دمشق - نور خوام
أسفرت العمليات العسكرية والقصف المكثف وعشرات الغارات الجوية التي نفذتها الطائرات الحربية الروسية والسورية على مدينة دير الزور وريفها الغربي، عن استشهاد 42 مواطناً على الأقل بينهم 9 أطفال و4 مواطنات، إضافة لإصابة عشرات آخرين بجراح، فيما ارتفع إلى ما لا يقل عن 110 عدد عناصر تنظيم "داعش"، الذين وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتلهم في الفترة منذ الـ 16 من الشهر الجاري وحتى الآن، جرَّاء غارات للطائرات الحربية وقصف لقوات الحكومة واشتباكات معه، بينهم ما لا يقل عن 30 فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة وعربات مفخخة، أكّدت مصادر موثوقة لـ "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أن مكتب العلاقات العامة التابع لتنظيم "داعش" في ريف دير الزور، عقد اجتماعاً مع شيوخ من عشائر دير الزور، وأبلغت المصادر أن الاجتماع تم في بلدة في بادية مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي، وحضره شيخ إحدى عشائر قبيلة العقيدات، وأحد شيوخ عشيرة البكارة كممثل عنها، بالإضافة لبعض شيوخ عشائر البوكمال، وشيوخ عشائر البوسرايا، ومن قبل التنظيم حضر قياديون محليون في التنظيم، من بينهم أبو أيمن الشامي وأبو ياسر المغربي، فيما
أعلنت المصادر لنشطاء المرصد، أن الاجتماع ناقش "ضرورة مناصرة شيوخ العشائر وعشائرهم للتنظيم في قتال الكفار"، في حين أوضحت المصادر أن الاجتماع تم دون مبايعة العشائر للتنظيم، في حين تمت اتفاقات عدة بقيت في إطار التحفظ عن الذكر، وأن التنظيم قام بتصوير الاجتماع.
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، أنه لا تزال مدينة دير الزور وبالتحديد قسمها الشمالي الغربي ومنطقة البغيلية تشهد معارك متفاوتة العنف بين قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم "داعش" من طرف آخر، منذ الـ 16 من شهر كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2016، تتخللها يومياً عشرات الغارات من الطائرات الحربية، وقصف مكثف من قبل قوات الحكومة على مناطق الاشتباك ومواقع التنظيم وقرى في ريف دير الزور الغربي ومناطق في المدينة، وأسفرت الاشتباكات عن سقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، ليرتفع إلى 200 على الأقل عدد عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها الذين قتلوا منذ الـ 16 من الشهر الجاري وحتى الآن، ممن تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من التوثق من مقتلهم، من ضمنهم 48 على الأقل تم إعدامهم من قِبل عناصر التنظيم في هجومه فجر الـ 16 من كانون الثاني / يناير الجاري، حيث ارتفع العدد بعد تأكد مقتل العشرات، ممن فقدوا من عناصر قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها، وغالبية القتلى هم من عناصر الدفاع الوطني والمسلحين الموالين الحكومة.
وارتفع إلى ما لا يقل عن 110 عدد عناصر التنظيم الذين وثق المرصد مقتلهم في الفترة ذاتها، جراء غارات للطائرات الحربية وقصف لقوات الحكومة واشتباكات معه، بينهم ما لا يقل عن 30 فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة وعربات مفخخة، بالإضافة لمعلومات مؤكدة عن وجود مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، حيث نفذ التنظيم الهجوم بعدد كبير من المقاتلين.
وأبلغت مصادر موثوقة المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التنظيم كان يدرس الاحوال الجوية وحالة الطقس، واستغل وجود العاصفة الغبارية في تحقيق مزيد من التقدم وتثبيت نقاط سيطرته في البغيلة، كما أكدت المصادر للمرصد أن التنظيم قام بوضع خطة محكمة، تقوم على تحقيق انهيار متسارع لقوات الحكومة والمسلحين الموالين لها، وتمكن التنظيم خلال هجومه هذا من السيطرة على منطقة البغيلية أولاً تبعها سيطرته على جزء من مستودعات عياش ومعسكر الصاعقة، الأمر الذي مكَّنه من فتح طريق إمداد بين مناطق سيطرة التنظيم في ريف دير الزور الغربي والمناطق التي تمكن من التقدم إليها في القسم الشمالي الغربي من المدينة، عقبه سيطرة التنظيم على تلة الحجيف الاستراتيجية والاستيلاء على أسلحة وذخيرة بكميات ضخمة منها ومن مستودعات عياش ونقلها لمناطق سيطرته، بالإضافة للسيطرة على جامعة الجزيرة الخاصة، وتعزيز سيطرته على الحي، والسيطرة على أراضي زراعية عند أطراف مدينة دير الزور.
وشهد يوم هجوم تنظيم "داعش" في الـ 16 من شهر كانون الأول / يناير الجاري، إعدام التنظيم لـ 85 على الأقل من المواطنين المدنيين، ينتمون لعوائل مسلحين موالين للحكومة وبعثيين، بالإضافة لاختطافه ما لا يقل عن 400 مدني من عوائل أخرى، لها الانتماء نفسه، ليفرج عقب 4 أيام من نقلهم إلى مراكز احتجاز في ريف دير الزور الغربي ومنطقة معدان، عن 270 على الأقل من الأطفال دون سن الـ 14 والرجال فوق سن الـ 55، والمواطنات، فيما أبقى على حوالي 130 رجلاً وفتى بين سني الـ 15 والـ 55، حيث أكدت مصادر موثوقة عدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن التنظيم سيعمد إلى التحقيق مع المتبقين لديه، وإخضاع من "لم تثبت علاقته مع الحكومة في دورة "شرعية"، كما أقدم عناصر التنظيم أثناء سيطرتهم على الحي في الأيام الفائتة، على اعتقال ما لا يقل عن 50 رجلاً وشاباً، خلال حملة تفتيش ومداهمات لمنطقة البغيلية.
وأسفرت العمليات العسكرية والقصف المكثف وعشرات الغارات الجوية التي نفذتها الطائرات الحربية الروسية والسورية على مدينة دير الزور وريفها الغربي، عن استشهاد 42 مواطناً على الأقل بينهم 9 أطفال و4 مواطنات، إضافة لإصابة عشرات آخرين بجراح، فيما استشهدت سيدة وطفل وسقط عدد من الجرحى، جراء قصف لتنظيم "الدولة الإسلامية" على مناطق في الأحياء التي تسيطر عليها قوات النظام بمدينة دير الزور.
وتشهد الأحياء التي تسيطر عليها قوات الحكومة والمحاصرة من قبل تنظيم "داعش" أوضاعاً معيشية صعبة، نتيجة الحصار المفروض منذ أكثر من عام من قبل التنظيم على أحياء في مدينة دير الزور، وزاد في معاناة أكثر من 250 ألف مواطن مدني، هجوم التنظيم الأخير على المنطقة، فعلى الرغم من إلقاء الطائرات لثلاث دفعات من الشحنات والمساعدات، اثنتان منها أُلقيتا بعد سيطرة التنظيم على منطقة البغيلية، إلا أن المواد الغذائية بدأت تفقد من الأسواق، يرافقه ارتفاع جنوني في أسعار ما تبقى من المواد، أما في مناطق سيطرة تنظيم "داعش"، فقد شهدت قرى في الريف الغربي حركة نزوح واسعة لأهالي هذه القرى نحو المناطق المجاورة، نتيجة للعمليات العسكرية والقصف المكثف والمستمر والعنيف من قبل قوات الحكومة على مناطق في ريفها الغربي.
ويحاول تنظيم "داعش" المتطرف منع مقاتلي الفصائل من التقدم نحو بلدة دابق ذات الأهمية الدينية، فيما سقط شهداء وجرحى في قصف صاروخي على دوما.
واستهدفت غارات جوية غوطة دمشق الشرقية وجوبر، بينما تستهدف الفصائل قوات الحكومة في ريف حماة وغارات على ريف الرقة، ويواجه مقاتلو الفصائل القوات الحكومية في جبال اللاذقية.
وقُتل ما لا يقل عن 5 من عناصر داعش خلال اشتباكات مع الفصائل الإسلامية والمقاتلة في محور قرية البل في ريف حلب الشمالي.
وقتل 143، الأربعاء، بينهم 56 من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، و36 مواطنًا استشهدوا في قصف جوي، وسقوط قذائف جراء سوء الأوضاع الصحية وقصف لقوات الحكومة وظروف أخرى في مناطق سورية.
وقضى ما لا يقل عن 22 من القوات الحكومية جراء اشتباكات مع تنظيم "داعش" وجبهة "النصرة" والكتائب المقاتلة والإسلامية واستهداف مراكز وحواجز وآليات ثقيلة بقذائف صاروخية وعبوات ناسفة في محافظات عدة.
وقُتل ما لا يقل عن 20 من عناصر تنظيم "داعش" والعناصر المسلحة من جنسيات غير سورية، في اشتباكات وقصف من الطائرات الحربية والمروحية وقصف على مناطق وجودهم
واغتال مسلحون مجهولون قائد جبهة "النصرة" إياد العدل في مدينة أريحا في ريف إدلب، والقيادي محمد عبد الوهاب في مدينة أريحا، جراء بإطلاق النار على سيارة كانت تقلهما في الحي الغربي من مدينة أريحا، ولاذوا بالفرار.