الرئيس الفلسطيني محمود عباس

أكد الرئيس محمود عباس أمس الأربعاء، أن السلطة الفلسطينية باقية ولا يوجد أي سيناريو لحلها، معتبرًا أنها "إنجازًا وطنيًا من إنجازاتنا ولا يمكن أن نتخلى عنها".وأضاف عباس في كلمة لها من بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة أن "السلطة موجودة وما بعد السلطة سيكون دولة ولا يوجد سيناريوهات بديلة عن ذلك كما أننا نقبل سيناريوهات غير ذلك من أحد".واعتبر عباس "إننا قد نطوق ونمنع من هنا أو هناك وقد يصل بعض الجنود لأماكن محرمة في أرضنا ومدننا لكن لن نخرج من هنا ولن نستسلم ولن نيأس حتى تحقيق قيام دولتنا المستقلة".وتحدثت تقارير إسرائيلية متعددة عن استعدادات ومشاورات تجريها الحكومة الإسرائيلية لاحتمال انهيار السلطة الفلسطينية في ظل انسداد الأفق السياسية والأزمة الاقتصادية الحالية.

وأكد عباس على التمسك بسلمية التظاهرات الشعبية وأنها ستبقي سلمية، مجددا التأكيد على أنه "ضد التطرف ولا نزال نمد أيدينا للإسرائيليين للوصول إلى السلام والحل بالمفاوضات السلمية".وحول قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير بشأن وقف التنسيق الأمني مع الكيان الإسرائيلي قال عباس "قرار المجلس المركزي مقدس ولا نقاش فيه واللجنة التنفيذية للمنظمة والمركزية لحركة فتح في هذه الأيام تتابع إنهاء ما هو مطلوب منها وما يمكن أن نعمله ".وأضاف عباس "اعتبارًا من الأسبوع القادم سيكون اجتماعًا للجنة التنفيذية ثم اللجنة المركزية ثم لمعظم القيادات الأمنية والمحافظين وعلى ضوء ما تقرره هذه الجهات نحن ملتزمون بذلك التزامًا كاملًا".

ودعا عباس إلى عقد مؤتمر دولي للسلام لتطبيق مبادرة السلام العربية، وينبثق عنه مجموعة لحل الأزمة مثل لجنة 5+1 أو غيرها من اللجان، التي تعمل على حل العديد من قضايا المنطقة والعالم.وتابع عباس أنه من غير المقبول أن تبقى القضية الفلسطينية من دون حل، شاهدنا حلولا للعديد من القضايا والملفات كإيران وليبيا وسوريا، رغم أن قضيتنا أقدم من كل هذه القضايا.وأضاف عباس أن "الأوضاع معقدة وصعبة، والحلول قد لا تأتي غدا، لكن علينا أن نتمسك بإنجازاتنا، ونؤكد من جديد أننا هنا قاعدون متشبثون في أرضنا، ولن نتراجع عن حقوقنا كاملة".وأردف عباس "ما زلنا نمد يدنا إلى (إسرائيل) من أجل السلام، والمفاوضات السلمية للوصول للسلام ولحل الدولتين، وسنبقى في أرضنا، وليس مسموحا لإسرائيل أن تقيم دولة أبرتهايد، ونحن نريد دولة كاملة السيادة ولها كامل الحقوق كباقي دول العالم، ولن نقبل بغير ذلك".

وفيما يتعلق بالجهود الدبلوماسية، قال عباس "إننا مستمرون في مساعينا بمجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، ليس ترفا ولكن لتوفير الحماية الدولية لشعبنا، ووقف الاستيطان".وأكد عباس أن الاستيطان غير شرعي منذ عام 1967 وحتى يومنا هذا، هذه أرضنا ويجب على كل المستوطنين أن يخرجوا منها، وهم سيخرجون منها، كما جرى في قطاع غزة.وحول الأراضي المقدسة، أكد عباس أن الأرض الموجودة هنا لها خصوصية، سواء كانت ملكا للأشخاص أو للكنائس، كثير منها مخصصة الآن للإسكان سواء بالقدس أو في بيت لحم أو في بيت جالا، ونحن صممنا على أن تكون الأرض مخصصة للأزواج الشابة، وهذا ما بدأنا به.

وتابع عباس إن هذه الأراضي هي أراضٍ مقدسة، ولن نسمح بتسريبها لأحد أي كان، هذه أرضنا وملكنا، ولن نسمح لأحد بالتصرف بذرة تراب منها، سواء اشخاص أو مؤسسات، هذه اموال وقف لا تباع ولا تشترى، لذلك كلنا عيون وآذان لمنع تسريب أي أرض لأي جهة كانت، فهي ملك لنا ولأبنائنا وأحفادنا ومستقبلنا، وهذا مفهوم لكل العالم.وأضاف عباس: "نحن في تنسيق كامل بهذا الموضوع مع إخوتنا في الأردن، ونأمل أن تصل اللجنة المشتركة لحل جميع المشاكل العالقة، وقريبا سترى هذه اللجنة النور للعمل على مستقبل أهلنا".

وحول الوحدة الوطنية قال عباس "منذ 8 سنوات إلى الآن ونحن نقول إننا نريد حلا مع أهلنا في غزة، لأن أهل غزة جزء من شعبنا، وما زلنا نريد حكومة وحدة وطنية تتولى إجراء انتخابات عامة لكن حركة حماس ترفض الانتخابات".وبخصوص مبادرة معبر قطاع غزة، قال عباس "وافقنا على المبادرة التي قدمت حول المعابر رغم أنها ليست جيدة، لكن حماس لم ترد عليها حتى الآن، ويقولون إنهم ما زالوا يدرسون هذه المبادرة، ولا نعلم متى سيردون عليها".