بغداد - نهال قباني
تحررت مدينة الفلوجة العراقية المحاصرة بالكامل من سيطرة تنظيم "داعش"، بعد شهر طويل مر على المدينة بسبب المعركة الدامية مع القوات العراقية، التي بدأت بتطهير الأشراك الخداعية القاتلة التي زرعها المتطرفون، وقال رئيس قوات مكافحة "الإرهاب" في العملية، العميد عبد الوهاب السعدي، إن القوات العراقية دخلت حي الجولان في الشمالي الغربي، التي كانت آخر منطقة في الفلوجة باقية تحت سيطرة "داعش"، فتم تنفيذ العملية العسكرية وتم "تحرير المدينة بالكامل".
ومن المتوقع الآن أن تبدأ القوات العراقية في إزالة القنابل من الشوارع والمباني في المدينة، فضلًا عن شبكة من الأشراك الخداعية التي وضعها التنظيم في بعض الأماكن، وحظى الجيش العراقي في معركته بدعم الضربات الجوية لقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة والقوات شبه العسكرية، ومعظمهم من الميليشيات الشيعية.
وقال السعدي للتليفزيون الحكومي، وهو محاط بضباط وجنود الجيش: "من وسط حي جولان نهنئ الشعب العراقي والقائد العام، ونعلن أن حرب الفلوجة قد انتهت".
وكان بعض الجنود يطلقون النار في الهواء وهم يهتفون ويلوحون بالعلم العراقي.
ويأتي هذا الإعلان بعد أكثر من أسبوع من إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي النصر في الفلوجة بعد تقدم القوات العراقية في وسط المدينة وسيطرتها على المجمع الحكومي.
وفي الوقت الذي تعهد العبادي بإزالة الجيوب المتبقية لمقاتلي "داعش" في غضون ساعات، استمرت الاشتباكات العنيفة على الحافتين الشمالية والغربية في المدينة لعدة أيام. وأدت العملية إلى نزوح الآلاف من العائلات، وإنشاء الحكومة لمخيمات لا حصر لها للنازحين وجماعات المعونات.
ووفقا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين، فر أكثر من 85 ألف شخص من الفلوجة والمناطق المحيطة بها منذ بدء الهجوم.
وعلى غرار باقي وكالات الإغاثة، حذرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من الظروف القاسية والصعبة في المخيمات، حيث درجات الحرارة المرتفعة إلي ما يزيد عن 40 درجة مئوية و قلة أعداد الأماكن، داعية إلى مزيد من الأموال لتلبية الاحتياجات المتزايدة من النازحين.
وكانت الفلوجة التي تقع في محافظة الانبار على بعد حوالي 40 ميلا إلى الغرب من بغداد، أول مدينة تقع في يد "داعش" في يناير 2014.
كما كانت الفلوجة أيضا مسرحا لبعض من أعنف القتال في المناطق الحضرية مع القوات الأمريكية خلال التمرد السابق لعناصر تنظيم "القاعدة".
وفي عام ، 2004 توفي أكثر من 100 جندي أمريكي، وأصيب نحو ألف آخرون بجروح خلال قتال مسلحين في معارك من منزل إلى منزل.
ولا يزال متشددو "داعش" يسيطرون على مناطق كبيرة في شمال وغرب العراق، بما فيها ثاني أكبر مدينة في البلاد من الموصل.
و أعلن تنظيم "داعش" الخلافة الإسلامية في الأراضي التي تسيطر عليها في العراق وسوريا، في ضوء قوتها المتنامية التي مكنتها من السيطرة على ما يقرب من ثلث كل بلد على حده.
وبشكل عام، فر أكثر من 3,3 مليون عراقي من ديارهم منذ اجتاحت "داعش" شمال وغرب العراق في صيف عام 2014، وفقا لأرقام الأمم المتحدة، فضلا عن نزوح أكثر من 40% من محافظة الأنبار.