دمشق – خليل حسين
نفذ الطيران الحربي السوري أكثر من 30 غارة جوية على مواقع متفرقة في ريف حلب الجنوبي ومدينة داريا والغوطة الشرقية وأرياف اللاذقية وحماة وإدلب، في حين قصفت القوات الحكومية حي الوعر على أطراف مدينة حمص بالصواريخ والرشاشات الثقيلة، في حين دارات اشتباكات عنيفة بين مسلحي المعارضة من جهة وتنظيم "داعش" من جهة أخرى في القلمون وريف درعا.
وفي حلب قال مصدر ميداني إلى "العرب اليوم" إن القوات الحكومية مدعومة بمقاتلين من حزب الله أحبطت هجومًا كان مخططاً له في ريف حلب الجنوبي على محور الإيكاردا الزربه، حتى خان طومان وخلصة وذلك بناء معلومات استخباراتية".
وأضاف المصدر أن التجسس على اتصالات مسلحي "جيش الفتح" كشف عن التجمع والتحضير لتنفيذ هجوم في الريف الجنوبي، وبناء على ذلك انطلقت 18طائرة مقاتلة وحوامة من مطاري السين والتيفور لقصف مواقع المسلحين وإحباط الهجوم، مبينًا أن 5 قاذفات روسيّة مؤازرة قامت بتنفيذ ضربات جوية في عمق الريف الجنوبي والغربي.
وكان عبدالله المحيسني الذي يشغل مسؤولية "شرعي جيش الفتح" أعلن أمس عن بدء "غزوة حلب" لكسر الحصار على المجموعات المسلحة في أحياء مدينة حلب الشرقية، وقال "المحيسني" في مقطع مصور بثه ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أن معركة حلب ستكون "أكبر ملحمة في تاريخ الجهاد الشامي" على حد وصفه.
وطالب المحيسني مسلحي "جيش الفتح" بالعمل على فك الحصار عن المسلحين الذين حاصرتهم القوات الحكومية السورية في حلب والبدء بفتح معابر عدّة بين الريف والمدينة، وأصدرت “مديرية الدفاع المدني في حلب” بياناً دعت فيه لرفع حالة الطوارئ في مدينة حلب وريفها الغربي لأعلى درجات الاستعداد محذرًا المدنيين من خدعة "المعابر الكاذبة".
وتحدث البيان عن توثيق وفاة أحد المدنيين قنصًا وهو يحاول العبور إلى مناطق النظام عبر طريق صلاح الدين وهو في طريقه للمعبر الإنساني، وحذر "الدفاع المدني" المدنيين من تصديق "كذبة المعابر"، مشددًا على ضرورة فتح ممرات تنتهي بالريف الغربي والجنوبي وبرعاية أممية, لا برعاية القوات الحكومية.
ونفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في بلدة عندان في ريف حلب الشمالي ومناطق أخرى في بلدتي قبتان الجبل كفرناها في الريف الغربي، كما قصفت طائرات حربية مناطق في أحياء مساكن هنانو والشيخ فارس والحيدرية والهلك في مدينة حلب ما أدى إلى سقوط جرحى ومعلومات عن قتيل في حي الهلك، فيمت تعرضت مناطق في بلدة حيان في ريف حلب الشمالي لقصف صاروخي من قبل القوات الحكومية.
وقالت مصادر كردية إن "قوات سورية الديمقراطية" سيطرت على حي "النعيمي" في مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي بعد اشتباكات مع مسلحي تنظيم "داعش"، اليوم، وذلك بمساندة طيران التحالف الدولي، بعد أن أمس من السيطرة على منطقة دوار الجزيرة وحي المستوصف ومنطقة مدرسة الغسانية شرق المدينة.
وفي حمص قصف القوات الحكومية براجمات الصواريخ والرشاشات الثقيلة حي الوعر، ما أسفر عن وقوع اضرار مادية دون الإبلاغ عن إصابات في حين انفجرت عبوة ناسفة بسيارة أحد المسؤولين العسكريين في "حركة أحرار الشام" المدعو "أبو محمد" في بلدة تلدو في منطقة الحولة في ريف حمص الشمالي دون ورود معلومات عن إصابته.
وفي إدلب وحماة قصفت طائرات حربية صباح اليوم مناطق في بلدة اللطامنة وقرية الزكاة بريف حماة الشمالي، ما أسفر عن أضرار مادية، دون معلومات عن خسائر بشرية بينما نفذت طائرات حربية غارتين على مناطق في بلدة معرشمارين في ريف معرة النعمان الشرقي، بينما أصيب شخص من بلدة الفوعة في ريف إدلب الشمالي الشرقي، التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية أصيب بجراح جراء إطلاق نار من قبل الفصائل الإسلامية المتواجدة على أطراف البلدة.
ووقع انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون لدى مرور سيارة عسكرية تابعة لـ "جيش التحرير - الجيش الحر" على الطريق الواصل بين بلدتي حزارين ومعرة حرمة في ريف إدلب دون ورود معلومات عن إصابات، وفي دير الزور قُتل وجُرح عدد من مسلحي تنظيم داعش إثر تفجير القوات الحكومية لنفق حفره تحت مبنى يتمركز فيه مسلحو التنظيم في حي الصناعة في مدينة دير الزور بينما تحدث ناشطون عن اعتقال تنظيم داعش 4 مدنيين في مدينة الميادين في ريف دير الزور الجنوبي، بتهمة "انتحال شخصية مسلحين من التنظيم" ينتمون لـ " المكتب الأمني".
وذكر مصدر كردي إلى "العرب اليوم" أن مسلحين مجهولين اقتحموا مكتباً لـ "الحزب الديمقراطي الكردستاني - سورية "PDK-S" في بلدة معبده في ريف الحسكة الشمالي الشرقي وفجروا قنبلة بداخله ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 3 بجروح.
وفي محافظة اللاذقية قصفت القوات الحكومية بالطائرات والصواريخ بشكل مكثف مناطق في جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي، دون أنباء عن إصابات، وفي ريف دمشق قال مصدر ميداني إلى "العرب اليوم إن الجيش السوري نفذ رمايات بالمدفعية الثقيلة على الخطوط الأمامية للمجموعات المسلحة في محيط الاتستراد الدولي دمشق حمص في مزارع حرستا الشرقية بينما نفذ الطيران الحربي 6 غارات على الشيفونية ومحيطها و4 غارات على الريحان وحوش الضواهرة في الغوطة الشرقية.
ونفذ المجلس المحلي في دوما وفعاليات شعبية وقفة احتجاجية لمناشدة العالم بإيقاف "القتل والتدمير الممنهج" الذي تتبعه القوات الحكومية في داريا ومدينة حلب، وفي الغوطة الغربية استهدف الطيران المروحي عددا من المواقع في داريا بالقذائف المتفجرة بينما قصف القوات البرية بصواريخ أرض - أرض المدينة تزامنا مع محاولاتها المتكررة اقتحام المدينة حيث دارت اشتباكات عنيفة منذ ساعات الفجر الأولى في محاولة جديدة لاقتحام مدينة داريا في الغوطة الغربية تزامنًا مع قصف عنيف بكافة الأسلحة الثقيلة والصواريخ وقذائف المدفعية على الأحياء السكنية.
وألقى الطيران المروحي حتى ظهر اليوم أكثر من 20 برميلاً متفجرًا على المدينة وسط تحليق مستمر للطيران المروحي وطيران الاستطلاع وتمكنت فرق الإطفاء في الدفاع المدني من إخماد حريق نشب في إحراش البلدة نتيجة القصف.
وفي الأطراف الجنوبية لمدينة دمشق كشف فوزي حميد، رئيس المجلس المدني في مخيم اليرموك، عن اتفاق وشيك بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة السورية وتنظيم داعش بشأن فك الحصار عن مخيم اليرموك الذي يسكنه الفلسطينيون.
وقال حميد في مقابلة مع وكالة "معا" الفلسطينية إن الاتفاق يتضمن خمسة بنود أساسية وتشمل وقفا لإطلاق النار في المخيم بكافة أشكاله وتثبيته ومنع العنف في المناطق المجاورة بما فيها حي التضامن وفتح الممر الآمن بمخيم اليرموك من جهة شارع فلسطين، وتسهيل دخول المساعدات بكافة أنواعها إلى داخل المخيم عبر مركز الإعاشة وتسهيل دخول وخروج المواطنين حسب الأصول، ويشمل الاتفاق أيضا عدم اعتقال أي شخص كان، تحت أي ظرف من الظروف، وتوقع حميد أن يتم التوقيع والإعلان عن الاتفاق خلال يومين.
ويسيطر تنظيم "داعش" على نحو 80% من مساحة المخيم، فيما تسيطر جبهة النصرة على الـ 20 % المتبقية منه وأوضح حميد المتواجد داخل المخيم أن سكانه يعيشون دون كهرباء منذ بدء الحصار في السابع والعشرين من تموز/يوليو 2013، ويعتمد السكان الذين يصل عددهم إلى 12 ألف نسمة على مولدات تعمل بالوقود.
ويقول حميد إن داعش هو التنظيم الأكبر والأقوى في المخيم ويبلغ تعداد عناصره نحو 1700 شخص، والنصرة 300 شخص، إضافة إلى عائلاتهم، وبينهم فلسطينيون وسوريون، وتندلع اشتباكات بين الفينة والأخرى بين "داعش" و"النصرة" يسقط خلالها قتلى وجرحى ويحاصر الجيش السوري "داعش" و"النصرة"، فيما يحاصر "داعش" جبهة النصرة.
وتحدث مصادر معارضة عن مقتل وجرح 19 مسلحًا من تنظيم "داعش" إثر اشتباكات مع "قوات أحمد العبدو - الجيش الحر" لدى محاولة مسلحي التنظيم التقدم من محور" تلة الضبعة" و"سلسلة جبل الأفاعي" و"تلة الإشارة" في القلمون الشرقي في ريف دمشق باتجاه النقاط التي تسيطر عليها "قوات أحمد العبدو" في المنطقة، بالإضافة الى تدمير دشم تابعة للتنظيم، بالتزامن مع استهداف "قوات أحمد العبدو" لمواقع التنظيم بالقذائف الصاروخية.
وفي جنوب البلاد أعلن "المجلس العسكري الأعلى" في مدينة جاسم في ريف درعا التابع للمجموعات المسلحة في بيان له، عن رفضه المصالحة مع الجيش السوري وتوعد بالضرب "بيد من حديد" لكل من يفكر بالمصالحة، وفي هذه الأثناء سقطت 4 قذائف على تجمع لمئات المواطنين في بلدة موثبين خلال اجتماع حضره مفتي سورية بدر الدين حسون لعقد مصالحة وإطلاق سراح موقوفين ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين على الأقل.
وتحدث مصدر سوري أنه تم خلال الاجتماع "تسوية اوضاع العديد من ابناء انخل والصنمين وكفرشمس وداعل وطفس ونوى في إطار مبادرة سلام الجنوب التي اطلقتها القوات الحكومية في درعا قبل 5اشهر.
وذكر المصدر إنه تم أيضا خلال الاجتماع اطلاق سراح 10 موقوفين من مدينة انخل محالين الى المحكمة الميدانية، ووقعت اشتباكات بين مجموعات مرتبطة بتنظيم داعش من جهة و"الجيش الحر" والفصائل المتحالفة معه من جهة أخرى في محيط سد كوكب وحاجزي العلان وعين ذكر في ريف درعا الغربي.