الحكومة الإسرائيلية

اتّهمت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتسبّب بشكل رئيسي في توتر العلاقات بين واشنطن وتل أبيب؛ لما يمارسه من تحريض دولي وإقليمي ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية، مساء الثلاثاء، عن تلك المصادر تصريحها بأنَّ الرئيس الفلسطيني هو رجل سلام بـ"الكلمات" فقط ولكنه لم يقدِّم أيّة بادرة أو تنازل في المواضيع الرئيسية المتعلقة بالصراع كقضية القدس واللاجئين، وهو ما يجعله يتفوق على  الرئيس الراحل ياسر عرفات في نظرته إلى وجود إسرائيل وإنكار أحقية الشعب اليهودي في أرضه.

وأضافت الإذاعة أنَّ عباس يمارس الآن تحريضًا سافرًا ضد اليهود في "جبل الهيكل"، وهو الاسم اليهودي للمسجد الأقصى، فيما يعلن ليل نهار أنه ضد العنف الفلسطيني ولكنه على الأرض يمجد القتلة كما في رسالته الأخيرة لعائلة "المخرب "حجازي" في القدس، والذي أشاد فيها ببطولتها وحمّل إسرائيل مسؤولية نكبة الفلسطينيين.

وتابعت: "عباس يمارس ازدواجية الخطاب بقصد وبوعي ويرسخ في أذهان شعبه بأنَّه لا مجال للتوصُّل إلى سلام حقيقي بتطرف سياسي وأيديولجي يغلفه بعبارات السلام وكراهيته للعنف المزيفة".

وذكرت الإذاعة: "عباس يثبت يوميًا أنه ليس شريكًا للسلام أو أيّة تسوية مُقبلة مع الفلسطينيين، فيما تواصل أجهزته الإعلامية التحريض على دولة إسرائيل وتمتلئ مناهجها التعليمية بموادها التدريسية المعادية للسامية".

في سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة، الثلاثاء، أنَّ الفلسطينيين سيتوجّهون الشهر الجاري إلى مجلس الأمن؛ لاستصدار قرار بتأسيس الدولة الفلسطينية خلال سقف زمني محدد".

وذكر إلى الإذاعة الفلسطينية الرسمية إنَّ عرض مشروع القرار الفلسطيني على مجلس الأمن سيتمّ هذا الشهر وإنَّ المشاورات مستمرة ومكثفة بشأن ذلك مع الإدارة الأميركية والدول الأوروبية.

وأضاف: "قررنا إعطاء فرصة لجميع الدول الصديقة من أجل التشاور حول مسودة القرار، لكن مسودة القرار ملزمة بالشرعية الدولية أرض محتلة العام 1967 وعلى رأسها القدس الشرقية، والمساس بها هو مساس بالقانون الدولي".

وتابع أبوردينة: "ذاهبون إلى مجلس الأمن الدولي وإلى المنظمات الدولية ولن يكون هناك شىء بلا ثمن؛ فالحكومة الإسرائيلية غير معنية بخلق مناخ يؤدي إلى استئناف مسيرة السلام".

وأكد أبوردينة أنَّ "التوجُّه إلى المؤسسات الدولية ستبقى الوسيلة الشرعية التي سنتوجه إليها، لاشك أنها فاعلة وفعّالة ومقلقة لإسرائيل وسيكون هنالك ثمن باهظ ستدفعه إسرائيل نتيجة لذلك".

وبشأن موقف الولايات المتحدة من مشروع القرار وطرحه على مجلس الأمن، أضاف أبوردينة: "إذا ما أرادت واشنطن أنَّ تخلق مناخًا ملائمًا للسلام، فعليها ألا تعترض ولا تستخدم الفيتو".

وأضاف: "لكن قرار الذهاب إلى مجلس الأمن اتخذ فلسطينيًا وعربيًا، والرئيس "محمود" عباس أبلغ ذلك القادة العرب والإدارة الأميركية والأصدقاء في روسيا والصين".

ويريد الفلسطينيون من مجلس الأمن استصدار قرار ملزم بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية خلال ثلاثة أعوام في ضوء ما يعتبرونه استمرار تعثُّر عملية السلام.

وهدّد مسؤولون فلسطينيون بأنه في حال فشل توجّههم إلى مجلس الأمن سيطلبون الانضمام إلى المنظمات الدولية، ومن بينها محكمة الجنايات الدولية ومن ثم التوجُّه إلى قطع العلاقات مع إسرائيل ومنها التنسيق الأمني.