القوات الخاصة الأمريكية والعراقية تعمل معا في مداهمة في تشرين الأول/أكتوبر في سجن داعش

قبضت قوة من وحدة النخبة في القوات الخاصة الأمريكية على ناشط كبير من تنظيم "داعش" في العراق، ويتوقع أن يؤدي إعتقاله وإستجوابه إلى القبض على المزيد في الأشهر المقبلة، معلنةً بذلك مرحلة جديدة مهمة في المعركة ضد التنظيم المتطرف.

ووصف مسئولون رفيعون في وزارة الدفاع الأمريكية عملية الإعتقال بإعتباره تطورًا حاسمًا في محاربة داعش ولكنه في نفس الوقت يثير تساؤلات متزايدة حول التعامل مع مجموعة كبيرة من معتقلي التنظيم.

وإستطاعت القوات الأمريكية الخاصة إعتقال عدد من مقاتلي التنظيم في العراق وسورية في عمليات منفصلة في السنوات الأخيرة، وتواجه وزارة الدفاع اليوم إحتمال إعتقال مجموعة أكبر منهم، وهذا سيعيد تكرار بعض من أحلك الصور من حرب العراق وخاصة الانتهاكات السابقة في سجن أبو غريب.

وخاض الجيش الامريكي معارك كبيرة مع داعش، وقتل بذلك أعداد كبيرة من مقاتليه في العراق وسورية بسبب الغارات الجوية الامريكية، ويتكون فريق العمليات الخاصة من (200) عنصر التي وصلت الى العراق في الأسابيع الأخيرة، وهي أول قوة قتالية أمريكية رئيسية على الأرض منذ انسحاب أمريكا في العراق في نهاية (2011).

وصرح مسئولون في وزارة الدفاع أن الفريق انشأ بيوت آمنة وعمل مع القوات العراقية والكردية لإنشاء شبكات معلومات وشن الغارات على قادة تنظيم داعش وغيرهم من المقاتلين المهمين، وأشاروا أيضًا إلى أن الامريكان يحققون مع المعتقلين في مركز إحتجاز مؤقت في مدينة أربيل شمال العراق، وتقضي الخطة بتحويلهم في نهاية المطاف إلى القوات الكردية أو العراقية.

ورفض عدد من المسئولين في وزارة الدفاع الإفصاح عن كم المعلومات أو التعاون الذي أبداه المعتقلين، وقالوا أن الأمر يستغرق عدة أسابيع أو أشهر لإنهاء التحقيق، وكما هو معمول في البروتكول فان مسئولين في وزارة الدفاع أبلغوا اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تحتجز مجموعة من معتقلي داعش، ورفض المتحدث باسم الصليب الأحمر" تريفور كيك" التعليق على المسألة، بما في ذلك إذا كان الصليب الأحمر بالفعل يراقب معاملة المعتقلين في سجن أربيل.

وأكد مسئولون في وزارة الدفاع على أن الولايات المتحدة ليس لديها خطط لإعتقال المتهمين أو غيرهم لأجل غير مسمى، وأنه سيتم تسلمهم للقوات العراقية أو الكردية بعد الانتهاء من التحقيق معهم، وأنهم لا ينون اقامة سجن على المدى الطويل خاص باحتجاز مقاتلي داعش، وإستبعدوا أن تقوم ادارة أوباما بإرسالهم الى سجن عسكري في خليج غوانتانامو في كوبا.

ويعتبر اغلاق غوانتانامو واحدة من أهداف الرئيس أوباما قبل مغادرة سدة الرئاسة، وأكد المتحدث باسم البنتاجون الكابتن "جيف ديفيس" أنه لا وجود لخطط لاحتجاز معتقلي داعش على المدي الطويل، وأضاف " أي احتجاز سيكون قصير الأمد وبالتنسيق مع السلطات العراقية."

ويشار الى القوات الخاصة في وزارة الدفاع الامريكية بإسم قوة التدخل السريع المتخصصة، ويقول المسئولون أن الاعتقال يهدف الى زيادة المعلومات المؤكدة حول داعش بما في ذلك العمليات الجارية المستخرجة من أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف المحمولة، وصرح السكرتير الصحفي في البيت الأبيض جوش أرنست " يعتزم القادة على التقاط المعلومات من الأقراص الصلبة والتي ستكون حاسمة في جهودنا المستمرة باعتبارها جزء أساسي من هذه الاستراتيجية."

وصرح وزير الدفاع أشتون كارتر للصحفيين يوم الاثنين الماضي عن قوة كوماندوس أرسلت، " انها اداة قدمناها كجزء من عملية تسارع شن الغارات من أنواع مختلفة، لتحرير الناس والأماكن التي سيطرت عليها داعش، ولإخافة التنظيم وإفهامه بأننا جاهزون له في أي مكان وأي وقت."

 وقال المسئولون أن النموذج في التعامل مع المعتقلين أُوكل إلى وحدة "الكوماندوز" الجديدة, وكانت (20) وحدة "كوماندوز" أمريكية دخلت من العراق إلى سورية على متن مروحيات "بلاك هوك", وقتلوا أبو سياف الذي يصفه الأمريكان بأمير النفط والغاز في التنظيم.

وإعتُقلت زوجة "أبو سياف" وأُقتيدت إلى مركز الفحص في العراق وإستجوبت مع المحتجزين، فيما إستولت القوات الأمريكية على أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف وغيرها من المواد من الموقع، وتركت "أم سياف" معتقلة لمدة ثلاث أشهر قبل أن ترسل الشهر الماضي إلى عهدة الأكرد، ووجهت لها وزارة العدل مذكرة بالتوقيف بسبب التآمر ودعم داعش، في جريمة أسفرت عن مقتل "كايلا مولر" العاملة الأمريكية التي قتلت في سورية في شباط/فبراير (2014)، وقال مسئولون في وزارة الدفاع أن العملية الأخيرة التي أسفرت عن اعتقال مقاتلي داعش تمت في الأسابيع الأخيرة في العراق.