واشنطن ـ يوسف مكي
أرسل 47 من النواب "الجمهوريين" في مجلس الشيوخ الأميركي، الاثنين، رسالة مفتوحة إلى القيادة الإيرانية، يحذرون فيها من أنَّ الاتفاق النووي مع الرئيس باراك أوباما ربما يجبر الديمقراطيين على أن يختاروا بين مواجهة طهران أو التجمع خلف أوباما لأنه يبحث عن حل دبلوماسي للأزمة النووية.
وصرح "الديمقراطيون" بأنَّه كلما كنت مهتمًا كلما كنت على وشك التوصل إلى اتفاق مع إيران، موضحين أنَّ التحركات غير العادية للجمهوريين لتقويض جهود أوباما للتوصل إلى اتفاق، عملت على إضعاف عزيمتهم لعبور خطوط الحزب وتحدي رئيسهم.
وأوضح ديمقراطي من ولاية فرجينيا، وراعي مشروع قانون لمراجعة رفع العقوبات المفروضة على إيران، السيناتور تيم كين، أنَّ "الجمهوريين" جعلوا الأمر صعبًا عليهم.
وأضاف: أأسف أن تجعل الحزبية والسلوك الغريب الأطوار الناس تركز على السياسة وليس الجوهر.
وندد "الديمقراطيون" في مجلس الشيوخ، الثلاثاء، بما تقوم به إيران.
وصرحت السناتورة ديبي ستيبنو ميشيغان بأنَّها كانت تعارض الحرب على العراق في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، مضيفةً: بالرغم من ذلك لم ابعث رسالة إلى صدام حسين.
ويحاول البيت الأبيض تفادي ثورة الديمقراطيين على الصفقة، فهو يسعى للاستفادة من الخلاف الحزبي المتفاقم.
وصرح نائب الرئيس، جوزيف بايدن، وهو من قدامى المحاربين في مجلس الشيوخ لأكثر من ثلاثة عقود، والرئيس السابق للجنة العلاقات الخارجية، في بيان مطول وشديد اللهجة صدر في وقت متأخر الاثنين، بأنَّ الرئيس ليس له سلطة لإبرام اتفاق مع إيران.
وأضاف: الشرفاء يمكنهم أن يختلفوا بشأن السياسة، ولكن هذه ليست طريقة لجعل أمريكا أكثر أمنًا أو أقوى.
وصرح وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الذي كان غارق في المفاوضات مع وزير الخارجية جون كيري وغيره من القادة، بأنَّ رسالة "الجمهوريين" توضح أنَّ الولايات المتحدة لا يمكن الوثوق بها.
وأضاف السيد ظريف: هذا النوع من المراسلات، هو عمل غير مسبوق، وفي الواقع، يخبرنا أن الولايات المتحدة ليست جديرة بالثقة.
ووجّه رئيس الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي، جون بينر، دعوةً إلى نتنياهو مطلع العام الجاري لمخاطبة "الكونغرس" بشأن مخاطر اتفاقٍ محتملٍ مع إيران.
وقبل نتنياهو الدعوة من دون التشاور مع البيت الأبيض، وهو ما يُعد إهانة للرئيس أوباما، ودفع هذا العديد من "الديمقراطيين"، حتى المؤيدين المتحمسين لإسرائيل، لمقاطعة الكلام.
وأعلن زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور ميتش ماكونيل، أنَّه يريد متابعة قضية المفاوضات النووية مع النظام الإيراني في مجلس الشيوخ.
وأضاف: لا يريد الرئيس إشراكنا في هذه القضية ولكن وإذا أراد أن يرفع أيَّا من العقوبات المفروضة على النظام الإيراني فهو سيحتاج إلينا في "الكونغرس"، إذ لا يمكن أن يواصل الالتفاف على العقوبات للأبد.
وحذر بعض "الديمقراطيين" من أنَّ رسالة "الجمهوريين" إلى إيران ربما تأتي بنتائج عكسية في النهاية.
وأوضح الممثل براد شيرمان، وهو ديمقراطي من ولاية كاليفورنيا وواحدًا من أشد المؤيدين المتحمسين لإسرائيل، أنَّ هذه الضجة خفضت من نسبة الديمقراطيين الذين كانوا سوف يصوتون على حق "الفيتو" من40% إلى 4%.