القدس – علياء بدر
شيّع مواطنون فلسطينيون فجر الأربعاء جثمان القتيل عبد المالك أبو خروب (19 عامًا)، في مقبرة المجاهدين، في القدس، بعد احتجازه لدى سلطات الاحتلال الاسرائيلي لمدة 5 أشهر، وأغلقت سلطات الاحتلال مداخل شارع صلاح الدين، وعززّت من تواجد عناصرها في محيط مقبرة المجاهدين، وعند محاور الطرقات، فيما منعت الصحافيين والمواطنين من التواجد في المكان، بالتزامن مع تسليم ودفن جثمان القتيل أبو خروب .
وأفادت مصادر أن شرطة الاحتلال قامت باعتلاء أسطح البنايات المطلة على مقبرة المجاهدين، فيما قامت المخابرات بتفقد قبر الشهيد قبل تسليمه لذويه، وأوضح محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين محمد محمود أن السلطات الإسرائيلية سلمت جثمان القتيل أبو خروب، إلى عائلته، في وجود 25 شخصًا فقط، عند مقبرة المجاهدين في القدس، وقامت العائلة بتكفينه والصلاة عليه قبل موارته الثرى في المقبرة، لافتًا أن المخابرات فرضت على عائلة القتيل دفع 20 ألف شيكل لضمان تنفيذ شروط التسليم.
وأضاف المحامي محمود أن عائلة أبو خروب التزمت بالشروط المفروضة، وكان الجثمان في حالة جيدة، آملاً أن يتم تسليم بقية الجثامين خلال الفترة المقبلة.
وأضاف المحامي محمود أن المفاوضات مع المخابرات الإسرائيلية مستمرة لتسليم جثامين بقية القتلى المحتجزة جثامينهم، أما عائلة القتيل وبعد انتهاء دفنه، رفضت إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام بأمر من السلطات الإسرائيلية، وارتقى أبو خروب بتاريخ 9-3-2016، في منطقة باب الجديد- أحد أبواب القدس القديمة-، مع القتيل محمد الكالوتي.
من جهته أوضح مدير نادي الأسير في القدس ناصر قوس الذي تواجد خلال تسليم ودفن أبو خروب في منطقة باب الساهرة- أن سلطات الاحتلال لم تسمح سوى لـ25 شخصًا من عائلة أبو خروب من الدخول إلى المقبرة، فيما منعت آخرين من توديعه والمشاركة في تشيّع جثمانه، وقال قوس:" إن تحديد أعداد المشيعين شروط قاسية تفرض على عائلات القتلى في القدس، لمعاقبتهم."
وأضاف قوس إن عائلة الشهيد أبو خروب، رفضت إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام، بأمر من المخابرات الاسرائيلية التي هددت بعدم تسليم الجثامين في حال الحديث مع الاعلام، وقال:" إن ذلك يضاف إلى سلسلة القيود التي تفرض على عائلات القتلى المقدسيين"، ولفت قوس أن سلطات الاحتلال قامت بتصوير المتواجدين في منطقة باب الساهرة خلال تشيّع جثمان أبو خروب، في محاولة لإرهابهم وتخويفهم، لافتًا أن القوات انتشرت بكثافة في المنطقة وفرضت قيودها على حركة السكان ومنعت المركبات من دخول شوارع عدة .
وتواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين 4 قتلى مقدسيين، أقدمهم القتيل ثائر أبو غزالة وبهاء عليان في شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي، وعبد المحسن حسونة والذي قُتِل في شهر كانون أول الماضي، ومحمد أبو خلف والذي قُتِل في شهر شباط الماضي، وكان المستشار القضائي للحكومة قد عارض الأسبوع الماضي، سياسة احتجاز جثامين القتلى الفلسطينيين، وطالب بدراسة كل قتيل بشكل منفرد، لتسليمه لعائلته.