غزة – محمد حبيب
اندلعت مواجهات عنيفة بين المواطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي مساء الجمعة في مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة أثناء محاولة جنود الاحتلال لقمع المسيرات الأسبوعية المنددة بجدار الضم العنصري واستمرار بناء المستوطنات في أراضي المواطنين في الضفة الغربية المحتلة، وقد شارك المئات من المواطنين ونشطاء أجانب في مسيرات حاشدة جابت شوارع وقرى الضفة المحتلة للمطالبة بهدم جدار الضم العنصري ووقف الاستيطان الإسرائيلي، ففي مسيرة بلعين غرب رام الله تظاهر عشرات المواطنين، ضمن المسيرة السلمية الأسبوعية المناهضة للاستيطان ومصادرة الأراضي، الجمعة.
وخرجت المسيرة، بعد أداء صلاة الظهر على الأراضي المصادرة، حيث رفع المتظاهرون العلم الفلسطيني، وصور الشهيد الطفل محمود بدران، الذي أعدمه جنود الاحتلال الإسرائيلي قبل عدة أيام قرب قرية بيت لقيا غرب رام الله، وبعد أن حاول جنود الاحتلال قمع المسيرة السلمية اندلعت مواجهات مع المشاركين فيا لمسيرة فيما لم يبلغ عن وقوع إصابات أو اعتقالات في صفوف المتظاهرين، أما في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية فقد قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسيرة السلمية الأسبوعية المناهضة للاستيطان، والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 13 عاما لصالح مستوطني مستوطنة "قدوميم" المقامة على أراضي القرية، الجمعة.
وأكد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي إن مواجهات اندلعت بين المتظاهرين وجنود الاحتلال الذين استخدموا الرصاص الحي والأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط وقنابل الصوت، دون أن تسجل إصابات في صفوف المتظاهرين، ومسيرة الجمعة هي الأخيرة في العام الخامس منذ انطلاق المسيرات الشعبية السلمية في القرية، حيث انطلقت في الأول من شهر تموز من العام 2011 احتجاجا على استمرار سلطات الاحتلال إغلاق شارع القرية الرئيسي منذ عام 2003، وفي القدس المحتلة أكد مدير عام دائرة الأوقاف الاسلامية والمسجد الاقصى الشيخ عزام الخطيب التميمي مشاركة أكثر من 250 ألف مواطن من عموم الوطن الفلسطيني لصلاة الجمعة الثالثة بشهر رمضان الفضيل برحاب المسجد الاقصى المبارك، وقال التميمي: إن المسجد الأقصى كان وما زال البوصلة التي تجمع الفلسطينيين والعرب والمسلمين، ونتمنى أن يزداد عدد الوافدين إليه في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان "ليلة القدر" وسائر أيام رمضان، مؤكداً أن هذه الجموع دليل أكيد على أن الأقصى مسجد اسلامي خالص وللمسلمين فقط.
وشرع آلاف الفلسطينيين منذ ساعات الليلة الماضية وفجر وصباح الجمعة بالتدفق على مدينة القدس المحتلة، واختراق بوابات البلدة القديمة للوصول إلى المسجد المبارك، في جو مشمس وشديد الحرارة، ووسط اجراءات احتلالية مشددة في المدينة وبلدتها القديمة ومحيط الأقصى، فيما تمكن نحو 300 مواطن من قطاع غزة من مغادرته معبر بيت حانون إيرز لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك.
ونجح عدد من الشبان باجتياز مقاطع من جدار الضم والتوسع العنصري وأسلاك شائكة للوصول إلى القدس والاقصى، فيما أعلنت مصادر عبرية عن اعتقال فتى فلسطيني في أحد الحواجز المحيطة بالقدس بعد أن تنكر بزي سيدة من أجل دخول القدس والصلاة بالمسجد الاقصى، فيما عملت لجانا متعددة تابعة للأوقاف وغيرها كخلايا نحل منتظمة في المسجد، وتولت عناصر الكشافة المقدسية تنظيم المصلين، وإرشاد النساء إلى مسجد قبة الصخرة وصحنها وباحاتها، وبعض الأروقة والساحات الخارجية، في حين تم تخصيص سائر المصليات واللواوين والساحات للرجال، علماً أن الأوقاف كانت نصبت عشرات المظلات الضخمة والعرائش الواقية من حرارة الشمس.
وتولت طواقم تابعة للأوقاف التخفيف من حرارة الشمس على المصلين برش المياه في معظم الساحات.وفي الوقت نفسه، انشغلت طواقم طبية وأخرى تابعة للجان اسعافٍ أولية وصحية بتقديم العلاج والاسعاف للمصلين المرضى، خاصة من ضربات الشمس، وتم نقل العشرات منهم إلى عيادات الأوقاف الثابتة داخل الأقصى، وأخرى ميدانية تابعة للجان العمل الصحي والطبي والإسعاف الأولي، وأعلنت قوات الاحتلال الليلة الماضية عن إجراءاتها المشددة في القدس عشية الجمعة الثالثة، ونشرت الآلاف من عناصرها في المدينة ووسطها وعلى مداخل القدس القديمة، وسيّرت دوريات راجلة ومحمولة وخيالة في شوارع وطرقات المدينة، فيما نشرت دوريات راجلة في شوارع وطرقات وأسواق القدس التاريخية المفضية الى المسجد الاقصى.