رئيس وزراء حكومة التوافق الفلسطينية الدكتور رامي الحمد الله

وصل رئيس وزراء حكومة التوافق الفلسطينية الدكتور رامي الحمد الله، يرافقه وزراء الحكومة من الضفة الغربية، الخميس، إلى قطاع غزة، للمرة الأولى منذ تشكيلها مطلع حزيران/يونيو الماضي، وذلك عبر معبر بيت حانون شمال القطاع، حيث كانت الاستعدادات على قدم وساق من طرف أجهزة الأمن في غزة، لتأمين الزيارة كما اصطفت أعداد كبيرة من المواطنين على جانبي الطرق الرئيسة لاستقبال وفد الحكومة.

وتمّ تحويل منزل الرئيس محمود عباس غرب مدينة غزة إلى مقر لمجلس الوزراء، حيث تم ترتيب مقر رئاسة الوزراء الجديد في مدينة غزة للاجتماع الوزاري الأول، الذي ستعقده حكومة التوافق، الخميس، برئاسة الدكتور رامي الحمدالله.

من جهته، أكّد رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله، في تصريح صحافي، أنَّ "الوزراء سيمكثون في غزة حتى صباح الجمعة، فيما سيكون اجتماع الحكومة عند الساعة 12 ظهر الخميس، في منزل الرئيس".

وعبّر الحمدالله عن "تفاؤله الكبير بنتائج الزيارة التي ستتم لقطاع غزة"، ووصفها بأنها "فرصة تاريخية"، مشيرًا إلى أنَّ "مجلس الوزراء والوفد الرئاسي الموسع سيتناولون طعام الغداء مع القيادي في حركة حماس ورئيس الوزراء السابق إسماعيل هنية".

ونوّه الحمدالله إلى أنَّ "مجلس الوزراء يحمل رسالة لأهل غزة مفادها استعادة الأمل لغزة وتوحيد المؤسسات وإعادة الإعمار، وأنَّ المشروع الوطني لا يكتمل إلا في غزة، وأنَّ تعلميات الرئيس الليلة الماضية كانت واضحة للحكومة، أنَّ علينا إعادة إعمار غزة وإعادتها أفضل مما كانت عليه".

وأصدر الحمدالله توجيهاته للحكومة أن تتخذ خطوات حقيقية على الأرض بشأن غزة، مضيفًا أنَّ "التحديات الخارجية سنتخطاها إذا صدقت النوايا".

وسيقام للوفد الحكوميّ حفل استقبال رسمي، بحضور وزراء غزة وشخصيات اعتبارية، بينها قيادة حركة "فتح"، وعلى رأسهم محافظ غزة عبد الله الأفرنجي، وعضو اللجنة المركزية آمال حمد، إضافة إلى ممثلين عن الفصائل، بما فيها حركة "حماس".

ونقلت مصادر إعلامية تفاصيل زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور رامي الحمدلله ووفد الوزراء إلى قطاع غزة الخميس، كاشفة أنَّ "وزراء الحكومة سيتفقدون الدمار في بيت حانون والشجاعية في طريقهم إلى مقر مجلس الوزراء".

ولفتت إلى أنّه "قبل الظهر ستنتقل الحكومة لمنزل الرئيس أبو مازن، الكائن غرب غزة للاجتماع حتى الساعة الثانية، حيث موعد الغداء، بدعوة نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية على شرف حكومة التوافق".

وأبرزت المصادر أنَّ "اجتماعًا مسائيًا مع مخاتير وشخصيات اعتبارية من غزة سيتم مساء الخميس، لتختتم الحكومة باكورة اجتماعاتها في القطاع".

وفي سياق متصل، أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ أنَّ رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج سيتوجه للقطاع رفقة الحكومة، للتباحث بشأن تسليم المعابر لحكومة التوافق وحرس الرئاسة.

وأشارت مصادر إلى أنَّ "ترتيبات واجتماعات مكثفة تمّت في الأيام الأخيرة لتأمين وصول أعضاء من حرس الرئاسة وعناصر من القطاع إلى القاهرة، للمشاركة في دورة تنشيطية وتدريبية، لمن سيتولون استلام معابر قطاع غزة، وفق اتفاق القاهرة الأخير" .

وكشف وزير العدل في حكومة التوافق سليم السقا أنَّ "الحكومة ستناقش موضوع صرف دفعات مالية لموظفي غزة، بقيمة ألف دولار".

وكانت أشارت مصادر إلى أنَّ "اجتماع الحكومة سيفضي إلى تفاصيل صرف المبلغ المالي لموظفي غزة، ومن المتوقع أنَّ يتم صرف المبلغ قبل منتصف تشرين الأول/أكتوبر الجاري، عبر صندوق تابع للأمم المتحدة، تبرعت قطر فيه، لرواتب غزة لمدة أربعة أشهر" .

يذكر أنَّ حكومة التوافق، ومنذ أن شكلت، بات قطاع غزة خاليًا من أيّ مهام حكومية، كون أنَّ حكومة التوافق ترفض الالتزام بتلبية مهام المواطنين، لحين بسط سيطرتها الكاملة على قطاع غزة.

من جهته، أكّد الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم، في حديث إلى "العرب اليوم"، أنه "تمَّ تحويل منزل الرئيس محمود عباس في غزة إلى مجلس وزراء لحكومة الوفاق الوطني، والتي ستعقد اجتماعًا هو الأول من نوعه في القطاع، في حضور وزراء الحكومة كافة، التي يترأسها الدكتور رامي الحمد الله".

وأوضح البزم أنَّ "الداخلية أنهت الاستعدادات والتجهيزات لاستقبال وزراء حكومة الوفاق الوطني، في منزل الرئيس محمود عباس في غزة".

وأشار إلى أنّه "عملت الجهات المختصة على تثبيت شعار رئاسة الوزراء أمام منزل الرئيس محمود عباس غرب مدينة غزة".

وفي شأن تأمين موكب الحمد الله، أبرز الناطق باسم الداخلية، أنَّ "جهاز الأمن والحماية إضافة إلى الشرطة في قطاع غزة هما من سيؤمنان موكب رئيس الوزراء الدكتور الحمد الله، والوزراء، بالتنسيق مع الدائرة الأمنية الخاصة برئيس الوزراء".

وعن حرس الرئيس، أكّد البزم أنَّ "لا أحد سيؤمن موكب رئيس الوزراء سوى جهاز الأمن والحماية إضافة إلى الشرطة والأمن الخاص برئيس الوزراء"، مشيرًا إلى "وجود تنسيق كامل مع مجلس الوزراء للترتيبات اللازمة، بصورة كاملة ونهائية، وتنسيق مع الدائرة الأمنية الخاصة برئيس الوزراء".

يشار إلى أنَّ وزير الأشغال العامة في حكومة الوفاق الوطني المهندس مفيد الحساينة أفاد، في تصريح سابق إلى "فلسطين اليوم"، أنَّ "عددًا من عناصر حرس الرئيس ستؤمن موكب رئيس الوزراء حتى مغادرته أرض الوطن إلى جمهورية مصر العربية".