مدريد - لينا عاصي
اعتقلت الشرطة الإسبانية شقيقين متهمين بالمساعدة في تمويل تنظيم "داعش"، وذلك بعد مقتل شقيقهم الثالث في المعارك إلى جانب التنظيم الارهابي في سورية. واحتجز ضباط مسلحون الشقيقين المغربيين، اللذين يتراوح عمراهما بين 33 و 32 عامًا، خلال مداهمة في قرية "أربوثياس" قرب حدود اسبانيا مع فرنسا.
وتقول الشرطة ان اثنين من الأشقاء، ثالثهم يعتقد أنه قد لقي حتفه في سورية، متهمون بارسال المال لمسؤولين داعش باستخدام هويات مزورة.
وقال المحققون أن هذه العملية تعد اولى العمليات التي توصلت الى وجود صلة مباشرة بين سكان اسبانيا وتمويل الجماعات الإرهابية.
ومن المقرر أن يواجه الشقيقان اتهامات بتمويل الإرهاب والتعاون مع منظمة إرهابية. ويعتقد أن شقيقهم الثالث الذي لقي حتفه قد سافر إلى سورية من أسبانيا بصحبة زوجته وطفليه من أجل القتال في صفوف تنظيم الدولة.
وقال الحرس المدني في بيان له "اعتقل الحرس المدني شخصين متهمين بالتخابر وتمويل داعش في مدينة غرندة." و"استخدمت الشبكة هويات وهمية لارسال اموال للمشرفين على الهيكل الاقتصادي لتنظيم "داعش" في سورية والعراق لتمويل نقل عناصرهم إلى مناطق النزاع".
"وقال: إنه التحقيق الأول في أسبانيا الذي يتوصل الى أدلة ملموسة تبين الغرض المحدد من الأموال المرسلة من إسبانيا لتسهيل عمليات تنظيم داعش الارهابي".
ويضيف متحدث باسم الحرس المدني: "إن الشخصين المعتقلين هم شقيقان مغربيان تتراوح أعمارهم بين 33 و 32 ويقيمان في غرندة." واشار الى أن "وفاة أخيهم، الذي انتقل إلى منطقة النزاع مع زوجته وطفليه للانضمام إلى صفوف التنظيم الارهابي، لم تمعنهم من مواصلة أنشطتهم".
تم نقل الشقيقان إلى المحكمة الوطنية في مدريد حيث كان من المقرر أن يمثلا أمام المحكمة في جلسة استماع خاصة. ومن المتوقع أن يتم حبسهما احتياطياً على ذمة التحقيق الذي يتم اجراؤه حالياً.
يذكر ان اسبانيا في حالة تأهب قصوى لمكافحة الإرهاب في ظل مستوى تهديد رابع من أصل خمسة منذ يونيو/حزيران الماضي. والمستوى الخامس هو "عالٍ جدا" وينطوي على حشد القوات المسلحة لضمان الامن في الشوارع وفي مواقع استراتيجية، أو حتى السيطرة على المجال الجوي الاسباني. وتضع وزارة الداخلية مستوى التأهب لمكافحة الارهاب بعد مناقشات مع خبراء في مكافحة مكافحة الإرهاب تشمل الشرطة وممثلي الحرس المدني وممثلين عن المركز الوطني للاستخبارات ومركز الاستخبارات ضد الإرهاب.
وكان المحققون قد كشفوا في وقت سابق من هذا الشهر أن واحدًا من ثلاثة إرهابيين مشتبه بهم قد تم اعتقالهما في اسبانيا بتهمة تشكيل خلايا جاهزة ومستعدة لتنفيذ هجمات. المحققان فرناندو ريناريس وكارولا غارسيا كالفو قد كشفا اثناء تفحص ملفات 150 جهاديا تم اعتقالهم بواسطة السلطات الإسبانية بين عامي 2013 ومايو/ايار من هذا العام أن 86 في المائة من المعتقلين ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية. وكشف المحققون أيضا أن 94 في المائة قد شاركوا بانشطة مرتبطة بتنظيم الدولة الإرهاب، مع بقاء 6 في المائة فقط تصرفوا كما يسمى "الذئاب المنفردة". وتعهد جهاديو تنظيم "داعش" باستمرار الاعمال الارهابية في اسبانيا كجزء من حملة لاستعادة البلاد للإسلام.
ويقول توم ويلسون، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في جمعية هنري جاكسون، أن إسبانيا واماكن العطلات بها تعد اهداف محتملة للإرهابيين.
ويضيف أن 'المتطرفين الإسلاميين، مثل الموجودين في تنظيم الدولة الإسلامية، يرون أي أراضي غزاها الاسلام ولو لمرة واحدة من قبل بأنها لقمة سائغة إذا جاز التعبير." وهذا ينطبق على اسبانيا، التي غالبا ما ينظر إليها من قبل الإسلاميين على أنها تمثل اعلى نقطة وصل اليها الفتح الإسلامي في أوروبا".