حركة "حماس"


شنت أجهزة الأمن التابعة لحركة "حماس" في قطاع غزة، حملة اعتقالات طالت عددًا من كوادر وعناصر الجماعات السلفية  المناصرين لتنظيم "داعش"، عقب أحداث مخيم اليرموك، والتي جرى خلالها اشتباكات بين التنظيم ومجموعات كتائب أكناف بيت المقدس المحسوبة على حماس.

جري خلالها اشتباكات من طرف كتائف "أكناف بيت المقدس"

وكشفت صحيفة "القدس" المحلية، أنَّ غالبية الاعتقالات تركزت ضد الكوادر والعناصر المناصرة لـ"داعش"، لاسيما لهجومها في مخيم اليرموك ضد جماعة بيت المقدس.

وبيّنت أنَّه من بين المعتقلين الشيخ عدنان ميط من مخيم البريج وسط قطاع غزة، والذي يُعد من أكثر المنظرين للتيار السلفي.

يذكر أنَّ ميط يعمل خطيبًا وهاجم "حماس" مرارًا وتكرارًا ، وكان باستمرار يشيد بتصرفات "داعش" لا سيما فيما يتصل بإقامة الحدود من نواحي شرعية، إذ كان يلقي غالبية الخطب في مسجد المؤمنين في منطقة المحطة في دير البلح.

وصرّحت الصحيفة، بأنَّ الاعتقالات شملت سبعة من السلفيين في قطاع غزة حتى الآن، مشيرةً إلى أنَّ هناك حملة ملاحقات واستدعاءات ضدهم.

وتزامنت حملة الاعتقالات مع تصعيد ميداني خطير من خلال وقوع عملية تفجير عبوة ناسفة استهدفت اليوم الثلاثاء، مبنى لجهاز الأمن الداخلي في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، ما أدى إلى إحداث أضرار من دون وقوع إصابات.

يأتي ذلك، تزامنًا مع حملة إعلامية يشنها مسؤولون في "حماس" عبر شبكات التواصل الاجتماعي ضد "داعش".

وكتب المسؤول الإعلامي في الحركة إبراهيم صلاح، في صفحته الشخصية في "فيسبوك": "الذين صنعوا "داعش" وعمدوا إلى تشويه الإسلام بأفعالهم البلهاء، ونسبوها إلى دين الله، هم أولئك الذين حاربوا الوسطية، ووأدوا الحريات، وقهروا الشعوب، واحتضنوا الفاسدين، لذا فإن الثورة على هؤلاء وتطهير الأرض من رجسهم وفسادهم أولى وأحق من محاربة "داعش"، ﻷنه برحيلهم ستزال الغشاوة عن أعين الكثير من الشباب الطاهرين الذين انخدعوا بالمظاهر والشعارات على صحيح العقل والدين، وستفقد "داعش" كل بريقها المصطنع، وتعود سيرتها الأولى".

بدوره، كتب الناطق باسم الداخلية إياد البزم، في صفحته الشخصية: "داعش مجرد نزوة عابرة وأداة مصطنعة خارجة عن الثقافة الإنسانية والأديان السماوية لن يكتب لها البقاء".

في سياق متصل، ظهرت صورة نشرت في "تويتر" من مناصرين لـ"داعش" في غزة، قالوا إنَّهم حصلوا عليها من هواتف عناصر "حماس" تشير إلى أنَّ الحركة ألزمتهم بالمشاركة في مسيرات للتنديد بما وصفتها الحركة خلال الرسائل النصية على هواتف مناصريها "مجازر داعش".

كما كتب الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم، في صفحته: "على الرغم من ما جرى في مخيم اليرموك فحتى اللحظة لا يوجد موقف شرعي أو حتى سياسي واضح وصريح من حركة حماس تجاه داعش وجبهة النصرة التي تلقى تعاطف وتأييد كثيرين في حماس، وهناك ضبابية وعدم يقين بحسم موقفهم تجاه ما تقوم به الجماعتان."

وتابع إبراهيم: "وكأن حماس مؤيدة لما يجري وتريد كسب وقت ومقتنعة بإقامة دولة الخلافة التي أعلنها "داعش"، مع أن الأخيرة كفرت حركة حماس وقتلت عددًا من أعضائها في اليرموك".

واعتبر المحلل السياسي، ما حدث في المخيم ناقوس خطر لدى الحركة وعليها أن تثبت أنَّها مختلفة مع تلك الجماعات وأن تقوم بمراجعات فكرية وسياسية لمواقفها ومواقف عدد كبير من أعضائها الذين يؤيدون "داعش والنصرة"