القدس المحتلة – وليد ابوسرحان
يواصل الإحتلال الإسرائيلي اجراءاته لترحيل عشرات العائلات البدوية عن مضاربها شرق القدس المحتلة، من أجل ضمها للمستوطنات، بغية توّسيعها لفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها من خط استيطاني يربط ما بين القدس والحدود مع الأردن. يأتي ترحيل البدو عن مضاربها شرق القدس وصولًا لأريحا، بهدف تنفيذ المخطط الاستيطاني المعروف باسم "أي 1" ضمن ما يعرف إسرائيليًا بالقدس الكبرى التي تصل مشارف أريحا وحتى البحر الميت.
في حين، تواصل جرافات الإحتلال تسوية أراضي جرى مصادرتها من بلدة أبو ديس، لترحيل البدو إليها، وتعيش العائلات البدوية حالة من القلق والترقب لترحيلهم على يد قوات الاحتلال بالقوة، إذ رفضوا كل مطالب الإحتلال بمغادرة أراضيهم طواعية، في ضوء مواصلة سلطات الإحتلال التضييق عليهم بشكل يومي.
بدوره، ذكر أمين سر حركة "فتح" في عرب الجهالين والناشط في لجان المقاومة الشعبية والدفاع عن التجمعات البدوية داوود جهالين، اليوم السبت، أنَّه من المتوقع تنفيذ هدم مضارب العائلات البركسات السكنية خلال الأيام المقبلة، لأن الجرافات الإسرائيلية تقوم منذ عدة أيام بتجريف أراضي قرية بوابة القدس القريبة من البركسات المهدّدة بالهدم لترحيلهم عليها بقوة السلاح.
وأوضح جهالين، أنَّ الإدارة المدنية الإسرائيلية أخبرت تسع عائلات من بدو الجهالين تعيش في 14 بركسا، بضرورة هدم بركساتها السكنية بأيديها، وهددت بتنفيذ أمر الهدم في حال عدم استجابة السكان.
وأضاف جهالين، أنَّ السكان في منطقة "خلة الراهب" البدوية شرق القدس، يعيشون في المنطقة داخل بركساتهم السكنية منذ عام 1997، ويبغ عددهم ما بين 50 إلى 60 فردًا، لافتًا إلى أنَّ مساحة كل بركس تبلغ ما بين 50 إلى 80 مترًا.
وحذر جهالين، من خطورة تنفيذ أوامر الهدم للبركسات السكنية، والتي ستكون مقدمة لمصادرة 100 دونم من أراضي أبو ديس لتوطين البدو فيها، وفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، وتحقيق مخططهم بإقامة القدس الكبرى التي تمتد من القدس حتى معاليه أدوميم والبحر الميت، منوهًا أنَّ المخطط الإسرائيلي لا يهدف إلى تطوير حياة البدو وتوفير مساكن بديلة لهم.
وقال جهالين، إنَّ الجانب الاسرائيلي يهدف لتفريغ الصحراء الفلسطينية من جميع سكانها من البدو، إذ يسعى لاخلاء 22 تجمعًا بدويًا، يتواجدون على 62 في المائة من مساحة الضفة الغربية منتشرة ما بين القدس وأريحا وعناتا والعيزرية وأبو ديس والسواحرة حتى البحر الميت شرقًا، لبناء المستوطنات والأغراض العسكرية وفرض الأمر الواقع .
وأشار جهالين إلى أنَّه بالرغم من قيام الآليات الاسرائيلية بتجريف الأراضي التي تريد توطين سكان التجمعات البدوية فيها، إلا أنَّ السكان يواصلون اعتصامهم المفتوح منذ حوالي شهر، محذرًا من الأضرار الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن ترحيل البدو من أراضيهم، مضيفًا أنَّه تم ترحيل 250 عائلة بدوية عام 1997 كانوا يعيشون على الحياة القائمة على رعي الأغنام وتربية المواشي ويمتلكون أكثر من 10 الآف رأس غنم، أما اليوم فهم فقدوا ذلك بعد تهجيرهم من أراضيهم.