صنعاء ـ عبدالغني يحيى
نفى الناطق باسم التحالف العربي العميد الركن أحمد عسيري، استخدام التحالف قنابل عنقودية في صنعاء، التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون. وانتقد عسيري تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش" التي اتهمت التحالف باستخدام هذا النوع من القنابل.
وقال في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية إن التقرير "ضعيف جدًا"، و"لم يتضمن أية أدلة"، وأنه يتحدث عن نوع من القنابل العنقودية غير موجود في مخازن القوات السعودية. وأكد عسيري أن 90 في المئة من غارات التحالف في صنعاء تستهدف منصات إطلاق الصواريخ التي يملكها الحوثيون وحلفاؤهم من القوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، مضيفًا أنه "لا يمكن استخدام قنابل عنقودية ضد منصات لإطلاق صواريخ".
ونفت الحكومة اليمنية، الأنباء التي تروّج لها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية عن استهداف قوات التحالف العربي لمنشآت تعليمية وصحية، أو استخدامه قنابل عنقودية ضد المدنيين في العاصمة صنعاء، أو غيرها من المدن التي تتواجد فيها الميليشيات الانقلابية. وقالت الحكومة في بيان مسائي، الأحد "إن العمليات التي تنفذها قوات التحالف العربي تستهدف في المقام الأول منصات إطلاق الصواريخ، ومواقع عمليات الميليشيات الانقلابية، والتي تشكل خطرًا على حياة المدنيين في العاصمة صنعاء، وباقي المحافظات".
وأضافت أن الميليشيات الانقلابية هي من تمارس هجومها وإرهابها المتعمد على المنشآت الصحية والتعليمية ودور العبادة والمؤسسات العامة والخاصة والأحياء السكنية في مختلف المحافظات، والتي تسببت في قتل وجرح وتشريد آلاف المدنيين جراء تلك الأعمال الإجرامية، التي تمارسها على مرأى ومسمع العالم".
وأقدمت ميليشيات الحوثي وصالح، أمس، على قصف الأحياء السكنية بمدينة تعز بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون، مخلفة العديد من القتلى والجرحى، فيما حذرت اللجنة الطبية العليا بمدينة تعز من اتجاه الأوضاع الإنسانية نحو الكارثة، بعد توقف العمل في 37 مستشفى، وعدم إجرائها ألف عملية جراحية إسعافية، جراء انعدام الأكسجين بسبب الحصار.
وأشادت الحكومة اليمنية بالأدوار البطولية التي يقوم بها الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية، في مواجهة ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، في عدد من المحافظات، وأكدت على الدور الكبير الذي يقع على عاتق الجيش والمقاومة الشعبية، لفك الحصار عن محافظة تعز وتحرير بقية المدن اليمنية، في ظل تعنت الانقلابيين، وعدم جديتهم في الالتزام بتطبيق القرارات الدولية والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.
وصل إلى صنعاء الأحد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ لإعداد جولة جديدة من محادثات السلام بين الحكومة اليمنية من جهة والحوثيين وحزب الرئيس السابق علي صالح من جهة أخرى خاصة بعد تصريحات للأخير أكد فيها رفضه الاستمرار في الحوار، وفي ظل تصريحات حكومية كشفت فيها تعذر انعقاد جولة المحادثات في موعدها المقرر في الرابع عشر من كانون الثاني (يناير) الجاري لجهة عدم التزام المتمردين بتنفيذ الإجراءات المتفق عليها لتوطيد الثقة.
في غضون ذلك تواصلت المعارك في مختلف الجبهات بين الحوثيين وأنصارهم والقوات المشتركة للمقاومة الشعبية والجيش الموالي للحكومة كما استمر طيران التحالف في قصف مواقع الجماعة في صنعاء ومحيطها وامتدت الغارات إلى محافظات عمران والمحويت وصعدة والجوف ومأرب وتعز والحديدة.
وجاءت هذه التطورات غداة إصدار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي حزمة من القرارات الرئاسية تضمنت تعيين أربعة وزراء في حكومة نائبه خالد بحاح، وهم نهال ناجي علي العولقي وزيرة للشؤون القانونية وعثمان حسين مجلي وزيراً للدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى، وياسر عبدالله الرعيني وزيراً للدولة لشؤون تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وهاني بن بريك وزيراً للدولة وعضواً في مجلس الوزراء.
كما تضمنت قرارات هادي تعيين أربعة نواب لوزراء المال والإعلام والتخطيط والتعاون الدولي، والتربية والتعليم، إضافة إلى تعيين محافظ لسقطرى وعدد من الوكلاء في محافظتي عدن وحضرموت.
وأفادت مصادر حكومية الأحد بأن هادي قام بزيارة تفقدية إلى مطار عدن الدولي واطلع على سير عمل التجهيزات فيه وعلى حجم الدمار الذي خلفته المواجهات مع مسلحي الحوثيين وقوات صالح قبل طردهم من المدينة.
وكشف المبعوث الأممي لدى وصوله أنه سيلتقي بالأطراف السياسية في صنعاء، في إشارة للحوثيين وحزب صالح، وقال: «نحن جئنا إلى صنعاء لبذل مزيد من الجهود مع كل المعنيين لبدء جولة جديدة من المحادثات». وأضاف: «تعلمون أننا كنا في سويسرا حققنا تقدماً في الشهر الماضي ونريد أن نقوم بجولة جديدة».
وتواصلت المواجهات في جبهات محافظة تعز بما فيها الجبهات داخل المدينة، وأفادت مصادر المقاومة بأن قائد المقاومة في منطقة «المسراخ ونجد قسيم» جنوب المدينة قتل في المواجهات، وأن السبئي «كان يقود هجوماً مع رجال المقاومة في محاولة لفك الحصار عن الخط الذي يربط بين منطقتي «الضباب والنشمة».
كما أكدت أن المقاومة تمكنت «من السيطرة على منطقة «الجوريف» المطلة على سوق نجد قسيم، وتقدمت باتجاه «كريف القدسي ونجد قسيم» واشتبكت مع المتمردين في منطقة «القبة».
كما تواصلت المواجهات في منطقة صرواح غرب مأرب وسط أنباء عن سيطرة المقاومة والجيش الوطني على أجزاء واسعة من جبل «هيلان» الاستراتيجي، بالتزامن مع مواجهات عنيفة غرب مدينة الحزم في محافظة الجوف وفي الجبهة الشمالية الغربية في محافظة حجة في مديريتي حرض وميدي.
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الحوثيين باحتجاز عشرات الأشخاص في شكل تعسفي في صنعاء، منذ سيطرتهم على العاصمة قبل أكثر من 15 شهراً.
واغتال مسلحون مجهولون أمس العقيد في جهاز الأمن السياسي علي صالح الناخبي، في منطقة المنصورة شمال عدن، وأفادت مصادر أمنية وشهود بأن «مسلحين يستقلون دراجة نارية اغتالوا الناخبي بعد خروجه من منزله لأداء صلاة الظهر، خلف مستشفى الوالي بالمنصورة.
وسيطرت قوات الجيش الوطني والمقاومة مسنودة بقوات التحالف العربي على مدينة ميدي بالكامل، فيما انسحبت ميليشيات الحوثي وقوات صالح، إلى مواقع عدة في محافظة حجة بعدما مُنيت بخسائر بشرية خلال المواجهات.
وواصلت قوات التحالف العربي قصف تجمعات عسكرية ومدرعات تابعة للمتمردين من أنصار الحوثي وصالح قرب الشريط الحدودي، ومواقع وأهدافاً عسكرية أخرى في محافظة حجة وحدود حرض، نجم عنها عشرات القتلى في صفوف المتمردين.