غزة – محمد حبيب
واصلت جرافات المستوطنين الإسرائيليين صباح اليوم الاحد، تجريف أراضي زراعية ورعوية جنوب نابلس وغرب سلفيت في الضفة الغربية
وأفاد شهود عيان أن جرافات المستوطنين جرفت الأراضي الواقعة في حوض رقم 13 لتوسعة مستوطنة (شفوت راحيل)، حيث يجري بناء العديد من الوحدات الاستيطانية الثابتة خارج حدود هذه المستوطنة بعيدا عن وسائل الإعلام، مؤكّدين أنه يجري أيضا تجريف قرب البؤرة الاستيطانية (غئولات تسيون) التي سبق وأعلن الاحتلال عن شرعنتها.
وواصل مستوطنو "ليشم" اعمال تجريف وتهيئة البنية التحتية لإقامة وبناء مئات الوحدات الاستيطانية التي اعلن الاحتلال امس الاول عن شرعنتها رسميا، وقالت مصادر من بلدة دير بلوط غرب سلفيت إن التجريف يجري شرق البلدة وأنه يتوسع كل يوم دون حسيب أو رقيب.
وأوضح الباحث خالد معالي أن أعمال التجريف الاستيطاني تجري في عشرات المواقع في الضفة الغربية بشكل يومي؛ وأن محافظة سلفيت تشهد تجريفا استيطانيا في العديد من المواقع؛ لتوسعة بناء 24 مستوطنة في المحافظة.
ولفت معالي إلى أن اعمال الاستيطان تخالف المادة 53 من معاهدة جنيف الرابعة التي تحظر تدمير الممتلكات الخاصّة داخل الأراضي المحتلة، أو مصادرتها تحت أي حجة كانت؛ وأن المادة 49، الفقرة 6 من معاهدة جنيف الرابعة هي ايضا تحظر على القوة المحتلة، نقل مجموعات من سكّانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها.
وندد الاتحاد الأوروبي بعمليات المصادرة والهدم التي تنفذها سلطات الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية والقدس المحتلة، التي طالت مئات المنازل والمنشآت منذ بداية العام الحالي، وقال الاتحاد في بيان صحفي، السبت، إن عمليات المصادرة والهدم التي تقوم بها السلطات الصهيونية منذ بداية العام الحالي في الأراضي الفلسطينية وصلت مرحلة مؤسفة، حيث طالت مساعدات إنسانية ممولة من قبل الاتحاد، من خلال عمليات الهدم التي طالت مساكن مؤقتة في تجمع "جبل البابا" البدوي، في المنطقة المسماة (E1)، الواقعة بين القدس المحتلة وجنوب الضفة الغربية، وأشار إلى أن التجمعات البدوية في منطقة وسط الضفة الغربية المحتلة، "واجهت هي الأخرى عمليات متكررة من المصادرة والهدم في الأعوام الأخيرة، في إطار خطط جعلتهم في أمس الحاجة إلى المساعدات الإنسانية لتفادي أن ينتهي بهم الأمر إلى الترحيل القسري من مناطقهم".
وأكد الاتحاد في بيانه على أنه "يعارض سياسة إسرائيل الاستيطانية والأفعال التي تتخذها في هذا الإطار، بما فيه عمليات المصادرة والهدم وبناء جدار الفصل في مناطق تتعدى حدود خط عام 1967، والإخلاء والترحيل القسري".وقال: إن "التطورات في المنطقة المسماة (E1)تطرح تساؤلات حول التزام "إسرائيل" تجاه حل الدولتين.
وأقدمت سلطات الاحتلال الأسبوع الماضي ، على مصادرة وهدم ما لا يقل عن (12) كرفانًا، في "تجمع جبل البابا" شرق قرية العيزرية (شرقي القدس المحتلة)، بعضها تم تمويله من قبل الاتحاد الأوروبي، بهدف إخلاء المناطق المحيطة بالمستوطنات من ساكنيها الفلسطينيين، لإنشاء تواصل جغرافي ما بين مستوطنة "معاليه أدوميم "والقدس الشرقية المحتلة، وذلك سعيا وراء مخطط القدس الكبرى، المعروف باسم "القدس 2020".
وما زالت عمليات الاستيطان الصهيوني في منطقة "E1" الواقعة بين القدس الشرقية المحتلة ومستوطنة "معاليه أدوميم" وتبلغ مساحتها 12 كيلومترًا مربعًا، تُثير انتقادات دولية واسعة كونها تقطع التواصل الجغرافي بين جنوب الضفة وشمالها وتقطع أي تواصل فلسطيني مع القدس المحتلة.