مقابر الأرقام السرية

لجأت الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والمفقودين الفلسطينيين إلى محكمة الاحتلال العليا؛ لاسترداد جثامين 156 شهيدًا ما زالت محتجزة في مقابر الأرقام السرية.

ووفق مراكز حقوقية وأخرى تنشط في المجال، فإنَّ قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل احتجاز جثامين عدد كبير من الفلسطينيين والعرب الذين استشهدوا جرَّاء مقاومة الاحتلال في مقابر سرية تُعرف بـ"مقابر الأرقام"، في مخالفة واضحة للقانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان التي تلزم دولة الاحتلال بتسليم الجثامين إلى ذويها، واحترام كرامة المتوفين ومراعاة طقوسهم الدينية أثناء عمليات الدفن.

وسُمّيت مقابر الأرقام بهذا الاسم؛ لأنَّ كل قبر منها يحوي على رقم خاص به لا يتكرر مع آخر، وكل رقم من هذه الأرقام دال على جثة شهيد مدفون في ذلك القبر.

وفي ضوء مماطلة الاحتلال في تسليم جثامين الشهداء الفلسطينيين لذويهم، بغرض دفنهم وفق ما يليق بمكانة الشهيد، توقع منسق الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والمفقودين سالم خلة، أن تكسب السلطة الفلسطينية عشرات القضايا في محكمة الاحتلال العليا الخاصة بتسليم جثامين الشهداء المحتجزة في مقابر "الأرقام" لدى جيش الاحتلال قبل نهاية العام.

وأوضح خلة، في تصريحات صحافية الأحد، أنَّ الحملة استنفدت كل الإجراءات الإدارية من حيث المراسلات مع جيش الاحتلال وتوجهت إلى المحكمة العليا لاسترداد جثامين 156 شهيدًا محتجزة فيما تسمى بمقابر "الأرقام"، مشيرًا إلى أنَّ جيش الاحتلال يعترف بوجود 119 جثمانًا لديه ويرفض تسليمها رغم أنَّ الهيئة تؤكد وجود 262 جثمانًا لشهداء فلسطينيين محتجزة لدى جيش الاحتلال.

وأكد خلة، بأنَّ الهيئة طالبت بـ156 جثمانًا من أصل 262 جثمانًا؛ لأنَّ لديها تأكيدات شبه كاملة بإمكان استرداد جثامينهم نظرًا للوثائق المتوفرة والفحوصات التي يمكن إجراؤها على عائلاتهم.

وأمرت محكمة الاحتلال قبل أشهر بتسليم 38 من شهداء مقابر الأرقام إلى عائلاتهم؛ لكن جيش الاحتلال لم يسلم سوى 30 جثمانًا بحسب ما ذكر خلة، الذي أكد على مواصلة مطالبة الاحتلال عبر المحامي بتنفيذ قرار المحكمة العليا بتسليم الشهداء الثمانية الآخرين.

ووفق خلة، فإنَّ الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والمفقودين الفلسطينيين، كانت تعتقد أن الاحتلال يحتجز الجثامين فقط في أربع مقابر؛ لكن الدفعة الأخيرة والتي سُلّمت إلى الفلسطينيين كانت محتجزة في مقبرة تقع في بئر السبع، ما يعني أنَّ هناك عدد آخر من المقابر لم يعلن عنها الاحتلال الإسرائيلي.