واشنطن ـ رولا عيسى
وافقت الولايات المتحدة الأميركية علي نشر 200 جندي إضافي في العراق إضافةً إلي إرسال مروحيات هليكوبتر من طراز أباتشي Apache لأول مرةٍ من أجل محاربة تنظيم داعش الإرهابي في العراق، وفق ما ذكر المسؤولون في وزارة الدفاع الإثنين.
وجاء قرار الرئيس باراك أوباما بتعزيز تواجد القوات الأميركية في العراق بعد أسابيع من المناقشات وعقد وزير الدفاع آش كارتر عدة لقاءات مع القادة والزعماء العراقيين بما فيهم الجنرال شون ماكفارلاند، قائد القوات الأميركية لمحاربة تنظيم داعش، وكذلك رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، و وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، فضلاً عن حديثه هاتفياً مع رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني. ليرتفع بذلك عدد الجنود بواقع 217 جندي أو من 3,870 إلى 4,870 وتكون هي الزيادة الكبرى الأولى في صفوف القوات الأميركية في العراق منذ ما يقرب من عام.
وكانت إدارة الرئيس أوباما أعلنت في حزيران / يونيو الماضي بأنه سوف يتم نشر مئات الجنود لمساعدة العراقيين علي إستعادة مدينة الرمادي – وهو الهدف الذي نجحوا في إنجازه بنهاية العام - ومن المقرر بأن تتشكل هذه القوات من جنود للعمليات الخاصة والذين إعتادوا علي تقديم المشورة ومساعدة العراقيين، إضافةً إلى بعض المدرّبين وقوات الأمن للمستشارين فضلاً عن المزيد من فرق الصيانة لطائرات الأباتشي.
ويتطلع التحالف بقيادة الولايات المتحدة إلي زيادة التمكين للقوات العراقية والسورية، وإستعادة السيطرة علي المدن الحيوية مثل الموصل Mosul في العراق والرقة Raqqa في سورية. ومن المقرر بأن تكون فرق الإستشارة والمساعدة التي تتشكل من عشرات الجنود في كلٍ منها ضمن الألوية والكتائب العراقية في الخطوط الأمامية للمواجهة ترافقهم قوات للأمن، بما يسمح لهم بتقديم المزيد من النصائح القتالية التكتيكية، مع تحرك الوحدات العراقية بإتجاه الموصل ثاني أكبر المدن العراقية. وهو ما يعرّضها لخطر أكبر من قذائف الهاون والصواريخ، ولكن مروحيات الأباتشي قادرة علي صدّ أي هجوم علي الموصل بفضل القوة النيرانية التي تتمتع بها.
وذكر وزير الدفاع الأميركي آش كارتر أيضاً خلال حديثه إلي القوات الأميركية في مطار بغداد بأنه سوف يرسل بشكل إضافي نظام مدفعية مساعد إلى العراق من أجل إستخدامه من قبل جنود الجيش الذين يحلون محل مشاة البحرية الحالية والمتمركزة في مخفر صغير خارج قاعدة Mohkmour العسكرية العراقية.
كما تحدث مسؤولون أميركيون في السابق بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بمناقشة هذه الخطط علناً بأنه سوف يتم زيادة عدد قوات العمليات الخاصة في سورية، إلا أن كارتر لم يتطرّق إلى الحديث بهذا الشأن.
ويتجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي السعودية في وقتٍ لاحق هذا الإسبوع للقاء قادة الخليج، والتحدث بشأن الحرب ضد تنظيم داعش. وأكد كارتر علي رغبة الولايات المتحدة تقديم دول الخليج للمساعدة في إعادة بناء العراق بمجرد دحر المتطرفين للتنظيم الإرهابي.، فيما أوضح المسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية بأن إستعادة الموصل أمر بالغ الأهمية، ولكنه يمثل تحديا" كبيرا" بسبب قيام المتمردين بزرع عبوات ناسفة بما يصعب من مهمة تقدم القوات.
وأشار القادة العراقيون الذين ناقشوا هذه المسألة من دون الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالحديث علناً في هذا الأمر بأن تعزيز تواجد القوات الأميركية في العراق يأتي بالتزامن مع القدرات المحدودة للقوات العراقية التي تسعى إلى إستعادة مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش.
وتشهد العراق أزمات سياسية وإقتصادية بعد فشل الجهود في الإطاحة برئيس البرلمان، ومنح رجل الدين الشيعي صاحب النفوذ مقتدى الصدر مهلة 72 ساعة للبرلمان من أجل التصويت على مجلس الوزراء الجديد. كما أنه وفي ذات الوقت، فإن تكاليف الحرب ضد جماعة داعش إلي جانب هبوط أسعار النفط – الذي يمثل 95 بالمائة من عائدات العراق – مما تسبب في أزمة إقتصادية، بينما يتوقع مسؤولون عراقيون عجزاً في الميزانية هذا العام يقدر بنحو أكثر من 30 مليار دولار.