غزة/القدس المحتلة/ الخليل – محمد حبيب/وليد أبوسرحان/عثمان أبو الحلاوة
اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنَّ عملية اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للشهيدين عامر أبو عيشة، ومروان القواسمي، من كتائب "القسام" الجناح العسكري للحركة، في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، صباح الثلاثاء، ما كانت لتتم لولا التنسيق الأمني القائم في الضفة الغربية، والذي يعتبر وجهًا آخر للإجرام الإسرائيلي، فيما تباهى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بنجاح جيش الاحتلال في اغتيال المتهمين بخطف وقتل ثلاثة مستوطنين في حزيران/يونيو الماضي.
وأضاف نتنياهو أنَّ "إسرائيل اليوم هدرت دم مروان القواسمي وعمار أبو عيشة في الخليل، لقد هاتفت قبل قليل عائلات الإسرائيليين الثلاثة، وقلت لهم بأنه لا يوجد أي شيء يمكن أن يمحو حزنهم ويعيد أبنائهم، ولكن هناك حساب من العدالة فاليوم نفذنا المهمة التي تعهدنا بتنفيذها".
وتابع "عندما عثرنا على جثث الإسرائيليين الثلاثة في الخليل قلت بأن منفذي عملية القتل دمهم مهدور، وصباح الثلاثاء تمَّ اغتيالهم".
ونقلت القناة العاشرة الإسرائيلية، صباح الثلاثاء، عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله "إن التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ونظيرتها في الضفة التابعة للسلطة كان له دور كبير في الوصول وتصفية الشهيدين".
وأكّد القيادي في حركة "حماس" صلاح البردويل، في تصريح له صباح الثلاثاء وصل "العرب اليوم" نسخة عنه، أنَّ "مثل هذه الحوادث ستزيد شعبنا إصرارًا على انتزاع حريته، وأن كل قوى القمع لن تمنع هذا الشعب الحي من الثورة في وجه الاحتلال وهزيمته والحق أقوى من القوة".
ودعا البردويل الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية إلى "التعبير عن غضبه في وجه الاحتلال الإسرائيلي وفي وجه التنسيق الأمني معًا".
ونعت حركة "حماس" في مدينة الخليل المحتلة الشهيدين أبو عيشة والقواسمي، الذين استشهدا بعد مطاردة استمرت لـ 3 أشهر، عقب قيامها بأسر وقتل 3 مستوطنين جنوب المدينة.
وشدّدت "حماس" على أنَّ "قافلة مجاهديها لا تتوقف بارتقاء الشهداء، وأن مسيرة مقاومتها ماضية لا تنال منها الحراب، ولا تثنيها حملات الاغتيال والاعتقال، فهذا قدر المرابطين في هذه الأرض، وهذا خيار حملة لواء المقاومة ورأس حربتها حماس، التي ما زالت منذ انطلاقتها تجود بخيرة قادتها وأبنائها شهداء وأسرى وجرحى".
وكانت القناة الإسرائيلية الثانية قد أعلنت أنّ قوات الاحتلال تمكنت من اقتفاء آثار المطلوبين مروان وعامر أبو عيشة القواسمي، وتصفيتهم، وإصابة ثالث، في المنزل المتواجد فيه المطلوبون، واعتقال مجموعة من المواطنين زعمت أنّهم ساعدوهم في الاختباء.
وأوضحت أنّ "تبادلاً لإطلاق النار جرى بين المطلوبين والجيش نتج عنه استشهاد القواسمي وأبو عيشة"، دون أن تشير إلى وقوع إصابات في صفوف قواتها، مؤكدة أنّه "تمّ اعتقال ثلاثة مواطنين آخرين من عائلة القواسمي، بتهمة مساعدة المنفذين".
وهدمت قوات الاحتلال، فجر الثلاثاء، منزلاً في حي الجامعة في مدينة الخليل، بعد محاصرته وإطلاق الجنود وابلاً كثيفًا من الرصاص والقنابل صوبه.
وأشار شهود عيان إلى أنّ "قوّات كبيرة من الوحدات الخاصة (المستعربين) حاصرت منزلاً قرب مسجد الرباط في حي الجامعة في مدينة الخليل، وشرعت بإطلاق الرصاص الحي وأجرت عمليات تفجير في المكان، قبل مطالبة قاطني المنزل بالخروج وتسليم أنفسهم للقوات".
وأضافوا أنه "حضر إلى محيط المنزل جرافة وحفار تتبع قوّات الاحتلال، وشرعتا بعمليات هدم وتجريف في المنزل ومحيطه، قبل أن تعتلي قوّات الاحتلال أسطح عدد من العمارات المرتفعة في المكان، وتغلق المداخل المؤدية إلى الموقع".
وأكّدوا أنّهم شاهدوا جثة شاب في المنطقة، ولم يتمكنوا من التعرف على ملامحها، كونهم بعيدين عن موقع العملية، لافتين إلى أنَّ "والدة عامر أبو عيشة مرّت جوار الجثة ولم تتعرف عليها"، ملمحين بأنه قد لا يكون ابنها.
وحسب ادعاء جيش الاحتلال فإنّ "العملية قد بدأت بعد منتصف الليل حيث، قامت قوة من جيش الاحتلال بمرافقة جرافة كبيرة بهدم منزل مكون من طابقين، وجرى هدم جزء من الطابق الأول وحدث خلاله إطلاق للرصاص من داخل المنزل، تجاه الجرافة، ما أدى إلى مقتل أحد المتهمين، وإصابة الآخر بجراح، والذي فرّ إلى الطابق الأرضي، وقام الجيش بملاحقته، وواصل إطلاق الرصاص بكثافة، إضافة إلى قنابل يدوية وقذائف في اتجاه الطابق الأرضي حتى تأكد لهم مقتل المتهم الثاني"، مشيرًا إلى أنّه "تمّت معرفة مكان اختفائهما بناء على معلومات أمنية قدمها جهاز الشاباك الإسرائيلي، ما سمح بتنفيذ هذه العملية فجرًا".
وحلّقت في المكان طائرات استطلاع على ارتفاع منخفض، في الوقت الذي تتوافد إلى المكان قوّات كبيرة من جيش الاحتلال وتحكم الخناق في محيط الحي، فيما أكّدت مصادر محلية أنّ "المنزل تعود ملكيته لمواطن من عائلة القواسمة".
وفي السياق ذاته، اندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال في مناطق عدة من مدينة الخليل، وتمّ إغلاق المدارس في المناطق التي تشهد الأحداث.
يذكر أنّ الشهيدين متهمان بتنفيذ عملية خطف وقتل ثلاثة مستوطنين قبل ثلاثة أشهر شمال الخليل، ووالدهم عرفات القواسمي تمّ اعتقاله قبل نحو شهرين.