العدوان على غزة

أعلنت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" بأنَّها "لن تسمح بأن يُوضع الأهالي المتضررين في غزة رهينة بين مطرقة الإهمال وسندان الاحتلال والحصار"، داعية إلى عقد اجتماع عاجل بين حكومة التوافق والفصائل في غزة.

واتهمت "الجبهة" في بيان لها وصل "فلسطين اليوم" حكومة التوافق الفلسطينية بإهمال الحالة الإنسانية التي يعيشها الأهالي في قطاع غزة، لاسيما في فصل الشتاء وهم مشردون بلا مأوى، بالتواطؤ مع المؤسسات الدولية خصوصًا وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا".

وأضاف البيان "قد بات واضحًا أنَّ أهلنا المتضررين قد تركوا وحيدين يلاقون مصيرهم دون النظر إليهم بعين المسؤولية أو بالإحساس بالحالة التي تعيشها هذه المناطق من غياب لكل مقومات الحياة الكريمة للإنسان، وقد حوصروا بين مطرقة الإهمال من قبل حكومة التوافق، وتواطؤ المؤسسة الدولية " وكالة الغوث" ، وسندان استمرار الحصار وإغلاق المعابر وعدم وفاء الاحتلال بالتزاماته، وتساوق المجتمع الدولي معه على حساب شعبنا ومعاناته".

وأشار إلى "أنَّه بعد توقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة الصامد، وللشهر الثالث على التوالي، وبعد أن قاسى الأهالي في المناطق المنكوبة حر الصيف الشديد، ومكثوا تحت شمسه الحارقة وفي العراء ومشردين في مراكز الإيواء، حتى بلغهم فصل الشتاء منذرًا بكارثة على جميع النواحي الإنسانية والصحية والبيئية"

وطالبت "الجبهة" الرئاسة الفلسطينية بالقيام بكل الإجراءات والخطوات التي تضمن التخفيف من معاناة هؤلاء المتضررين، بما يضمن البدء والإسراع في عملية إعمار بيوتهم المدمرة، وهذا لن يتحقق إلا بفك الحصار وفتح جميع المعابر، وأهمية التنسيق مع الشقيقة مصر لاستلام معبر رفح ليساهم في التخفيف من معاناة الناس".

وشدّدت على مسؤولية حكومة التوافق في الوفاء بالتزاماتها، وتنفيذ المهام التي كُلفت من أجلها وعلى رأسها التخفيف من معاناة الناس، والإشراف الكامل على موضوع إعادة الإعمار بعيدًا عن تدخلات ومراقبة الاحتلال، وبما يضمن سرعة التنفيذ الفوري لهذا الموضوع، ومن هنا ندعو لجلسة طارئة للحكومة في غزة وبوجود القوى لمعالجة هذا الموضوع.

وجدَّدت "الجبهة" رفضها آليات تنفيذ الإعمار التي تضمنته خطة المبعوث الدولي للأمم المتحدة روبرت سيري، قائلة "نجد في بنودها خدمة للاحتلال، وشرعنة للحصار وتجميلًا وإدامة له؛ محملة الأمم المتحدة جزء من مسؤولية عدم البدء العملي في إدخال مواد الإعمار لتستمر معاناة هؤلاء المتضررين"، ومؤكدة على ضرورة التحرك الشعبي العارم للضغط بكل الوسائل لرفض هذه الخطة وتغييرها ووضع المؤسسة الدولية أمام مسؤولياتها في خدمة اللاجئين فقط، وعدم التساوق مع الاحتلال.

وطالبت بتشكيل لجنة وطنية بمسؤولية القوى الوطنية والإسلامية مهمتها مراقبة وضمان سرعة تنفيذ عملية إعادة الإعمار، وعدم تدخل الاحتلال وبعيدًا عن وصاية الأمم المتحدة، مشدّدة على ضرورة تحمل الجميع مسؤولياته الوطنية والأخلاقية في دعم صمود أهالي المناطق المتضررة بتوفير كل ما يمكنهم من تخفيف هذه المعاناة، وأهمية تعزيز أواصر التكافل الاجتماعي بين المواطنين في مواجهة الظروف القاسية وتداعيات فصل الشتاء.

ودعت "الجبهة" إلى تتضافر الجهود جميعها لفضح كل المتآمرين والمتواطئين في موضوع إعادة الإعمار، مؤكدة أنَّ استمرار هذه المعاناة هدفه الانقضاض على شعبنا ومقاومته وكسر حاضنتها الشعبية والنيل من عزيمة كل فلسطيني متشبث على هذه الأرض.