القاهرة - منيب سعادة
أكّد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية السفير سعيد أبو علي، أن جيش الاحتلال والمستوطنين المدججين بالسلاح يشنون عدوانًا واسعًا على المدنيين الفلسطينيين خلال الفترة الماضية.
وأضاف خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورته غير العادية، الثلاثاء، بناء على طلب فلسطين بعقد هذا الاجتماع بشكل عاجل لوضع الدول العربية على آخر التطورات وما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أن العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني هو استمرار لإرهاب الدولة المنظم في حملة تحريض واسعة، تمارسها بصورة معلنة شخصيات رسمية وحزبية ودينية، مشيرًا إلى أن هذا جزء من مخططات أبعد في تحديد المسار ومصير القضية الفلسطينية.
اقرا الان : قوات الاحتلال تعتقل 19 مواطنًا فلسطينيًّا في أنحاء بلدات الضفة الغربية والقدس
وأشار إلى أن التهديدات طالت أبعد الحدود , بخاصة فيما يتعلق بالرئيس محمود عباس بحياته وقراراته وبتحدي قرارات المجتمع الدولي، موضحًا أن الموقف الذي نزداد فيه حرصًا على التمسك به يشمل حث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياتها وإنفاذ قراراتها بتوفير الحماية عن طريق انهاء الاحتلال.
وأكد أن الأمر الآن يستهدف تحطيم الموقف والارادة العربية من خلال استهداف قضيته المركزية "فلسطين" في محاولة يائسة لكسرها وإلغائها، مشيرًا أن ذلك من خلال التعامل مع القدس عاصمة لإسرائيل ومقرًا للسفارات، وصولًا الى تقويض ما استقر عليه وضعها ومكانتها الدولية القانونية والتاريخية.
وشدد على ضرورة وجود موقف عربي قوي مع أي قرارات أو خطابات أو نوايا لأي دولة تجاه القدس، تمسكًا بالحقوق القومية والتزامًا بالشرعية الدولية، محذرًا من تداعيات الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لما يشكله ذلك ويترك من آثار وتداعيات سلبية مستحضرين قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر / كانون الأول الماضي.
وقال السفير المناوب لدى الجامعة العربية مهند العكلوك، رئيس وفد فلسطين " يتوجب علينا اتخاذ خطوات عملية تشمل التواصل الثنائي السريع مع رئيس البرازيل المنتخب من أعلى المستويات العربية لموقفه المرتقب بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال ".
وأضاف العكلوك في كلمته الافتتاحية لمجلس الجامعة، إننا نحتاج لإرسال وفد عربي رفيع المستوى إلى البرازيل قبل تنصيب الرئيس المنتخب في الأول من كانون الثاني المقبل، ونحن بحاجة لإبلاغ رسالتنا العربية بشأن القدس من خلال سفراء البرازيل في الدول العربية، ومجلس السفراء العرب لدى البرازيل، كما أننا بحاجة للتواصل مع الدول التي تربطها علاقات جيدة مع البرازيل، وخاصة مجموعة أميركا الجنوبية، والتي يربطنا بها قمم تعاون عربي أميركية جنوبي.
وأكّد العكلوك أن "الدبلوماسية العربية نجحت مرات عدة في الدفاع عن المصالح العربية، حيث أفشلت ملف ترشيح إسرائيل، لعضوية مجلس الأمن عام 2019-2020، وأجلت عقد قمة توغو الإسرائيلية الأفريقية، إضافة إلى إلغاء جمهورية البراغواي قرارها بنقل سفارتها إلى القدس، مشددًا على الحاجة لاستخدام قدراتنا الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية لحماية مصالحنا الاستراتيجية، لحماية هويتنا ومقدساتنا، والمسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، والموروث الحضاري والثقافي العربية في مدينة القدس ".
وأدان العكلوك قرار حكومة أستراليا الاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، هذا القرار الذي أتى في سياق منحاز للاحتلال ومتناقض مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، مطالبًا أستراليا بالتراجع عن هذه الخطوة غير القانونية.
ودعا الرئيس البرازيلي المنتخب جايير بولسونارو من منبر الجامعة العربية إلى الحفاظ على أواصر الصداقة والعلاقات مع الدول العربية، وللحفاظ على المواقف التاريخية البرازيلية الملتزمة بالقانون الدولي، والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني.
وأوضح المكانة القانونية لمدينة القدس الشريف، التي أسسها القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، بخاصة قراري مجلس الأمن 476 و478 لعام 1980، الذي أكد عليها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 10/19 لعام 2017، مشيرًا أن هذه القرارات التي رفضت القانون الإسرائيلي بضم القدس الشرقية، ورفضت اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ولإعمال ذلك، طلبت من جميع الدول عدم إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس الشريف، والمقصود بالقدس الشريف هو كل مدينة القدس، مبينًا أن القرارات أكدت أن أي إجراء يخالف ذلك لا أساس قانوني له، ويعتبر باطلًا ولاغيًا، وأن القدس قضية من قضايا الوضع الدائم.
وتطرق إلى أن مسؤولين ووزراء إسرائيليين وأعضاء كنيست ومستوطنين حرضوا على قتل الرئيس محمود عبّاس، كما فعلوا من الرئيس الشهيد ياسر عرفات , وقال " إن هذه الجلسة هي الخامسة عشر من نوعها، كدورة طارئة وغير عادية تتناول القضية الفلسطينية خلال السنتين الماضيتين فقط ، حيث تناولت جلساتنا الطارئة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وقضايا القدس، واللاجئين، والأونروا، والاستيطان، والأسرى ".
وأكد السفير السوداني عبد المحمود عبد الحليم المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية أن القرار الأميركي الجائر والخاص بشأن نقل السفارة للقدس يشجع باقي الدول على عدم احترام القانون الدولي وانتهاكه وقرات مجلس الأمن والجمعية العامة، التي نصت على بطلان كل من يحاول إضفاء شرعية زائفة على الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد نائب مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى جامعة الدول العربية بدر الشمري، أن استمرار الانتهاكات الاسرائيلية للأراضي الفلسطينية المحتلة من شأنها تعطيل الجهود الدولية وإضفاء المزيد من التعقيدات على الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية.
وجدد الشمري رفض بلاده لقرارات الدول بنقل سفاراتها الى مدينة القدس، مشيرًا أن هذه الخطوة تمثل انحيازًا كبيرًا ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في مدينة القدس والتي كفلتها القرارات الدولية ذات الصلة وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولي، وتمثل تراجعًا كبيرًا في جهود الدفع بعملية السلام.
وجدد مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية دعم مصر الراسخ للشعب الفلسطيني ولحقوقه المشروعة ودعمها الكامل للرئيس محمود عباس , وأعرب عن شكره للوفد فلسطين لطلبه عقد هذا الاجتماع الذي أيدت مصر عقده فورا، مطالبا الحكومة الأسترالية بالتراجع عّن القرار الذي أعلنه رئيس وزرائها بالاعتراف بالقدس الغربية عاصمة إسرائيل حتى لو اقترنت هذه التصريحات بالحديث عّن أهمية تحقيق السلام في المنطقة.
وقال " إننا نرفض اتخاذ أي دولة موقف خاص بالقدس يخالف الشرعية الدولية لأنه يشكل مساسًا بمواضيع الحل النهائي للقضية، ويؤثر على الاستقرار في المنطقة، مضيفًا أن مصر تحذر من سياسات الاستيطان وفرض الواقع بالقوة، مطالبًا المجتمع الدولي بحماية حقوق الشعب الفلسطيني وتحقيق طموحاته في إقامة دولته المستقلة".
قد يهمك ايضا : الاحتلال يعتقل 7 شبان خلال حفل استقبال أسير محرر في قرية العيساوية بالقدس المحتلة واندلاع مواجهات بالمكان
الاحتلال يقتلع 200 شتلة صبار في الأغوار الشمالية