غزة – محمد حبيب
ضمن استعداداتها المتواصلة للمواجهة العسكريّة المقبلة ضدّ المقاومة في قطاع غزّة، اتّخذت ما تسمى الجبهة الدّاخليّة في إسرائيل بالتّعاون مع ما يسمّى بوحدة 'غزّة' في جيش الاحتلال ، قرارًا بإطلاق صافرات إنذار في منطقة ما يسمّى ببلدات 'محيط غزّة'، تحذّر من تسلّل مقاومين من غزة، عبر الأنفاق التي تمّ تشييدها للهجوم داخل إسرائيل.
ويضاف هذا التّجديد التّقنيّ الإسرائيليّ إلى منظومة الإنذار الإسرائيليّة المسمّاة 'لون أحمر' والتي طوّرت خصّيصًا للإنذار عن سقوط قذائف صاروخيّة قادمة من القطاع داخل "إسرائيل".
ووفق ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الصّادرة صباح اليوم الأربعاء، فإنّ الإنذار الجديد الذي يهدف لحماية "الإسرائيليّين"، سيكون مثيلًا بنظيره الخاصّ بالتّحذير من القذائف الصّاروخيّة، إلّا أنّه سيكون مصحوبًا برسالة نصيّة ترسلها الجهات الأمنيّة إلى "الإسرائيليّين"، على هواتفهم الجوّالة الخاصّة، يكون مكتوبًا فيها 'إثر تسلّل مخرّبين، فإنّ السّكّان مطالبون بالتّحصّن في بيوتهم، وإطفاء الأنوار، حتّى إشعار آخر'.
عدا عن هذا الإنذار الصّوتيّ المصحوب برسائل نصيّة للمواطنين، فإنّ الجهات الأمنيّة في البلدات الإسرائيليّة المحيطة بقطاع غزّة، في حال اكتشافها تسلّلًا للمقاومين عبر الأنفاق، فإنّها ستعلن الأمر بمكبرّات الصّوت المثبّتة في مواقع مختلفة من البلدات.
ويأتي هذا الإنذار الجديد ضمن سلسلة من التّوصيات التي ينكبّ الجيش الإسرائيليّ مؤخّرًا على صياغتها، اعتمادًا على 'تجربته' في العدوان الإسرائيليّ الأخير (2014) على قطاع غزّة، والذي نجحت فيه المقاومة بغزة بإلحاق أضرار لا يستهان بها في الجانب الإسرائيليّ، معتمدة على أنفاقها الهجوميّة التي كانت قد شيّدت سلفًا للمواجهة العسكريّة.
وكشف مصدر عسكريّ إلى صحيفة "يديعوت أحرونوت" حول منظومة الإنذار الجديدة 'مهمّتنا الرّئيسيّة اليوم هي الدّفاع عن البلدات، بموازاة القتال الهجوميّ ضدّ المقاومة. البلدات الإسرائيليّة في غلاف غزّة هي ذخر هامّ جدًا، وصمودها هو انتصار'.
وواصل المصدر العسكريّ تعقيبه 'الصّافرة هي جزء مكمّل، جاء للفت انتباه المواطنين أنّه تجري عمليّة الآن. بالطّبع فإنّ الصّافرة ستعمل بشكل اعتياديّ أيضًا في حال سقوط قذائف صاروخيّة. يجب أن يفهم المواطنون أنّه ليس كلّ إطلاق للصافرة يعني تسلّل مقاومين'.
يأتي هذا القرار الأمنيّ الجديد ضمن سلسلة استعدادات للمواجهة العسكريّة القادمة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينيّة في قطاع غزّة، إذ قرّرت مؤخّرًا وزارة الحرب الإسرائيليّة بناء جدار تحت الأرض يمتدّ إلى ما فوق سطحها، على الحدود الإسرائيليّة مع قطاع غزّة، كـ"حلّ نهائيّ" للأنفاق الهجوميّة التي تشيّدها المقاومة، في حربها ضدّ الحصار الإسرائيليّ المتواصل منذ 10 أعوام.
وسيضمّن ما أسمته إسرائيل بـ"خطّ الدّفاع"، جدارًا إسمنتيًّا ستحفره إسرائيل على عمق عشرات الأمتار، وسيرتفع أيضًا إلى ما فوق سطح الأرض، لأجل منع إمكانيّة مواصلة حفر الأنفاق الهجوميّة. وقدّر جهاز الحرب الإسرائيليّ، في السّابق، تكلفة هذا المشروع بعشرات المليارات من الدّولارات، إلّا أنّ الخطّة الجديدة التي أقرّتها وزارة الأمن الإسرائيليّة، ستشيّد هذا الجدار بتكلفة ستصل 2.2 مليار شيكل.
ويعتبر هذا الجدار، وفق معاييره ومواصفاته، الأوّل من نوعه في إسرائيل. وسيمتدّ على طول 60 كيلومترًا تلفّ قطاع غزّة، لتشكّل عمليًّا جهازًا أمنيًّا إسرائيليًّا ثالثًا تنصّبه إسرائيل على الحدود مع القطاع المحاصر، بعد منظومتي "هوبرس أ" و "هوبرس ب"، إذ شيّدت الأولى في تسعينات القرن الماضي، بعد اتّفاق أوسلو، أمّا الجهاز الثّاني، فتمّ نصبه في عيد الانفصال أحاديّ الجانب الذي نفّذته إسرائيل مع قطاع غزّة. ولم تستطع المنظومتان "هوبرس أ" و "هوبرس ب" التّغلّب على الأنفاق الفلسطينيّة القادمة من القطاع.