واشترك الآلاف من عناصر الشرطة الإسرائيلية مدعمين بقوات خاصة في عمليات البحث والتفتيش عن المنفّذ في أرجاء تل أبيب لليوم الثاني على التوالي.
ونقلت القناة "العاشرة" العبرية عن شهود عيان، قولهم إن المدينة تحولت إلى ثكنة عسكرية لقوات الشرطة، من بينها "الوحدة الخاصة لمكافحة التطرف "يمام"، حيث تجوب الشوارع بشكل مكثف فيما تدهم قوات أخرى الشقق السكنية.
وأقرّت الشرطة الإسرائيلية بصعوبة عمليات البحث نظرًا إلى عدم توافر معلومة استخبارية بشأن مكان معين خاص بوجود المنفذ.
وتنوي الشرطة الإسرائيلية التوجه إلى سكان تل أبيب الليلة بطلب مساعدتها بعمليات البحث عن المهاجم عبر نشر صوره ومواصفاته.
ونقلت القناة عن سكان المدينة قولهم إنهم يخشون الخروج من منازلهم في أعقاب العملية وأن مدينتهم تحولت إلى مدينة أشباح.
كما نقل عن مسؤول سابق في الشاباك قوله إن المنفذ أظهر برودة أعصاب نادرة قبل وأثناء وبعد العملية، حيث أطلق النار على المارة وهو يبتسم وفرّ من المكان واختفى بسهولة، مما يدلل على تدريب مسبق وقدرة عالية على المناورة.
وتخضع عمليات البحث عن المهاجم لتعتيم شامل من الرقابة الإسرائيلية التي حظرت نشر تفاصيل خاصة عن العملية.