القوات الإسرائيلية

وسّعت القوات الإسرائيلية عمليات البحث عن منفّذي الهجوم الذي قُتل فيه جندي إسرائيلي، يوم الأربعاء، بالقرب من بيت لحم جنوب الضفة الغربية.

ودخلت عمليات الجيش و”الشاباك” أمس السبت، يومها الثالث، باعتقال 4 فلسطينيين بينهم سيدة في محاولة للوصول إلى منفذي الهجوم.

كانت إسرائيل قد أطلقت، الخميس، حملة ملاحقة ضخمة في الضفة الغربية بحثًا عن منفّذي عملية قتل الجندي الإسرائيلي، دفير سوريك (19 عامًا) الذي عُثر على جثته بين بيت لحم والخليل جنوب الضفة الغربية، بالقرب من كتلة غوش عتصيون الاستيطانية.

ودفع الجيش الإسرائيلي بالمزيد من جنود المشاة إلى الضفة وراح يصادر كاميرات مراقبة في محيط موقع تنفيذ العملية، ونفّذ عمليات دهم وتفتيش واسعة، وأجرى تحقيقات، واعتقل فلسطينيين، في محاولة للوصول إلى أي تفاصيل يمكن أن تقوده إلى منفذي الهجوم الذين توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالوصول إليهم ومحاسبتهم.

وبدت مهمة الجيش معقدة، ذلك أن الجندي اختفى منذ يوم الأربعاء وهو عائد إلى مستوطنة “مجدال عوز” حيث كان يدرس في مدرسة دينية ثم عُثر على جثمانه صباح الخميس.

وذكرت وسائل إعلام عبرية أن عائلة الجندي أبلغت الجيش بفقدان الاتصال معه عند منتصف ليل الأربعاء، فبدأ الجيش عملية بحث وتمشيط واسعة إلى أن تم العثور على هاتفه عند الساعة الثانية فجرًا يوم الخميس في محيط مستوطنة “نفي دانيال”، ثم بعد نحو 75 دقيقة تم العثور على جثته شمال شرقي “مجدال عوز”.

وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن الجيش بعد أيام من التحقيقات حدد هوية منفذي العملية لكنه يعمل على تحديد موقعهم. وأفادت إذاعة “كان” الرسمية، بأن هوية منفذي عملية قتل الجندي الإسرائيلي باتت معروفة لدى الجهاز الأمني الإسرائيلي.

وتركزت عمليات البحث بدايةً في قرية “بيت فجار” الفلسطينية القريبة من موقع قتل الجندي، لكن لاحقًا توسعت العملية لتشمل بلدة حلحول الفلسطينية، وبيت عنون. وشملت الحملة الإسرائيلية تضييقًا على مناطق وإغلاق طرق وإخضاع العابرين من وإلى جنوب الضفة لفحص شامل.

ويخشى الجيش الإسرائيلي من أن تكون الخلية التي تقف وراء هجوم الطعن قد انقسمت، مما يجعل جهود البحث أكثر صعوبة. ولا يُعرف عدد منفذي الهجوم بالضبط.

وحسب تحقيقات الجيش فإنه بينما كان يسير الجندي على الطريق، خرج مسلح من مركبة وهاجمه فورًا. واستبعدت أجهزة الأمن الإسرائيلية شكوكها الأولية بأن هجوم الطعن كان محاولة اختطاف فاشلة. ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق علنًا على تفاصيل القضية لأنها لا تزال قيد التحقيق، وفرضت محكمة أيضًا حظر نشر على تفاصيل الهجوم.

لكن في تطور قد يكون متصلًا اعتقل الجيش، أمس، 3 شبان وفتاة في بيت كاحل بالخليل وصادر مركبة من المكان.

وذكرت مصادر محلية، أنه تم اعتقال قاسم عصافرة وزوجته إيناس عصافرة وعكرمة عصافرة ونصر عصافرة، وتمت مصادرة سيارة قانونية يمتلكها أحد المعتقلين الأربعة.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إنه بعد اعتقال عدد من المواطنين الفلسطينيين في بيت كاحل فجرًا، لا تزال عملية ملاحقة المنفذين متواصلة.

ويخشى الجيش الإسرائيلي من أن يحاول منفذو الهجوم تنفيذ هجمات إضافية أو أن يكونوا مصدر إلهام لآخرين.

وتزداد حدة هذه المخاوف بشكل خاص مع بدء عيد الأضحى والذي صادف هذا العام اليوم الذي يحيي فيه اليهود ذكرى خراب الهيكل.

وقال مسؤولون أمنيون إسرائيليون إن هذه النزعة المتمثلة بحدوث موجة من العمليات بوصفها “هجومًا إرهابيًا يولّد هجومًا إرهابيًا”، كان يمكن ملاحظتها بوضوح أواخر العام الماضي، عندما ارتكبت خلية فلسطينية هجومي إطلاق نار في غضون بضعة أيام في شمال الضفة الغربية قبل أن يتم القبض على أعضائها أو قتلهم على يد القوات الإسرائيلية.

وحتى الآن لم يتبنَّ أي فصيل فلسطيني عملية قتل الجندي، وذلك تجنبًا كما يبدو لتسهيل مهمة الجيش ولتفادي ردّات فعل انتقامية، لكن يبحث “الشاباك” الإسرائيلي إذا ما كانت حركة “حماس” على صلة بالعملية.

وفي الأشهر الأخيرة، حذّر جهاز الأمن العام (الشاباك) من أن حركة “حماس” تستثمر جهودًا وموارد كبيرة في تجنيد عناصر لتنفيذ هجمات في الضفة الغربية وإسرائيل.

ويوم الثلاثاء قال “الشاباك” في بيان له إنه “تم الكشف عن عدد من خلايا (حماس) العسكرية في منطقة يهودا والسامرة (الضفة الغربية) في الأسابيع الأخيرة والتي عملت بتعليمات من الحركة في قطاع غزة وخططت لتنفيذ هجمات متطرفة ضد أهداف تابعة لإسرائيل والسلطة الفلسطينية”.

وأضاف البيان أن “العناصر في الضفة الغربية تلقت تعليمات بتشكيل خلايا من أجل تنفيذ عمليات اختطاف وإطلاق نار وطعن، وشراء أسلحة، والعثور على وتجنيد المزيد من العناصر للأنشطة المتطرفة”.

قد يهمك أيضا: 

القوات الإسرائيلية تقتل شاباً فلسطينياً خلال مواجهات اندلعت في مخيم طولكرم

الاحتلال يعيق تحركات المواطنين بالقرب من ضاحية الجنان في جنين