غارات جويَّة مكثفة على ريف حلب

واصل "جيش الفتح" تقدَّمه في جبهات ريف حلب الجنوبي ، وسط قصف جوي من الطيران الحربي السوري على مواقع فصائل "الفتح" ، فيما تنظيم "داعش" يستعيد مناطق واسعة في ريف الرقة خسرها خلال الايام الماضية، بالتزامن مع قصف الطيران الروسي لمدينة الرقة .

وقالت مصادر ميدانية ان "مقاتلي جيش الفتح شنوا اليوم الأربعاء هجوماً على مواقع القوات الحكومية والميليشيات العراقية والإيرانية المساندة لها في عدّة جبهات من الريف الجنوبي لمحافظة على محوري شغيدلة والسابقية المجاورتين لبلدة الحاضر الاستراتيجية، وذلك لتضييق الخناق على قوات الحكومية داخل لحاضر".

وأكدت المصادر أن " مقاتلي جيش الفتح قصفوا بالمدفعية والصواريخ مواقع القوات النظامية وتمكنوا من قتل عدد من عناصرها ومن عناصر الميليشيات الإيرانية والعراقية داخل بلدة السابقية، بعد تدمير مدفع عيار 23 مم، كما تمكنوا من تدمير عدد من التحصينات العسكرية المزودة بقناصات ورشاشات متوسطة في منطقة شغيدلة بعد استهدافها بقذائف مدفعية عيار 57 مم.

واوضحت المصادر إلى أن "الطيران الحربي السوري نفذ عشرات الغارات الجوية على بلدات بانص، الزيارة، الزربة وطريق دمشق حلب الدولي، ما أوقع عدداً من الإصابات في صفوف المدنيين واحتراق مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية في تلك البلدات.

وتمكن "جيش الفتح" من السيطرة على عدد من البلدات المهمة في ريف حلب الجنوبي في محاولة لفرض الحصار على مواقع قوات النظام في المنطقة وفتح طرق إمداد جديدة إلى أحياء مدينة حلب الشرقية.

وفي ريف حلب الشمالي قصف تنظيم "داعش" اليوم الأربعاء، مواقع المعارضة المسلحة في الريف الشمالي لمحافظة حلب شمالي سوريا، براجمات الصورايخ، وسط معارك بين الجانبين في عدّة محاور من المنطقة.

وقال قائد ميداني في صفوف المعارضة في ريف حلب الشمالي، إن " عناصر تنظيم ‹داعش› استهدفوا منازل المدنيين داخل مدينة مارع بعدد من صواريخ "الغراد" و"الكاتيوشا" وقذائف محلية الصنع، دون ورود أنباء عن إصابات بين المدنيين ، وردت فصائل المعارضة عبر "لواء المعتصم بالله" بهجوم عنيف على مواقع التنظيم في بلدتي حربل وتلالين المحاذيتين لمارع".

وأضاف القائد الميداني أن الهجوم "بدأ بتمهيد صاروخي ومدفعي من قبل المعارضة على مواقع التنظيم في البلدتين تخلله اشتباكات عنيفة بين الجانبين في محيط بلدة حربل، استخدم فيها الطرفان أسلحة متوسطة وثقيلة، وسط استمرار المعارك بينهما على نحو متقطع دون تحقيق أي طرف لتقدم على الأرض، تزامن ذلك مع قصف مدفعي للجيش التركي على مواقع التنظيم في بلدة صوران إعزاز وفي قرية جكا ما أوقع عدداً من الإصابات في صفوف عناصره".

وحاول مقاتلو المعارضة قبل ثلاثة أيام السيطرة على بلدة تلالين، إلا أن تنظيم ‹داعش› نجح في الحفاظ على مواقعه داخل البلدة، بعد استهداف تجمعات المعارضة بسيارة مفخخة وقصف صاروخي، ما أجبر المعارضة على الانسحاب نحو مدينة مارع مجدداً.

وفي ريف حلب الغربي شنت المقاتلات الروسية عشرات الغارات الجوية على منطقة الملاح ومدينة عندان و بلدة حريتان في ريف حلب الشمالي. في حين شنت مقاتلات أخرى عشرات الغارات استهدفت مدن وبلدات في ريف حلب الشمالي وهي: حريتان وبيانون وأطراف قرية الطامورة و كفرحمرة وحيان و عندان وجبالها ومنطقة الكاستيلو و منطقة الليرمون في حلب.

وتسببت الغارات بنشوب حرائق بمختلف مناطق القصف, فيما جدد الطيران الروسي قصفه لمدينتي كفرحمرة وحريتان وقرية تل مصيبين ومنطقة آسيا والبريج. وفي الريف الشرقي منيت "قوات سورية الديمقراطية" بخسائر بشرية فادحة قرب مدينة منبج بريف حلب الشرقي, خلال المعارك الدائرة بالقرب من المدينة. وقالت مصادر مقربة من "قوات سورية الديمقراطية" ان خسائر قواتها بلغت ٥٣ مقاتلاً من القوات لقوا مصرعهم في اليومين الأخيرين، إثر معارك عنيفة مع تنظيم داعش في محيط تلي الياسطي والنخيل، على بعد 2 كم من مدينة منبج, حسب لجان التنسيق المحلية، علما أن ” قوات سوريا الديمقراطية” بدأت عملية عسكرية واسعة بدعم من التحالف الدولي وحققت تقدماً واضحاً على حساب تنظيم الدولة خلال الأسابيع القليلة الماضية, بهدف السيطرة على مدينة منبج.

وذكرت وكالة "أعماق" أن خسائر قوات الديمقراطية خلال معارك يوم الاثنين الماضي أدت الى مقتل وإصابة العشرات من القوات, إضافة إلى أسر عنصر في قرية “الشيخ ناصر”، وتم تدمير مدفع رشاش من عيار 23 وعدد من السيارات رباعية الدفع.

وفي محافظة الرقة دمر سلاح الجو في الجيش السوري آليات لمسلحي تنظيم “داعش” في طلعات على تجمعاتهم ومحاور تحركهم بريف الرقة الغربي. وذكر مصدر عسكري سوري أن الطيران الحربي السوري “نفذ طلعات مكثفة على تجمعات ومحاور تحرك إرهابيي تنظيم (داعش) على طريق الطبقة - انباج وطريق انباج-أبو العلاج وجنوب غرب زكية في ريف الرقة الغربي”.

 وبين المصدر أن "الطلعات الجوية أسفرت عن “تدمير آليات مصفحة ومزودة برشاشات للتنظيم التكفيري ومقتل وإصابة العشرات من إرهابييه.  ودمرت وحدات من الجيش ومجموعات الدفاع الشعبية أمس الأول العديد من الآليات وكميات كبيرة من الاسلحة والذخيرة لإرهابيي “داعش” وأوقعت في صفوفهم عشرات القتلى في أنباج ومفرق زكية “دير حافر على طريق أثريا” الطبقة.

وقالت مصادر خاصة في مدينة الرقة   لـ العرب اليوم ان 10 اشخاص على الاقل قتلوا وجرح العشرات حصيلة القصف الجوي على الرقة مساء امس الثلاثاء .وأوضحت المصادر ان " طائرات حربية روسية شنت غارات جوية استهدفت شركة الكهرباء ومغسلة الرحمن ومنطقة كازية شكري في مدينة الرقة، ما أسفر عن استشهاد عشرة مدنيين وسقوط عشرات الجرحى ".

من جانبه واصل تنظيم "داعش" هجماته على مواقع لقوات الحكومية على طريق إثريا-الرقة, خسرت خلاله القوات الحكومية مواقع جديدة ودمر التنظيم دبابة على الطريق.

 

 وقالت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ان "مقاتلي التنظيم شنوا مجدداً هجوماً عنيفاً على مواقع لقوات النظام على طريق إثريا- الرقة, سيطروا خلاله على حاجز الأبراج قرب مفرق الزكية, ودمروا دبابة لقوات النظام في حاجز السيرياتل غرب قرية أبو العلاج, حسب أعماق.

ويأتي ذلك، بعد هجوم أمس الثلاثاء على مواقع أخرى, استطاعوا خلاله السيطرة على قرية أبو العلاج وقرية خربة زيدان, إضافة لخمس مواقع عسكرية على الطريق, واغتنام دبابتين ومدفع من عيار 23 قرب قرية أبو العلاج.

وفي تدمر شن مقاتلو تنظيم داعش هجوما مباغتا على صوامع تدمر بالقرب من المدينة, والتي تتواجد فيها قوات روسية إلى جانب القوات الحكومية والميليشيات الشيعية, ودارت معارك عنيفة بين الطرفين داخل مباني الصوامع والمزارع المحيطة فيها.

وبدأ الهجوم بعربة مفخخة ضربت تجمعا لقوات النظام، لتندلع بعدها معارك عنيفة بين الطرفين، تبعه عربة مفخخة ثانية استهدفت المبنى الرئيسي، لتستمر بعدها المعارك عدة ساعات. وقالت وكالة "اعماق" التابعة لتنظيم داعش ان 42 عنصرا على الأقل سقطوا من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها إلى جانب عدد أخر من الجرحى .

وفي ريف ادلب نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في محيط مدينة معرة النعمان وبلدة الهبيط بريف ادلب الجنوبي، ولم ترد أنباء عن إصابات، كذلك ارتفع الى 5 بينهم طفلة عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف الطيران المروحي بعد منتصف ليل أمس على مناطق في بلدة البارة في جبل الزاوية، بينما قضى شخصان اثنان من بلدة البارة بجبل الزاوية إثر مشاجرة دارت في البلدة يوم أمس، بين سكان محليين من طرف، ونازحين من طرف اخر تخللها أصوات إطلاق نار سمعت من منطقة المشاجرة، وذلك إثر خلاف قالت مصادر أهلية أن الخلاف كان على شراء قوالب ثلج.

وفي ريف دمشق دارت اشتباكات عنيفة بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية على أطراف بلدة الديرخبية, تلاه قصف مدفعي عنيف استهدف الجبهة. وتركزت هذه الاشتباكات من جهة معمل حليب "ميلك مان" وتعرضت منطقة الاشتباك فور انتهاء الاشتباكات لقصف مدفعي عنيف من قوات الحكومية المتواجدة في تل كوكب والكابوسية, حسب المكتب الإعلامي الموحد في الغوطة الغربية.  وترافقت مع إلقاء الطيران المروحي برميلاً شديد الانفجار على المنطقة الواقعة بين زاكية والديرخبية, وجددت الطائرات المروحية قصفها للبلدة منتصف الليل بأربعة براميل متفجرة, تزامنا مع إلقاء عدة قنابل ضوئية فوق سماءها.

وفي مدينة المعضمية غرب العاصمة دمشق قتل ثلاثة مدنيين جراء استهدفت القوات الحكومية بالرشاشات الثقيلة وعربات الشيلكا والدوشكا , الأحياء السكنية في المنطقة الجنوبية بشكل عشوائي.