غرق قارب قبالة السواحل الليبية

أكدت مصادر فلسطينية، صباح الاثنين، بأنّ هناك ضحايا فلسطينيين في صفوف المهاجرين غير الشرعيين الذين غرق قاربهم قبالة السواحل الليبية، مطالبة بملاحقة المُهربين للاجئين الفلسطينيين من قطاع غزة نحو أوروبا.

وعلى ضوء تزايد حوادث غرق اللاجئين الفلسطينيين الفارين نحو أوروبا انطلاقًا من قطاع غزة طالبت مؤسسة الضمير لحقوق الانسان، الاثنين، حركة حماس المُسيطر على القطاع بملاحقة المُهربين الذين يقومون بتهريب الفلسطينيين من قطاع غزة مقابل أجر مالي يصل في بعض الأحيان إلى ثلاثة ألاف دولار أميركي مقابل كل شخص يُجرى تهريبه.

وفيما أعلنت البحرية الليبية الليلة الماضية إنّ قاربًا يقل نحو 250 مهاجرًا غير شرعيًا كان يحاول الوصول إلى الشواطئ الأوروبية غرق قبالة ساحل ليبيا، مما أسفر عن مقتل كثير من ركابه، بينما لم تتمكن طواقم الإغاثة من إنقاذ سوى عدد قليل منهم، ذكرت مصادر فلسطينية بأنّ هناك لاجئين فلسطينيين آخرين على "متن قوارب الموت" في عرض البحار بحثًا عن العيش في أوروبا وهروبًا من الأوضاع المأساوية في قطاع غزة الذي تعرض مؤخرًا لحرب إسرائيلية دمّرته.

ولم تُحدد المصادر الفلسطينيين عدد الضحايا الفلسطينيين الذين غرقوا قبالة سواحل ليبيا، فيما أعلن المتحدث باسم البحرية الليبية أيوب قاسم إنّ القارب غرق قرب تاجوراء شرقي العاصمة الليبية، وإنّ جهود الإنقاذ أسفرت عن انتشال ستة وثلاثين شخصًا بينهم ثلاث نساء، بينما طفت جثث قتلى آخرين فوق مياه البحر.

وأكد المتحدث أنّ جهود الانقاذ ما زالت مستمرة، مشيرًا إلى أنّ معظم المهاجرين الذين كانوا على المركب أفارقة وبينهم لاجئون فلسطينيون ومن سوريا، ومن بينهم نساء وأطفال.

وكان لاجئون قد أفادوا لقناة "الجزيرة" القطرية الليلة الماضية أنّ قاربًا آخرًا يقلهم في رحلتهم إلى أوروبا بين شواطئ بنغازي وشواطئ إيطاليا يتعرض للغرق في منطقة قريبة من السواحل الإيطالية.

وأكد رمزي عبد الرحمن صبح، فلسطيني من قطاع غزة وأحد ركاب القارب، إنّ القارب آخذ في الغرق، وإنه يقل ما يقارب 180 شخصًا فلسطينيين وسوريين ومن جنسيات أخرى.

 

وأوضح في اتصال مع القناة أنّ القارب يضمّ نساء وأطفالًا وهو قريب من السواحل الإيطالية، داعيًا إلى سرعة اتخاذ إجراء لإنقاذهم من موت مُحقق، وذكر أنّ الجميع ينتظر أنّ يهب خفر السواحل الإيطالي لنجدتهم وتقديم المساعدة الضرورية لهم قبل فوات الأوان.

من جانبه، أكد مراسل الجزيرة في ليبيا إنّ الأمر لا يزال يكتنفه الغموض حول معرفة مصير اللاجئين الفلسطينيين الذين تحدث أحدهم للجزيرة، وأضاف إنه لم يتسن التأكد بعد من معرفة فيما إذا كان القارب الذي غرق وأعلن عنه المتحدث باسم البحرية الليبية هو نفس قارب اللاجئين الفلسطينيين والسوريين.

إلى ذلك أوضح أبو مسعود، وهو أحد مُهربي البشر أو ما يعرف بالهجرة غير الشرعية من قطاع غزة إلى أوروبا،  تفاصيل جديدة عن  حادثة غرق مركب هجرة غرق مساء السبت قبالة سواحل الإسكندرية شمال غرب مصر.

وأوضح أبو مسعود وهو من سكان جنوب قطاع غزة لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" في غزة إنّ "ما حدث هو أنّ قوة من البحرية المصرية هاجمت مركب كان ينوي مغادرة الشاطئ إلى عرض البحر كما جرت العادة منذ 8 أسابيع عبر الهجرة إلى إيطاليا من سواحل مصر."

وأضاف أبو مسعود والذي اكتفى بذكر هذا الاسم " أنّ القوة المصرية احتجزت مجموعة كبيرة من الفلسطينيين في المركب الشراعي الصغير، وقدر عددهم بـ60 فرد بينهم عائلات فلسطينية كاملة من جباليا والنصيرات وخان يونس".

وأكد: " لقد أذاع الأمن المصري انه أنقذ مجموعة من الفلسطينيين غرقى في عرض البحر في الإسكندرية قرب المياه الدولية ولكن الحقيقة أنه تمّ احتجازهم في مراكز أمنية في مقرّات شُرطية في المدينة، ولكن ربما هناك سفينة جنحت قبالة سواحل إيطاليا".

وعاود المُهرب التأكيد: "أؤكد لك أنه لم يغرق أي أحد في بحر الإسكندرية، المراكب تكون مستعدة لنقل الشباب، وما يؤخر إرسال دفعات جديدة هو الأوضاع الأمنية في سيناء؛ حيث شهدت الأيام الأخيرة اشتباكات وتفجير أنفاق لذلك نحاول تصيد الوقت الأمن والمناسب في إرسال الشباب الكُثر للإسكندرية."

ونفى المهرب الذي يعكف على إرسال دفعات جديدة من الشباب الفلسطيني إلى البحر عن طريق الأنفاق ثم إلى الإسكندرية برًا وبعدها إلى إيطاليا بحرًا في ظروف نقل مزرية ومراكب إبحار غير مُجهزة بالتدابير اللازمة، وقوع ضحايا.

عن ذلك أكد: "أنا لا أضرب أحد أنّ يأتيني للذهاب(..) الجميع يأتيني وأنا أقوم بدلهم فقط ولست من يرسلهم، هم يأتوا دومًا ولا أجلب أحد من منزله، الوضع صعب في غزة الجميع يريد أنّ يخرج ويسافر ويهاجر حتى أنّ البعض يدفع مبالغ طائلة بغرض هذا الأمر".

هذا وأعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة، أمس الأحد، عن توقيف عددًا من مُهربي البشر في الهجرة غير الشرعية بقطاع غزة والتي يزداد أعدادها حيث تحدثت تقارير إعلامية عن 5000 شخص غادروا القطاع منهم شباب وعائلات ونساء ورجال.

وأكدت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، إنّ قوات حرس الحدود المصرية أوقفت، أمس، مركب هجرة غير شرعية، وعلى متنه 157 شخصًا من جنسيات مختلفة، وذلك قبل مغادرتهم البلاد عبر سواحل الإسكندرية.

وبحسب الوكالة، فقد كان المهاجرون في طريقهم للسفر إلى إيطاليا، وهم ينتمون إلى عدّة جنسيات منها: 43 فلسطينيًا، و35 سودانيًا، و16 صوماليًا، و18 سوريًا، و5 من جزر القمر، و39 مصريًا، وعراقي، مشيرة إلى أنّ من بين هؤلاء المهاجرين 7 نساء و8 أطفال.