حركة حماس

ذكرت تقارير عبرية بأن إسرائيل طلبت من السلطات التركية التدخل لدى "حماس" لمعرفة مصير الجنود المفقودين في قطاع غزة منذ العدوان الأخير على القطاع في صيف العام 2014.

وأكدت القناة الثانية في التلفزيون العبري إن هذا الطلب الاسرائيلي يأتي عشية الإعلان عن التوصل لصيغة نهائية لعقد اتفاق بين الجانبين لإعادة العلاقات التطبيعية بينهما بعد قطيعة استمرت أعوامًا عدة في أعقاب اعتداء قوات البحرية الإسرائيلية على المتضامنين الأجانب الذين كانوا على متن سفينة "مرمرة" التركية والتي كانت متجهة لكسر الحصار المفروض على غزة، حيث قتلت القوات الاسرائيلية العديد ممن كانوا على متن السفينة بينهم 9 أتراك.

وأشارت القناة إلى أن هذا الاتفاق يتضمن قيام أنقرة بممارسة ضغوطًا على حماس بحكم العلاقات القوية التي تربطهما، من أجل التوصل إلى صيغة اتفاق يضع اللمسات الأخيرة على صفقة لإعادة الجنود الاسرائيليين الأسرى لدى المقاومة في غزة.ولفتت القناة إلى أن الاتفاق المبرم بين الطرفين يتضمن أيضا، الحصول على معلومات تتعلق بمصير هؤلاء الجنود الذين أعلنت المقاومة عن تمكنها من أسر أحدهم، في حين تحفظت على مصير البقية.

وأكدت القناة على أن الجانب التركي قد بدأ بالفعل ممارسة الضغوط على حركة حماس من أجل الكشف عن مصير هؤلاء الجنود، كشرط أساسي يمكن بعد تنفيذه الحديث عن صفقة تبادل متوقعة لتسليم الجنود مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية.

وكان موقع إخباري إسرائيلي نقل عن مصادر في حركة حماس أن الاتصالات بشأن تبادل الأسرى مع إسرائيل ستتجدد قريباً، وأن بحوزتهم مفاجآت في كل ما يخص "الجنود الاسرائيليين الذين تحتجزهم وقتلوا أثناء عملية الجرف الصامد في قطاع غزة"، على حد تعبير الموقع. ونقل موقع نيوز"1" الاسرائيلي عن المصادر قولها إن هذا هو الوقت الأنسب لإنجاز صفقة أخرى مع إسرائيل عقب تشكيل الحكومة الجديدة المتوقع تشكيلها خلال أسبوعين، والهدوء في العلاقات المصرية مع حماس في الفترة الأخيرة. وبحسب ما ذكره الموقع، فإن حماس تقدر بأن المصريين سيكونون مستعدين للعودة الى التوسط في صفقة بينها وبين إسرائيل.

ونقل عن عضو المكتب السياسي لحركة حماس روحي مشتهى في لقاء سابق أن لدى حماس جندي إسرائيلي أسير، وتعهد بأن "حركة حماس لن تقول ولو كلمة واحدة عن مصير الجندي إلا بثمن مقابل". وأضاف مشتهى أن حركته اتخذت قرارًا واضحًا بأن تأسر جنودًا اسرائيليين بهدف القيام بصفقات مع إسرائيل لإطلاق سراح الأسرى الأمنيين الذين تحتجزهم إسرائيل في سجونها. 

يذكر أن حركة حماس أعلنت في الـ 20 من يونيو/حزيران 2014 أنها أسرت الجندي الإسرائيلي شاؤول أرون أثناء عملية "الجرف الصامد"، فيما أعلن الجيش الاسرائيلي عن الجندي أرون بأنه قتيل ولا يعرف مكان دفنه. هذا وتكثر حماس على مواقعها من الاقتباس من أقوال زهافا شاؤول، وهي والدة الجندي، التي تدلي بها للصحافة الإسرائيلية، حيث قالت "بالنسبة لي أرون حي أشعر أنه يعيش معي، ولن أغير رأيي إلا إذا رأيته ميتاً بعيني هاتين".ووضع المسؤولون في حماس شرطًا جديدًا لإسرائيل باتجاه الصفقة المقبلة، وهو أن تحرر جميع محرري صفقة شاليط الذين أعادت اعتقالهم، والمحتجزون الآن في السجون الإسرائيلية.

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قال إن "حركة حماس لن تقوم بأي صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل ما لم تلتزم بشروط الاتفاق السابق". بدوره؛ أكد عضو المكتب السياسي خليل الحية أن " حركة حماس لن تكشف عن عدد الجنود الأسرى لديها إلى أن يحرر الاحتلال جميع الأسرى المحررين في صفقة شاليط وأعادت الأخيرة اعتقالهم". 

وتلمح حماس أنها أسرت داخل نفق في رفح أثناء عملية "الجرف الصامد" أيضًا هدار غولدن المتوفي، والذي خطف من قبل رجالها، وأعلن الجيش الاسرائيلي عن موته اعتمادًا على آثار اكتشفها في النفق، وقد أجريت له مراسم التشييع. قبيل مناسبة "يوم الأسير الفلسطيني" ؛ ازدادت الضغوطات على قيادة حماس لكي تستخدم أوراق المساومة التي تملكها، وكما يبدو فإن المقصود هو بعض أشلاء الجنديين شاؤول أرون وهدار غولدن بهدف تنفيذ صفقة أخرى مع إسرائيل تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى الأمنيين المحتجزين من قبل إسرائيل. 

وتحاول حركة حماس أن ترفع الثمن الذي تريده من إسرائيل، لذلك فإنها تقوم بحرب نفسية، وكأن بحوزتها أوراق مساومة مهمة، في منشورات حركة حماس قيل أن الحركة ستطلب تحرير المعتقلين الأمنيين "من العيار الثقيل" والمتهمين في أعمال قتل إسرائيليين مثل حسن سلامة وعبد الله البرغوتي ومروان البرغوتي وأحمد سعدات.

وتخلق حماس توقعات في أوساط الجمهور الفلسطيني بأنها تنتظر صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل على غرار صفقة شاليط، ولكن هناك شك كبير فيما إذا كانت تستطيع أن تنفذ وعودها في ضوء علم اسرائيل المسبق بمصير جنودها المفقودين شاؤول أرون وهدار غولدن، والعبر التي اعتبرها المستوى السياسي من صفقة شاليط.