أثار التدمير فى قطاع غزة

يفتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفلسطيني محمود عباس، مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة إعمار غزة، غدًا الأحد، في فندق ماريوت القطامية، والذي تعقده مصر ليوم واحد بمشاركة فلسطين والنرويج.

ومن المقرر أن يلقي السيسي كلمة مصر في العاشرة من صباح الأحد، معلنًا مساهمة مصرية في إعادة إعمار قطاع غزة إما ماليًا أو فنيًا، حسب مصدر في رئاسة الجمهورية.

وأكد المصدر، أنَّ الكلمة التي يلقيها السيسي، تؤكد مجددًا أنَّ القضية الفلسطينية ستبقى في مكانتها التقليدية للسياسة الخارجية المصرية، فضلًا عن أهمية العمل بشتى السبل لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأضاف أنَّ السيسي سيتناول في كلمته الجهود المصرية المبذولة في دعم ومساندة القضية الفلسطينية تاريخيًا وعلى صعيد العدوان الأخير على قطاع غزة واتفاق التهدئة الذي تم بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية القاهرة.

وأشار المصدر إلى أنَّ السيسي سيؤكد على ضرورة تسوية القضية الفلسطينية بشكل عادل وشامل يضمن السلام للفلسطينيين والأمن للإسرائيليين، بما يحول دون تجدد الصراع، ويمنح فرصة لازدهار السلام في المنطقة، آخذًا في الاعتبار أنَّ استمرار هذه القضية دون تسوية أدى إلى خلق مناخ مواتٍ للتطرف.

وأوضح أنَّ الكلمة الرئاسية ستتطرق إلى المبادرة المصرية باعتبارها تهدف إلى وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي وحفظ الدماء في قطاع غزة ومن ثم فتح المعابر ومناقشة كل الأزمات.

من جهة أخرى، طالبت جامعة الدول العربية بضمانات لعدم تكرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لاسيما بعد المؤتمر الدولي للمانحين الخاص بإعادة إعمار قطاع غزة، الذي يُعقد غدًا الأحد في القاهرة.

وشدَّد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية السفير محمد صبيح، في تصريحات

للصحافيين، السبت، على ضرورة ألا يضع الاحتلال الإسرائيلي العراقيل أمام دخول المواد الخاصة بإعادة إعمار قطاع غزة كما فعلت في السابق بعد مؤتمر شرم الشيخ، مشيرًا إلى الدور المهم الذي يمكن أن يقوم به المجتمع الدولي والأمم المتحدة في هذا الصدد.

وجدَّد تمسك الجامعة العربية بمبادرة السلام، قائلًا "إنَّ الجامعة تعتبرها إستراتيجيتها من أجل تحقيق السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الأوسط، معبرًا عن أسفه لما صرَّح به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بأنَّه يعتبر أنَّ مبادرة السلام العربية خلف ظهره".

وأشار صبيح إلى أنَّ حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية، والذي كان الجهد المصري مهمًا لدعمها، تمثل العنوان الفلسطيني والعربي ومعها الشعب الفلسطيني بجميع فصائله لتلقي المساعدات والتمويل الخاص بإعادة الإعمار وذلك بمشاركة الأمم المتحدة وبنوك ومؤسسات دولية.

وحذَّر من نقل الاحتلال الإسرائيلي للصراع من قطاع غزة إلى القدس والضفة الغربية في ضوء مواصلته الاعتداءات اليومية والمستمرة في وضع تجاوز كل الحدود، قائلًا "إنَّ اعتداءات المتطرفين والمتعصبين في إسرائيل يسير بحماية من حكومة إسرائيل"، مؤكدًا أنَّه لا يمكن أن يتحقق السلام في المنطقة  إلا بانسحاب الاحتلال من الأراضي المحتلة عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

 ودعا صبيح، الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إلى إلزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم وضع العراقيل أمام عملية إعادة إعمار غزة وإلزامه بعدم تكرار عدوانه والدخول مجددا في دائرة مفرغة قبيحة على حد وصفه، داعيًا إلى تسهيل مهمة اللجان المنبثقة عن المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة.

ويهدف المؤتمر الدولي، حسب مصادر في الرئاسة المصرية، بالأساس إلى تثبيت وتعزيز أسس اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمَّ التوصل إليه في آب/ أغسطس الماضي، بالإضافة إلى توفير الدعم الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة، في إطار تحقيق التنمية المستدامة في فلسطين، وتعزيز آلية الأمم المتحدة القائمة لاستيراد وتصدير البضائع والمواد من وإلى قطاع غزة بما في ذلك مشاريع القطاع الخاص وتسهيل إزالة القيود وتوفير تسهيلات الوصول لهذه البضائع بما يسهم في توفير المناخ السياسي المناسب للتوصل إلى حل إقامة الدولتين لإنهاء الصراع.

ويشارك في المؤتمر أكثر من ٣٠ وزير خارجية، وأكثر من 50 وفدًا من دول مختلفة وممثلي نحو 20 منظمة من المنظمات الإقليمية والدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة والأجهزة الرئيسية ووكالاتها المتخصصة مثل وكالة الأمم المتحدة للاجئين، الأونروا، وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق الغذاء العالمي وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، فضلًا عن صناديق وبنوك التنمية العربية والإسلامية.

ومن المقرر أن تقوم العديد من هذه الدول والمنظمات بالإعلان عن تعهداتها المالية للمساهمة في إعادة إعمار قطاع غزة خلال أعمال المؤتمر، على أن ينعقد في ختامه مؤتمرًا صحفيًا عالميًا لعرض تفاصيل ونتائج المؤتمر.