غزة – محمد حبيب
أكد رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، اليوم الأربعاء، أن السلطة الفلسطينية والحكومة لن تسمحان لأي كان مهما كان موقعه أو علت وظيفته بأخذ القانون باليد.
وأضاف الحمد الله: "تَنصَبُ جهودُنا على تَعزيزِ صُمودِ المواطنين وتوفير مقومات بقائهم وثباتهم في أرض وطنهم، ولهذا فإننا نحث الخطى لبسط القانون وتكريس سيادته واجتثاث الفوضى والفلتان والجريمة.
وأكد أن القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها سيادة الرئيس الأخ محمود عباس، والحكومة عازمة وماضية في ملاحقة الخارجين عن القانون والمجرمين لضمان تسلميهم للعدالة وتقويض أية محاولات للعبث بحياة وأمن الوطن والمواطن".
جاء ذلك خلال كلمته في احتفالية الهام فلسطين في الدورة السادسة بحضور وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم، ووزير الصحة جواد عواد، ورئيس ديوان الرقابة المالية والإدارية إياد التيم، ورئيس جامعة خضوري مروان عورتاني، وأعضاء مجلس شركاء الهام فلسطين وعدد من الشخصيات الرسمية والوطنية وحشد من طلبة المدارس.
وأضاف رئيس الوزراء: "لن نسمح لأي كان، مهما كان موقعه أو علت وظيفته، بأخذ القانون باليد، ففي ذلك اعتداء على القانون نفسه وعلى من يمثلونه، بل هو عمل شاذ، وانتهاك صارخ للقيم والمبادئ التي نشأَ عليها مجتمعنا الفلسطينيّ وحافظ عليها، وقد تشكلت لجنة تحقيق، برئاسة وزير العدل وعضوية النيابة العسكرية، والنيابة العامة، بخصوص الأحداث التي وقعتْ في نابلس، وعلى ضوئها، سيتم محاسبة المسؤولين عن الاعتداء على حياة وأمن المواطن والإخلال بالنظام العام، وبما يشمل أفراد المؤسسة الأمنية".
وتابع الحمد الله: "وفي مسارٍ متوازٍ، ولتحسين واقع حياة أبناء شعبنا، فإننا ملتزمون بإجراء الإنتخابات المحليةِ في موعدها المقرر في الثامن من تشرين أول في غزة كما في الضفة الغربيةِ، بما فيها القدس.
فهذا استحقاق وطني ومجتمعي، ومدخل أساسي لتكريس حكم محلي كفء متجدد، تتمكن مجالسه وهيئاته من المزيد من النهوض بحاجات شعبنا ورعاية مصالحه بروح الديمقراطيةِ والنزاهة والتجدد".
واستطرد رئيس الوزراء: "نحتفل معكم اليوم بمبادرات نوعية ومتميزة نثبت من خلالها قدرة شعبنا على العطاء والإبداع وضخ الريادية والابتكار، ولكم جميعًا انقل تحيات سيادة الرئيس محمود عباس الذي يشد على ايادي جميع المبادرين والمبدعين الذين يشاركون في ورشة عمل وطنية كبرى لتحفيز الابداع وتشجيع روح المبادرة لدى اطفال وشباب فلسطين وخلق بيئة تعليمية متطورة ومحفزة وجاذبة".
وقال الحمد الله: "لقد نشأت الهام فلسطين لتكون مبادرة رائدة لتطوير البيئة التعليمية والتربوية وتستقطب حولها الكثير من الشراكات الوطنية الفاعلة لتشكل اليوم نواة مهمة في الثقافة التربوية وجزءًا من خططنا الوطنية لتطوير جودة ونوعية التعليم حيث تم تتويجها وتوطينها واستثمارها للنهوض بمنظومة التربية والتعليم في بلادنا ودفعها نحو التجدد والتغيير والتطور".
واستطرد رئيس الوزراء: "تنفيذًا لقرار سيادة الرئيس وترجمة لحرصنا على استمرار الحوار مع مكونات العملية التعليمية ولضمان استقرار التعليم وتجنيبه أي تعطيل أو عقبات وقعنا مع الاتحاد العام للمعلمين قبل أسبوعين اتفاقية تكفل حقوق جميع العاملين في سلك التربية والتعليم بما فيها الإداريين".
وأوضح الحمد الله: "نجتمع في وقت لا يزال فيه الاحتلال الاسرائيلي جاثمًا على أرضنا ولا تزال الحكومة الاسرائيلية تبث التحريض والتطرف وتوسع في استيطانها وسرقتها للارض والموارد وتفرض مخططات التهجير القسري خصوصًا في المناطق المسماة ج وتهدم فيها البيوت والمنشات والمدارس، فقد هدمت قوات الاحتلال هذا العام مدرسة في خربة طانا وأخرى في تجمع أبو النوار هذا بالإضافة إلى إخطارات بهدم أكثر من ثلاثين مدرسة في الضفة الغربية بما فيها مدرسة الخان الأحمر التي يرتادها أكثر من مائة وخمسين طالبة وطالبًا من خمسة تجمعات بدوية شرق القدس المحتلة".
وأردف رئيس الوزراء: "يأتي هذا كله في وقت يتواصل في اضراب اسرى الحرية في سجون ومعتقلات الاحتلال، وفي مقدمتهم الأسير البطل بلال كايد المضرب عن الطعام منذ أكثر من سبعين يومًا والأسيران الشقيقان محمد ومحمود بلبول والأسيران مالك القاضي وعياد الهريمي، وإذ نحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى المضربين عن الطعام والمرضى، فإننا ندعو دول العالم التي تحترم مسؤولياتها القانونية والاخلاقية الى وضع حد للاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على حقوق وارض وحياة شعبنا".
وأضاف الحمد الله: "في وسط هذا الواقع المتفاقم تأتي "الهام فلسطين" لتلتقط عددًا كبيرًا من المبادرات والأفكار الناجحة التي تلتحق في ركبها سنويًا لتمد شعبنا بالمزيد من الطاقة والحيوية وتساهم في انتشال أطفالنا من الاحباط والبؤس وتستنهض التعليم وتحفز المعلمين والمربيين على المبادرة والابتكار".
وتوجه رئيس الوزراء بكل التقدير من مجلس شركاء الهام فلسطين والى لجنتها التوجيهية وكل فريق الهام ومنسقيها في المديريات والمناطق التعليمية وشركائها على صنع هذه المبادرة وتوسيعها وتتويج الإبداع والريادية، شاكرًا أيضًا لجان التقييم التي اختارت بشفافية ومسؤولية المبادرات التي تستحق التكريم والتأهل.