القدس المحتلة – وليد أبو سرحان
تتحسب سلطات الاحتلال الإسرائيلي لعملية نوعية يستهدف فيها حزب الله حقول الغاز في البحر الابيض المتوسط رداً على الغارة الإسرائيلية على القنيطرة مساء الاحد الماضي، التي أسفرت عن قتل جهاد مغنية وعدد من مقاتلي الحزب وجنرال إيراني.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن مصادر استخبارية غربية، الاربعاء، أن هناك خشية في إسرائيل من قيام إيران وحزب الله باستهداف حقول الغاز في البحر المتوسط.
وقالت الصحيفة إن "'إسرائيل قلقة من أن يفضل حزب الله ضرب منشآت استراتيجية عن محاولة ضرب دورية إسرائيية في المنطقة الحدودية أو إطلاق قذيفة صاروخية على إسرائيل، الأمر الذي يمكن أن يؤدي لحرب شاملة".
وأضافت أن "إسرائيل تخشى منذ سنوات من وصول الصوارخ البحرية 'ياخونت' ليد حزب الله. وبتقدير الاستخبارات الإسرائيلية فإن حصول حزب الله على هذه الصواريخ من شأنه أن يشكل خطراً على حقول الغاز والنفط في البحر المتوسط".
وقالت إن "حالة الاستنفار في إسرائيل ليست صدفة، فمع الكشف عن سقوط جنرال من حرس الثورة تزايدت التهديدات الإيرانية، وهدد القائد العام للحرس الثوري، محمد علي جعفري بأن على اسرائيل أن تنتظر عاصفة مدمرة بعد جريمتها في القنيطرة."
وما زالت الغارة التي شنتها طائرة إسرائيلية داخل الحدود السورية مساء الأحد الماضي تسيطر على اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية التي واصلت، الاربعاء توجيه الانتقادات لتلك العملية وما ستجلبه لإسرائيل من عمليات انتقامية.
واعتبر المعلق السياسي في صحيفة "يديعوت" أحرنوت، ناحوم برنياع، العملية "خللاً مضاعفاً"، في حين اعتبر المعلق العسكري "أليكس فيشمان" أن تعامل إسرائيل مع العملية "تحوّل من ارتباك إلى ذعر".
وقال "برنياع" إنه "إذا أخضعت إسرائيل هجوم الجولان لاختبار النتيجة فلا مناص من القول إنه حصل خلل، بل خللان". وأضاف أن "نصف الاعتذار الذي صدر عن مسؤول أمني إسرائيلي لم يخفف من الخلل الأول، بل فاقمه".
ويصف العملية بأنها "خلل عملاني، إلى جانب خلل في اتخاذ القرار. وقال إن إسرائيل استدعت لنفسها بهذه العملية موجة العمليات المقبلة، في الجولان أو في إسرائيل أو في أوروبا".كما تساءل بشأن التوقيت وعلاقته بالانتخابات التي على الأبواب.
من جانبه وصف "فيشمان" تصرف إسرائيل بعد العملية بالانفصام، وبأنه تحول من ارتباك لذعر. "فمن ناحية لا تعترف إسرائيل بأنها شنت الهجوم في الجولان، ومن ناحية أخرى تعترف أنها اغتالت الجنرال الإيراني بالخطأ في العملية التي لا تعلن مسؤوليتها عنها".
ويضيف، "لا منطق في الجنون. فقد اعتذر مسؤول أمني كبير يوم أمس في حديث لوكالة رويترز على اغتيال الجنرال". وتابع: "إذا لم تكن إسرائيل تعلم بوجود الجنرال فإن الحديث يدور عن خلل استخباري. وإذا كانت إسرائيل تعترف بالخطـأ قينبغي أن يكون هناك من يدفع الثمن".
وتابع: "تبريرات إسرائيل للعملية لم تعطِ الجواب الكافي. وثمة رائحة غير جيدة في طريقة اتخاذ القرار، في مستوى الاستخبارات، في إدارة الأمور بعد العملية".