هيلاري كلينتون

زعم الجمهوريون في لجنة بنغازي الثلاثاء أن إدارة أوباما وهيلاري كلينتون كذبوا مرارًا على الشعب الأميركي حول طبيعة وأسباب الهجمات الإرهابية 2012 في بنغازي في ليبيا حتى مع معرفتهم بأسبابها، وهاجم تقرير وزيرة الخارجية الأميركية حينها بتحول الهجوم إلى المجتمع الدبلوماسي الذي يقع تحت الحماية في الولايات المتحدة ومرفق قريب من وكالة المخابرات المركزية في قضية الانتخابات، وتتمثل الحجة المركزية للجمهوريين أن أوباما اختار خداع الأميركيين بدلًا من المخاطرة بكابوس الاعتراف بأن الإرهابيين ضربوهم في الخارج قبل أقل من شهرين من إعادة انتخاب أوباما، وذكر نائب أوهايو  وأحد أعضاء لجنة الحزب الجمهوري  جيم جوردون الإثنين إلى CNN, "إنهم ضللوا الشعب الأميركي لا يمكننا قول الحقيقة ولا يمكننا أن نتحدث عن مدى سوء الوضع الأمني ولا يمكننا التحدث عن حقيقة أن ذلك كان هجوهًا إرهابيًا، كان علينا تضليل الأميركيين لأننا كنا على بعد 8 اسابيع فقط من الانتخابات".

واتهم رئيس اللجنة النائب تري غودوي من ولاية ساوث كارولينا وغيره من الجمهوريين بالمماطلة بشأن الوثائق الهامة وشهود العيان، فيما يقول الديمقراطيون إن الهدف الرئيسي للجنة هو تقويض آمال كلينتون الرئاسية، وقتلت الهجمات الإرهابية أربعة أميركيين بينهم السفير الأميركي كريس ستيفينز، وعلى الفور ذهب البيض الأبيض إلى وضع الدوران والقى اللوم علنا في المذبحة على الاحتجاجات المحلية  بشأن لقطات فيديو معادية للإسلام على يوتيوب والتي تم إجراؤها في أميركا، وتبين أن هذا لم يكن الوضع، حيث تضمن تقرير الإثنين رسائل بريد إلكتروني وشهادة تبين أن الإدارة عرفت ذلك في حينه، وذكرت كلينتون من مرفقها في بنغازي الذي تصاعد منه الدخان أن "البعض حاول تبرير هذا السلوك الشرير كاستجابة لمواد تحريضية نشرت على الإنترنت.

ووجهت كلينتون أصابع الاتهام في مكالمة هاتفية مع الرئيس الليبي محمد المقريف إلى جماعة أنصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية باعتبارها السبب، وقالت كلينتون لمقريف, "هوجمت بعثتنا الدبلوماسية وكانت هناك معركة مستمرة والتي أفهم أن جماعة أنصار الشريعة أعلنت مسؤوليتها عنها"، كما أرسلت كلينتون رسالة إلكترونية إلى ابنتها قائلة "قتل اثنان من ضباطنا في بنغازي من قبل جماعة تشبه تنظيم القاعدة"، وأخبرت رئيس وزراء مصر بعدها بيوم "نحن نعلم أن الهجمات الإرهابية في ليبيا لا علاقة لها بالفيلم إنه هجوم مخطط له وليس احتجاج"، وخلص تقرير لجنة بنغازي إلى " لم تذكر المعلومات المباشرة من وكلاء على أرض الواقع في بنغازي أثناء الهجمات أي شيء عن الفيديو أو الاحتجاج، ووجدت الروايات طريقها إلى مكتب الأمين من خلال قنوات متعددة بسرعة"، وعلى سبيل المثال دعا ضابط من كبار العاملين في القيادة الأمنية الدبلوماسية في وزارة الخارجية دمار عام 2012 بأنه هجوم كامل على مجمع أميركي، وسأله أحد زملاؤه عما إذا كان رأى أو سمع احتجاجات قبل إطلاق النار والقصف لكنه أجاب بالنفي.

وتعرضت كلينتون للنقد من عائلات الموظفين الأميركيين الذين قُتلوا في بنغازي والذين قالوا أن كلينتون شخصيا أخبرتهم أن الحكومة تسعى للعدالة ضد صانع الفيديو، بينما أوضح التقرير الذي أصدره الديمقراطيون الإثنين أن كلينتون لم تنفي شخصيًا أي طلبات من دبلوماسيين لإضافة مزيد من الأمان في المحطة الأميركية في بنغازي، وبين الديمقراطيون أنه بعد التحقيقات التي استمرت عامين لم يمكن للجيش أن يفعل شيء مختلف هذه الليلة لإنقاذ حياة الأميركيين الأربعة الذين قتلوا في بنغازي، وأفاد التقرير أن التأخير في استجابة إدارة أوباما للهجمات القاتلة كان بسبب بطء اتخاذ القرارات ولاعتبارات سياسية.

وركزت المحادثات خلال اجتماع رفيع المستوي في البيت الأبيض بعد 3 ايام من الهجوم بحضور كبار أمناء مجلس الوزراء بما في ذلك كلينتون على كيفية تأطير الهجوم باعتباره احتجاج تم بشكل سيئ وليس على كيفية ضمان إخراج ستيفينز بشكل آمن، وأضاف التقرير "  لم يرسل شيء إلى بنغازي ولم يكن شيء في طريقه إلى ليبيا في ذلك الوقت الذي قتل فيه آخر اثنين من الأميركيين بعد 8 ساعات تقريبا من بدء الهجوم"، فيما كتب أعضاء اللجنة "مع فقد السفير ستيفينز عقد البيت الأبيض اجتماعا لمدة ساعتين في تمام الساعة 7:30 مساء والذي نتج عنه خطوات عمل ركزت على الفيديو على يوتيوب"، فيما احتوت خطوات العمل على عبارة " إذا تم أي انتشار في ليبيا" و " ليبيا يجب أن توافق على أي نشر للقوات" و " لن يتم نشر القوات حتى تأتي الأوامر بالذهاب إلى طرابلس أو بنغازي".

وأصرَّ المتحدثون باسم الإدارة في وقت لاحق أن نشر قوات رد فعل السريع المتمركزة في إيطاليا وأماكن أخرى في المدينة الساحلية الليبية يمكن أن يكون مضيعة للوقت نظرًا لقصر مُدة الهجمات، إلا أن بعض الشهود أخبروا لجنة الكونغرس أنه لا يوجد طريقة للمعرفة في البداية بعدد الساعات التي استمرها الهجوم.