طرابلس - فاطمة السعداوي
أفادت تقارير المخابرات البريطانية، بأن القائد المتطرَف ذو اللحية الحمراء "أبو عمر الشيشاني" يقود "تنظيم داعش" في ليبيا، حيث دخلت قافلة من 14 سيارة تحميها عربات مدرَعة إلى معقل التنظيم في مدينة سرت على الساحل الليبي، ويُعتقد أن من بينهم القائد أبو عمر الشيشاني الذي ولد في جورجيا، وجنّد العديد من المقاتلين الأجانب إلى التنظيم المتطرَف بما في ذلك بعض البريطانيين. ويُعتقد أن هناك مقاتلين بريطانيين من بين المتدفقين إلى ليبيا، وجاء نقل المتطرَفين البريطانيين إلى البلاد بعد تلقي دعوة من قبل متطرَفي تنظيم "داعش" البارزين الذين استخدموا وسائل الاعلام الاجتماعية لإقناع المقاتلين الأجانب بتجنَب الرقابة المشددة على حدود تركيا.
وأوضح المتطرَف "عمر حسين" (27 عامًا) المعروف بمتطرَف السوبر ماركت لأنه كان يعمل حارس أمن على أحد المتاجر، أن دخول سورية أصبح مستحيلا حاليا بعد تشديد الجيش التركي الرقابة على الحدود. وأرسل حسين رسالة إلى أتباعه جاء فيها "تعالوا إلى ليبيا ونيجيريا لتكونوا جزءًا من هؤلاء الذين يبنون الخلافة الإسلامية بدمائكم"، وشجع المقاتلين في وقت لاحق على التوجه إلى ليبيا تحديدًا.
وقاد الشيشاني لواء من المقاتلين الأجانب المسؤولين عن العديد من عمليات الإعدام والعمليات التي تنطوي على تفجيرات انتحارية، ونجح التنظيم المتطرف هذا الأسبوع في سرت في تأسيس العلامة التجارية الخاصة به ممثلة في بث الرعب في المدينة الليبية، وأفادت تقارير وكالة أنباء الوسط الليبية أنه بعد وصول التعزيزات للتنظيم المتطرف تم قراءة قائمتين من الأسماء على السكان المحليين، وتضمنت إحداهما أشخاص محكوم عليهم بالإعدام مع الحكم على أشخاص بعينهم بالخضوع لعمليات بتر عقابًا لهم.
وتواجد عدد من المتطرفين البريطانيين الذين قاتلوا في المنطقة من قبل ضد العقيد القذافي عام 2011 قبل أن ينتقلوا إلى سورية، ويذكر أنه قٌتل اثنين من المقاتلين البريطانيين على الأقل أثناء القتال من أجل "داعش" في ليبيا، وأن المتطرَف جون نفسه قضى وقتا في ليبيا قبل مقتله في هجوم غارة جوية على الرقة العام الماضي.
وتشير تقارير المخابرات الغربية إلى أن عدد مقاتلي التنظيم في ليبيا حاليا يتراوح بين 5 آلاف إلى 6 آلاف و500 مقاتل، وتفكر أميركا وبريطانيا في القيام بعمل عسكري مشترك ضد المتطرفين في البلاد للتصدي لتهديد "داعش"، وكشف تقرير نشر هذا الشهر من قبل مستشاري الأمن ومجموعة صوفان أن تشكيل فرع لتنظيم "داعش" في ليبيا كان خطوة استراتيجية من قيادة التنظيم بهدف استغلال الفوضى في البلاد لصالحهم.
وأضاف التقرير "منذ أن سيطرت "داعش" على سرت في مايو/ أيار، نظمت "داعش" العديد من عمليات الاعدام، ومع شائعات تدخل عسكري أجنبي مباشر يرجح أن تزيد عمليات قتل الجواسيس المتهمين". ويعد القائد الشيشاني المولود في جورجيا من قدامى المحاربين في الحرب الروسية الجورجية عام 2008، وعندما وصل إلى سورية أصبح زعيم جماعة متمردة من المقاتلين الأجانب المعروفة باسم "كتيبة المهاجرين" وبينها المتطرف جون، وأبلغ بالعديد من الاخطارات الكاذبة بشأن وفاته أو اعتقاله منذ عام 2014، وأعلن الزعيم الشيشاني رمضان قادروف قتله في نوفمبر/تشرين الثاني 2014.
ويعد المتطرَف الشيشاني (30 عامًا) الذي جنّد محمد إموازى المعروف باسم المتطرَف جون واحدًا من أكثر المطلوبين في العالم، وعلى الرغم من الإبلاغ مرارا وتكرارا بقتل الشيشاني في غارات جوية أميركية على سورية أو اعتقاله بواسطة القوات العراقية إلا أنه لا يزال بعيد المنال، وجاء تواجد الشيشاني في ليبيا عقب خروج عدد من قادة "داعش" من سورية، حيث يواجهون استهداف الطائرات الأميركية والروسية لهم.