دمشق – خليل حسين
تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة على جبهات الليرمون والكاستيلو والملاح على مدخل مدينة حلب الشمالي، فيما اقتحم مسلحون ملثمون، صباح اليوم، "محكمة الكوبرا" التابعة لـ"جبهة النصرة" وفكوا أسر ضباط وجنود من الجيش السوري النظامي.
وواصلت القوات الحكومية هجومها الواسع على مواقع وتجمعات فصائل المعارضة المسلحة شمالي مدينة حلب شمالي سورية، وسيطرت على كراج الليرمون عصر اليوم الثلاثاء،وسيطرت على المزيد من المواقع الاستراتيجية، لتتمكن من إحكام حصارها البري على الأحياء الشرقية لللمدينة، وسط قصف جوي للطيران الحربي الروسي على المنطقة.
وأكدت مصادر ميدانية معارضة أن " قوات النظام المدعومة بمجموعات ضخمة من "لواء الفاطميين" الإيراني الموالي لها واصلت تقدمها شمالي مدينة حلب وتمكنت من إطباق الحصار على "حي بني زيد" المعقل الأكبر لمقاتلي المعارضة، بعد أن سيطرت على عشرات الكتل البنائية المحيطة في الحي المذكور وأهمها السيطرة على مجمع (مول ماركتنا) بعد معارك طاحنة دارت بين الجانبين".
وأضافت المصادر أن " القوات النظامية سيطرت أيضاً على منطقة كراج الليرمون بالكامل والذي يعتبر أهم عقدة مواصلات بين حلب وريفها الشمالي بعد معارك طاحنة دارت بينها وبين مقاتلي فتح حلب والفرقة 16 مشاة تكبد خلالها الجانبان خسائر بشرية وعسكرية كبيرة، فيما ترافقت المعارك مع غارات جوية على محيط كراجات الليرمون ومعامل الشقيف وعين التل ودوار الجندول، وسط استمرار المعارك بين الجانبين.
وبسيطرة القوات النظامية على كراجات الليرمون تكون قد كشفت طريق الكاستيلو بشكل شبه كامل وقطعت جميع الطرق الواصلة بين مدينة حلب وريفها الشمالي والغربي. وقال مصدر عسكري سوري ان القوات الحكومية و بالتعاون مع القوى الرديفة حققت إنجازا عسكريا جديدا في منطقة الكاستيلو شمالي مدينة حلب حيث سيطرت على مسبح ومنتجع الكاستيلو وكراجات الليرمون.
وذكر مصدر عسكري في تصريح صحافي أن وحدات من الجيش نفذت خلال الساعات الماضية عمليات نوعية “أحكمت خلالها السيطرة على عدة كتل من الأبنية السكنية وعلى كراجات الانطلاق على اتجاه الليرمون-الخالدية بعد تكبيد المجموعات الإرهابية خسائر بالأفراد والعتاد. وبين المصدر أن وحدات الجيش “أصبحت تشرف بشكل مباشر على طريق الكاستيلو في حين قطعت طريق الليرمون -الكاستيلو- دوار الجندول، مشيرا إلى أن الوحدات تتابع عملياتها في ملاحقة فلول المجموعات الارهابية بريف حلب الشمالي.
وقامت وحدات من الجيش السوري بعد السيطرة على تلك المواقع بتثبيت نقاطها العسكرية وإقامة السواتر الترابية على طريق الكاستيلو لتكون بذلك أشرفت على كامل الطريق وضيقت الخناق على المجموعات الإرهابية بعد أن قطعت طرق امدادها الممتدة من الليرمون فالكاستيلو وصولا إلى دوار الجندول.
وكانت وحدات من الجيش استعادت أمس السيطرة على 33 كتلة بناء ومعمل فى منطقة الليرمون بعد القضاء على عدد من الإرهابيين في حين فر العشرات منهم باتجاه الحدود التركية. ودعت القيادة العامة للجيش السوري اهالي الأحياء الشرقية لمدينة حلب إلى الانضمام للمصالحات الوطنية وطرد المرتزقة الغرباء وحددت ممرات آمنة للمواطنين وأماكن إقامة مؤقتة لمن يرغب بالخروج مؤكدة حرصها على تأمين جميع المتطلبات المعيشية للمواطنين الذين يخرجون من المنطقة.
وفي محافظة حماة فشل الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني، اليوم الثلاثاء، في محاولتهما للتقدم باتجاه بلدتي الزارة وحربنفسة في ريف حماة الجنوبي، وسط سورية، بعد تصدي فصائل المعارضة لها والتي بدورها ردت على المحاولة بإخراج محطة الزارة الحرارية عن الخدمة.
ونقلت مصادر اعلامية معارضة ان " القوات النظامية ومنذ ساعات الصباح الأولى بدأت بحملة عسكرية شرسة لاستعادة بلدتي الزارة وحربنفسة من أيدي مقاتلي المعارضة بمساندة جوية روسية كثيفة، حيث بدأت بعشرات الغارات الجوية من الطائرات الروسية استهدفت البلدتين لتندلع بعد ذلك اشتباكات عنيفة عقب محاولة قوات النظام التقدم ".
واضافت المصادر ان" محاولة القوات النظامية وميليشيا الدفاع الوطني للتقدم باتجاه البلدتين كانت من عدة محاور أهمها محور المحطة الحرارية ومحور قرية جدرين الموالية ومحور المداجن، حيث دارت اشتباكات استخدم فيها الطرفان الأسلحة الثقيلة والمتوسطة واستمرت عدة ساعات انتهت بانسحاب قوات النظام إلى مراكزها الدفاعية محملة بعشرات القتلى والجرحى".
ونقلت المصادر "أنه كرد فعل من قبل فصائل المعارضة المسلحة هناك على محاولة قوات النظام التقدم باتجاه البلدتين، قامت باستهداف المحطة الحرارية لبلدة الزارة بقذائف الدبابات وصواريخ الغراد ما أدى لإصابتها إصابة مباشرة وخروجها عن الخدمة، الأمر الذي أدى لانقطاع التيار الكهربائي عن الشمال السوري باعتراف الصفحات الموالية ناكرين استهدافها من قبل فصائل المعارضة مؤكدين أن توقفها عن العمل جاء لعطل فني فقط.
تجدر الإشارة إلى أن محطة الزارة الحرارية في ريف حماة الجنوبي من أكبر المحطات الحرارية في سوريا وأكثرها تطوراً وتشرف على إدارتها شركة صينية وعليها تعتمد معظم المحطات الحرارية في الشمال السوري لتأمين التيار الكهربائي وتستعملها فصائل المعارضة في ريف حماة الجنوبي كورقة ضغط على قوات النظام في حال صعدت من حملتها العسكرية على المدنيين عن طريق استهدافها بقذائف المدفعية والصواريخ.
وفي حمص جددت الطائرات الروسية غاراتها الجوية على ريف حمص الشمالي اليوم الثلاثاء، ما أدى لوقوع عدد من الجرحى فيما ردت فصائل المعارضة على تلك الغارات بقصف مواقع لقوات النظام. واستهدفت الطائرات مدينة الرستن بعدة غارات جوية ما أدى الى سقوط أكثر من عشرة جرحى بينهم أطفال ونساء، كما طالت الغارات كلًا من بلدتي ديرفول وعز الدين ما أوقع عدداً أخر من الجرحى، ثم واصلت غاراتها الجوية حيث استهدفت مدينة الحولة بغارات مشابهة أدت لوقوع ثلاثة جرحى بالإضافة لاستهداف بلدة برج قاعي في ريف الحولة أسفرت عن سقوط عدد من الجرحى تم نقلهم إلى مشافي مدينة الحولة لتلقي العلاج.
ونقل ناشطون اعلاميون من ريف حمص أن " الطائرات الروسية عادت لإكمال غاراتها على ريف حمص ظهر اليوم، حيث استهدفت بلدة الفرحانية بست غارات جوية مستخدمة الصواريخ الفراغية ما أدى الى سقوط 9 جرحى في صفوف المدنيين ، وان الغارات ترافقت مع اشتباكات عنيفة جرت بين فصائل المعارضة من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى، على جبهات مدينة تلبيسة الغربية والشمالية، كما قامت الأخيرة باستهداف مواقع قوات النظام في القرى الموالية كأكراداسنية وجبورين بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا رداً على الغارات الجوية.
هذا وقامت الطائرات الحربية الروسية باستهداف منطقة البويب الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في ريف حمص الشرقي بعدة غارات جوية دون ورود أنباء عن سقوط ضحايا في صفوف المدنيين. ودمر سلاح الجو في الجيش السوري منصة إطلاق قذائف صاروخية وآليات لإرهابيي تنظيم “داعش” المدرج على لائحة الإرهاب الدولية في طلعات على تجمعاتهم ومحاور تحركهم في الريف الشرقي لمحافظتي حمص وحماة.
وأفاد مصدر عسكري في تصريح صحافي بأن الطيران الحربي السوري “نفذ غارات على نقطة محصنة ومحاور تحرك آليات لإرهابيي تنظيم “داعش” في قرية عنق الهوى ووادي الماسك ” بناحية جب الجراح نحو 80 كم شرق مدينة حمص. وبين المصدر أن الغارات أسفرت عن “تدمير منصات اطلاق صواريخ وآليات بعضها محمل بالإرهابيين ومزود برشاشات متنوعة.
وقالت مصادر ميدانية في الجيش السوري بأن وحدة من الجيش “نفذت رمايات دقيقة على بؤرة لإرهابيي تنظيم “جبهة النصرة” في مدينة الرستن شمال مدينة حمص بنحو 20 كم أسفرت عن مقتل أحد متزعمي التنظيم المدعو “أمين سمير الرز” الملقب بـ “أبي مالك” مع مجموعته المكونة من 8 إرهابيين.
وفي ريف حماة الشرقي أشار المصدر إلى أن غارات سلاح الجو على تحصينات وتجمعات لإرهابيي التنظيم التكفيري “شمال مفرق قرية عقيربات وشمال قرية المفكر وشرقها” أسفرت عن “تدمير آليات بعضها مزود برشاشات والقضاء على عدد من الإرهابيين.
وفي محافظة درعا اقتحم مسلحون ملثمون، صباح اليوم، "محكمة الكوبرا" التابعة لجبهة النصرة المعارضة في بلدة صيدا بريف درعا الشرقي، وفكوا أسر ستة ضباط وسبعة جنود من الجيش السوري النظامي، كانوا معتقلين لدى المحكمة منذ أسرهم خلال إحدى المعارك بريف درعا الغربي قبل حوالي عام. وأوضح مصدر عسكري من المعارضة السورية في تصريح صحافي أن " المسلحين دخلوا البوابة الرئيسية للمحكمة بعد إطلاق الرصاص على حارسين من الجبهة وقتلهما، ثم اقتحموا مبنى المحكمة وقتلوا جميع العناصر المتواجدين فيه، ليفتحوا بعدها أبواب السجن ويهربوا الضباط والجنود في سيارة دفع رباعي كبيرة، إلى مدينة إزرع الخاضعة لسيطرة القوات النظامية بريف درعا الشمالي.
وأثار تهريب الضباط والجنود النظاميين من سجن النصرة "ضجة" إعلامية وجدلا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، في حين رجّح ناشطون إعلاميون معارضون في تصريحات صحافية وجود خلايا مرتبطة بالجيش النظامي في صفوف النصرة وفصائل معارضة أخرى، قد تكون نفّذت عملية تهريب الأسرى وتأمينهم إلى مناطق سيطرة القوات النظامية شمال درعا، من دون أن تعترضهم المعارضة في الطريق.
إلى ذلك، نشرت صفحات موالية للنظام في موقع التواصل الاجتماعي أسماء ثلاثة ضباط، وثلاثة صف ضباط، وستة مجندين، وصورا تظهر نحو 15 رجلا، بعضهم يرتدي زيا عسكريا ورتب ضباط، وبعضهم بشعر ولحى طويلة، قالت إنها للضباط والجنود الذين فروا من سجن النصرة.
يذكر أن جبهة النصرة، التي لم تعلق على هرب الأسرى حتى اللحظة، وكانت قد تعهّدت بتبييض سجونها في محافظة درعا، بعد التزامها ضمن محكمة دار العدل المعارضة والتي تضم معظم فصائل المعارضة بدرعا، لتسلم في حزيران الفائت مجموعة من المعتقلين لديها لدار العدل، بعد مطالبة عائلاتهم الجبهة، بتوضيح مصير أبنائهم في سجونها.
وذكر المصدر أن وحدة من الجيش والقوات المسلحة “قضت صباح اليوم بعد رصد ومتابعة على كامل أفراد مجموعة من إرهابيي تنظيم “جبهة النصرة” ودمرت لهم أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم في منطقة مقص الحجر شمال شرق بلدة اليادودة” غرب مدينة درعا بنحو 5 كم. وبين المصدر أن وحدة من الجيش نفذت رمايات دقيقة على أوكار إرهابيي تنظيم “جبهة النصرة” في قرية جمرين شرق مدينة درعا بنحو 43 كم أدت إلى “القضاء على عدد منهم وتدمير ما بحوزتهم من أسلحة وذخيرة”.
ولفت إلى أن عمليات الجيش طالت تحركات إرهابيي تنظيم “جبهة النصرة” في مناطق انتشارهم داخل بعض أحياء المدينة و “أسفرت عن تدمير آلية على طريق الأرصاد الجوية ونقطة محصنة جنوب شرق خزان الكرك ومقر قيادة وآليات في حي الأربعين”.
وأشار المصدر إلى أن وحدة من الجيش نفذت عمليات دقيقة ضد تجمعات وبؤر لإرهابيي تنظيم “جبهة النصرة” ما أسفر عن تدمير مقر لإرهابيي التنظيم وأحد تجمعاته شرق ساحة بصرى بدرعا المحطة.