القدس المحتلة - ناصر الأسعد
أجلت السلطات الإسرائيلية تسعة عشر من اليهود المتبقين في اليمن إلى الأراضي المحتلة "جوًا"، في عملية سرية من أجل ما وصفته بـ"إنقاذ أفراد الجالية التي يعود تاريخها إلى نحو ألفي عام من الحرب الأهلية الوحشية"، ومن بين هؤلاء الأشخاص حاخام كان يحمل معه مخطوطة من التوراة تعود إلى حقبة ما قبل 500 عام، بما يشير إلى نهاية وجود الجالية اليهودية في اليمن. وجلبت إسرائيل في عمليات نقل جوي سرية على مدار ما يقرب من سبعة عقود غالبية اليهود اليمنيين الذين بلغ عددهم نحو 50,000 شخص منتصف القرن الماضي، لتعلن بعدها أنها انتهت من نقلهم جميعًا، ومع ذلك، فقد تم اختيار 50 يهوديًا للبقاء في اليمن يوجد معظمهم في مجمع بالقرب من السفارة الأميركية لدى العاصمة صنعاء.
وسيطرت حركة الحوثيين المتمردة، التي تعمل تحت شعار "الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، والنصرة للإسلام"، على المدينة العام 2014، ووصل إلى إسرائيل، الأحد الماضي، سبعة عشر من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، بينما تم نقل اثنين آخرين جواً قبل بضعة أيام، وأعلن رئيس الوكالة اليهودية لإسرائيل ناتان شارانسكي انتهاء المهمة التاريخية بجلب اليهود اليمنيين إلى الأراضي المحتلة، مضيفاً أن هذا الفصل من التاريخ لواحدة من أقدم الجاليات اليهودية التي تعود إلى ما قبل 2,000 عام يقترب من نهايته، ولكنها ستستمر في دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت الوكالة أنه من بين المجموعة كان حاخام الجالية، والذي جلب معه مخطوطة للتوراة يعتقد أن عمرها يتراوح ما بين 500 و600 عام، وتواجد اليهود في المنطقة منذ القرن الأول قبل الميلاد، وكانوا يعيشون جنبًا إلى جنب مع جيرانهم من المسلمين، وقد تم جلب معظم اليهود اليمنيين إلى الأراضي المحتلة العام 1949 و 1950 في عملية أطلق عليها "البساط السحري"، كما أدارت تل أبيب عمليات سرية لجلب اليهود إلى دولة الاحتلال منذ قيامها العام 1948، وقد جرى نقل الجاليات اليهودية في سورية والعراق وإثيوبيا بشكل كبير إلى الأراضي المحتلة.