المركز الفلسطيني للتواصل الإنساني "فتا"

اتهمت جليلة دحلان رئيسة المركز الفلسطيني للتواصل الإنساني "فتا"، السلطة الفلسطينية  بالإيعاز لإسرائيل في ألا تمنحها تصريح دخول إلى قطاع غزة ،عبر حاجز "بيت حانون/ إيرز" الواقع شمال القطاع، للإشراف على مشاريع أنهاها المركز، مؤكدة أن عملها في الأراضي الفلسطينية إنساني بعيد عن القضايا السياسية التي لا تتدخل فيها، على حد قولها.

و قالت عقيلة النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني محمد دحلان، في تصريحات صحفية ،الجمعة، "إن السلطة الفلسطينية رفضت إصدار تصريح خاص لها لدخول قطاع غزة عبر حاجز بيت حانون، مضيفة، وعليه انتظرت طويلًا حتى فتح معبر رفح البري للقدوم إلى غزة" .

و أوضحت دحلان أنّ قدومها إلى قطاع غزة كان للإشراف على إنهاء المراحل الأخيرية لمجموعة من المشاريع، التي كان يفترض إتمامها منذ  شهرين، من بينها حفل الزوج الجماعي لجرحى الحرب، وتوقيع عقد تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع العقم، و الاحتفال بولادة 131 طفل من مشروع العقم السابق.

كما أكدت، أن المركز الفلسطيني للتواصل الإنساني ، مؤسسة دولية خيّرة، غير حكومية، تأسس عام 1999، وعمله إنساني، يشمل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية والشتات.

و توقف عمل المركز في منتصف عام 2007 عقب سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، ثم عادت للعمل من جديد قبل عامين بعد تسوية أوضاعها القانونية مع الحكومة الفلسطينية في غزة.

و علّقت دحلان على المخاوف من عمل المركز، قائلة، "هذا التخوف ناتج عن عدم تقدير للعمل الإنساني و الاشاعات و الدعايات، وعدم الإيمان بالعمل الانساني والمأساة الكامنة"، نافية بشدة أن يكون للمركز أي عمل سياسي بعيدًا عن أهدافه الإنسانية في التخفيف من المعاناة الموجودة في الأراضي الفلسطينية.

و حول إن كان هناك مضايقات تتعرض لها المؤسسة، أوضحت، "أنه كان في السابق بعض المضايقات، نتيجة الاعتقاد و التفكير ان خلف عملها الإنساني شيء أخر سياسي".

 مردفةً، "عندما اتضح أن عملنا يشمل الجانب الإنساني وغير الجانب السياسي، نعمل الآن بأريحيّة دون أي مشاكل".

و أعلنت  أيضًا أنّ المركز الذي تديره لا يمارس عمله في الضفة الغربية حتى الآن لأسباب رفضت الخوض فيها، و أن عملهم يقتصر على القدس المحتلة و قطاع غزة والشتات، مشيرة إلى أنّ المركز يقوم بتقديم مساعدات بشكل فردي، لعدد من العائلات الفقيرة والمُهمشة في الضفة الغربية.

و أكّدت أنه لا يوجد أي تدخل في عمل المؤسسة من قبل المانحين و المُمولِين للمشاريع التي تُنفذ في الأراضي الفلسطينية، وتحديدًا قطاع غزة، و قالت أيضًا، "إن المشاريع التي ننفذها نختارها وحدنا دون أي تدخل من أي طرف من المانحين أو الدول".

و أشارت إلى أن الإمارات هي الممول الوحيد للمؤسسة، و أنها مؤسسة تعمل في أماكن متفرقة في  العالم، و من ضمنها فلسطين، و في ذلك وضحت الموقف قائلةً،  "الامارات تُعتبر الداعم الأساسي للشعب الفلسطيني، وهذا كان واضحاً في الحرب الإسرائيلية الأخيرة ،على قطاع غزة، حيث تصدرت الدول في دعم الفلسطينيين".

و بينت دحلان، أن المؤسسة تعمل حاليًا في القدس، و قطاع غزة، و تنفذ عددًا من المشاريع، بتمويل من مؤسسة خليفة الإماراتية، مستدركة مشروع الطرود الغذائية الذي استهدف الفقراء في غزة والقدس دون أي عراقيل.

و أشارت دحلان إلى وجود عراقيل تمنع تنفيذ مشاريع المؤسسة في الضفة الغربية، لكنها رفضت أن تتهم السلطة الفلسطينية بذلك.ولفتت إلى أن المشاريع التي تنفذها محددة التوقيت، و أخرى على عدة مراحل، مثل الزواج و العقم.

و كشفت دحلان أن مركز "فتا" بصدد تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع العقم في قطاع غزة،  وأخر في لبنان، إلى جانب تنفيذ مشروع مساعدات مالية لطلبة الجامعات في قطاع غزة.

و نفذ مركز "فتا" العديد من المشاريع التنموية والإنسانية في قطاع غزة، بتمويل من دولة الإمارات العربية، أبرزها مشروع العُرس الجماعي عام 2015، و مشروع العقم 2015، و مشروع الحقيبة المدرسية والطرود الغذائية.

ثم تطرّقت دحلان إلى الأوضاع الإنسانية الصعبة ،التي يعاني منها قطاع غزة، مشيرة إلى أن القطاع يعاني من أزمات متراكمة، مثل تفشي الفقر و البطالة و انعدام الأمل و الرؤية المستقبلية، مؤكدةً أن الجمعيات و المراكز الخيرية وحدها لا يمكنها حل تلك الأزمات المتراكمة، مشددة على ضرورة أن تقوم الحكومة الفلسطينية بحل تلك المشاكل المأساوية بسرعة.