مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى

اقتحمت جماعات من المستوطنين المتطرفين صباح اليوم الأحد، باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة. وقال شهود عيان: إن جنود الاحتلال "الإسرائيلي" من الوحدات الخاصة التابعة لشرطة الاحتلال رافقت المستوطنين خلال اقتحامهم لباحات الأقصى بكامل سلاحهم.وذكر الشهود، أن المستوطنين المقتحمين نفذوا جولات استفزازية في باحات المسجد، والتقطوا الصور لعدة أماكن فيه. ويأتي اقتحام المستوطنين في ظل استمرار منع شرطة الاحتلال، المتواجدة بشكل دائم على أبواب المسجد الأقصى، عددًا من النساء الفلسطينيات من دخول المسجد الأقصى للصلاة فيه. ويسعى الاحتلال  لتكريس واقع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد عبر الاقتحامات المتكررة له بشكل يومي.

وفي سياق متصل نفذت قوات الاحتلال فجر اليوم اقتحامات لمناطق مختلفة في الضفة الغربية واعتقلت مواطنين وسلمت بلاغات لآخرين. وقالت مصادر محلية ان قوات الاحتلال اقتحمت بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم واعتقلت الفتيين محمد منصور ثوابتة، وأحمد سميح طقاطقة واقتادتهما الى جهة مجهولة.

كما واقتحمت قوات الاحتلال مدينة بيت لحم ودارت مواجهات مع الشبان في مخيمي الدهيشة وعايدة ومنطقة شارع الصف. وفي الخليل اقتحمت قوات الاحتلال مخيم العروب وبلدات بيت امر وبني نعيم وداهمت عدة منازل.وفي نابلس اقتحمت قوات الاحتلال مخيم عسكر الجديد شرق نابلس وداهمت بناية لعائلة الصلاج وعاثت فيها فسادا وسلمت شابين بلاغات لمقابلة المخابرات الاسرائيلية.كما واقتحمت قوات الاحتلال مدينة البيرة واعتقلت مجد حمدان شقيق الشهيد حكمت حمدان.

وفي غزة واصلت قوات الاحتلال فرض سيطرتها الأمنية والعسكرية على شريط طولي محاذ لخط التحديد شرق مدينة رفح، ومنع أي نشاط زراعي أو عمراني في المنطقة، التي يصل عرضها إلى نحو 300 متر في عمق الأرضي الفلسطينية المحاذية للخط المذكور.

وقالت مصادر محلية، إن سيطرة الاحتلال على تلك المناطق تتعزز من خلال وجود متواصل وتمركز دائم لدبابات وجيبات عسكرية بعضها مأهول وأخرى غير مأهول، إضافة إلى نقاط عسكرية ثابتة، بحيث تشرع بإطلاق النار تجاه كل مزارع أو راعي أغنام أو حتى شخص عادي يحاول الوصول لتلك المناطق.

وقال مزارعون إن تلك المناطق التي سلبت وحاولوا استعادتها، باتت تعتبر من أخطر المناطق، وكلما يحاولون الوصول إليها يتعرضون لإطلاق النار، لذلك معظم النشاط الزراعي يتم خارجها.

وقال المزارع إبراهيم جراد، إنهم تأملوا إنهاء المنطقة العازلة وفق ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار بعد عدوان صيف 2014، وانتظروا أشهراً طويلة، ولكن للأسف ما زالت مفروضة.

 وبين أنهم سمعوا عن مشروعات ومساعدة من جهات عديدة، من بينها اللجنة الدولية للصيب الأحمر، من أجل تسهيل وصولهم لأراضيهم القريبة من خط التحديد وزراعتها ولو بمحاصيل بعلية، لا تتطلب التواجد في الأرض فترات طويلة، وهم يأملون بحدوث حراك في هذا الملف، بما يمكنهم من حرية الزراعة والعمل في كل أراضيهم دون استثناء.

 ويقول الراعي محمد الملاحي، إنه كثيراً ما كان يرى الحشائش الخضراء المنتشرة بمحاذاة خط التحديد ويتمنى لو وصل إليها، ليرعى أغنامه وسطها، لكن هذا يبقى محظورا عليه وعلى غيره من الرعاة. وأوضح أن قوات الاحتلال ومن خلال أجهزة الرصد المتطورة تدرك جيداً أنه وأمثاله من الرعاة والمزارعين أشخاص مدنيون، ولا يشكلون أي خطر، لكنهم ورغم ذلك يصرون على منع أي شخص من الاقتراب من تلك المنطقة، ويعززون فرض المنطقة العازلة.

وأكد أنه يشعر بأن إنهاء المنطقة العازلة كلياً، وعودة الأراضي لملاكها، يتطلب معجزة، فأكثر من اتفاق على إنهائها لم تلتزم به إسرائيل، وكأنها تعتبرها أراضي محتلة وخاضعة لسيطرتها. وتمتد ما يعرف بـ "المنطقة العازلة" ما بين 300-500 متر غرب خط التحديد، بمحاذاة مدن ومحافظات ومخيمات شرق القطاع، ويتم بموجبها استقطاع مئات الدونمات من أجود الأراضي الزراعية.

 وواصلت قوات الاحتلال إطلاق أكثر من منطاد تجسس فوق خط التحديد مباشرة، مهمتها مراقبة الحدود الشرقية لمحافظتي خان يونس ورفح، خاصة في محيط معبر "كرم أبو سالم. وقال شهود عيان إن هناك منطادا ثابتا لا يتم إنزاله مطلقاً، وهو يقف بشكل عمودي فوق أحد المواقع العسكرية القريبة من معبر كرم أبو سالم.

بينما ثمة مناد آخر مشابه يتم إطلاقه على فترات زمنية متقاربة فوق معبر "صوفاه"، وأحياناً يستمر وقوفه يوم أو أكثر، ومن ثم إنزاله. وتزيد المناطيد المذكورة، مضافا إليها وسائل مراقبة أخرى، بينها كاميرات مراقبة، وطائرات استطلاع تحلق فوق خط التحديد على مدار الساعة، من قدرة قوات الاحتلال على مراقبة الحدود، والحد من عمليات التسلل ومنع دخول الأشخاص للمنطقة العازلة.