صنعاء ـ عبدالغني يحيى
جدّد طيران التحالف العربي، قصف مواقع الحوثيين والقوات الموالية لهم، في صنعاء ومحافظات عمران وصعدة والجوف ومأرب، فيما استمرت المعارك التي تقودها القوات المشتركة لـ "المقاومة الشعبية" والجيش الموالي للحكومة الشرعية ضد المتمردين في جبهات تعز ومأرب والجوف وحجة، في ظل تقدم مستمر لهذه القوات في جبال مديرية نهم باتجاه العاصمة، من الجهة الشمالية الشرقية، في حين تجددت عمليات الاغتيال في عدن، حيث قُتل مدير الطوارئ في الشرطة واثنان من الموظفين في المنطقة الحرة.
وأوضحت مصادر في "المقاومة"، أن القائد الميداني الثاني لمسلحي جماعة الحوثي وقوات صالح قُتل، مع سبعة آخرين، ليل الاحد في مكمن محكم في مديرية ذي ناعم.
وأكد وزير الخارجية عبدالملك المخلافي الاحد، على هامش الدورة الأولى للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي- الهندي في المنامة، إن "المليشيات الانقلابية رفضت، وما زالت ترفض، التزام ما تم الاتفاق عليه في الجولة الثانية من المشاورات، وفي مقدم ذلك عقد جولة ثالثة من المفاوضات". وأضاف أن "جماعة الحوثي وصالح الانقلابية لجأت إلى الخيار العسكري وتصعيده والاستمرار فيه"، مشيرًا إلى أن "السلطات الشرعية تمد يدها للسلام، ووافقت على الذهاب إلى جنيف مرتين بغية إخراج اليمن من النفق المظلم".
ودمّرت غارات التحالف الاحد في صنعاء مخازن الأسلحة في جبل "النهدين" المطل على القصر الرئاسي، ومقر ما كان يعرف بـ "الفرقة الأولى مدرع" القريب من الجامعة، وسمع دوي انفجارات ضخمة، بالتزامن مع تحليق الطيران وتصاعد سحب الدخان من مواقع القصف. واستهدفت الطائرات المجمع الحكومي الذي يسيطر عليه المتمردون في مديرية "حوث" في محافظة عمران، كما ضربت تعزيزات للحوثيين وقوات صالح وآليات عسكرية على طريق خولان بين صنعاء ومأرب، وامتدت الغارات إلى مواقع متفرقة للجماعة في محافظات تعز ومأرب وصعدة وحجة وعلى طول الشريط الحدودي الشمالي الغربي.
وتجدد مسلسل الاغتيالات في محافظة عدن، حيث يقيم الرئيس عبدربه منصور هادي، الاحد على رغم الجهود التي تبذلها السلطات للحد انفلات الأمن وتحجيم دور الجماعات المسلحة التي نشطت بشكل ملحوظ في المحافظات الجنوبية عقب طرد الحوثيين وقوات صالح منها.
وأفاد مصدر أمني وشهود بأن مسلحين مجهولين، يعتقد بأنهم من تنظيم "القاعدة" أطلقوا النار على سيارة مدير الطوارئ في شرطة عدن العقيد طه حسين، أثناء مروره عبر الطريق البحري في منطقة المنصورة وبرفقته رجل وامرأة من الموظفين في "المنطقة الحرة"، ما أدى إلى قتله مع مرافقيه الاثنين وفرار منفذي الهجوم.
وكشفت المصادر عن أن العقيد كان يشغل في الوقت ذاته رئيس أركان حرب اللواء 39 منذ انطلاق عمليات "المقاومة الشعبية" ضد مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية لصالح العام الماضي.
وفجّر مسلحون مجهولون يعتقد كذلك أنهم من عناصر "القاعدة" قبل حادثة الاغتيال بساعات مجمع الشرطة الرئيسي في مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج المجاورة (50 كلم شمال عدن)، وأكدت مصادر أمنية عدم سقوط ضحايا خلال التفجير الذي هز المنازل المجاورة بسبب خلو المبنى.
وجاء التفجير غداة زيارة تفقدية لقائد الشرطة في لحج المقرات الأمنية والحكومية في مديريتي "الحوطة" و "تُبن" تمهيدًا لتأهيلها وإعادة تشغيلها بعدما دمرت الحرب قسمًا كبيرًا منها.
وأعلنت مصادر "المقاومة" إن "القيادي في ميليشيا الحوثي وصالح الملقب أبو تراب لقي حتفه الاحد أثناء تطهير الجيش الوطني سوق نجد قسيم، على الخط الرئيس الذي يربط تعز بمدينة التربة.
وكانت قوات الجيش و"المقاومة الشعبية" تمكنت من فرض سيطرتها على موقع نجد الإستراتيجي الواقع عند المدخل الجنوبي لتعز، ومن ثم التحمت مع المقاومة في المسراخ، بعد أن طهرت السوق ومناطق القبع والعيدية وعقبة الرباصي.